في الوقت الذي يحتفل فيه قادة العالم بذكرى مرور قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى،كان هناك صراع آخر في أوروبا الشرقية يتصاعد وسط تجاهل من الغرب، وسيطرة روسية. من المقرر أن تعقد منطقة "دونباس" الانفصالية شرق أوكرانيا انتخابات يوم الأحد المقبل، وهو نفس اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى المئوية لتوقيع هدنة الحرب العالمية الأولى في باريس، حيث يسعى الانفصاليون المدعومون من روسيا إلى إضفاء الشرعية، وتطبيع سيطرتهم على جمهوريتين أعلنتا استقلالهما، عن "دونيتسك" و"لوهانسك"، بعد أربع سنوات من القتال، وذلك في الوقت الذي وصفت فيه الولاياتالمتحدة هذا التصويت بأنه غير شرعي، إلا أن روسيا أكدت على ضرورة عقد هذه الانتخابات. شبكة "بلومبرج" أشارت إلى أن اللوحات الإعلانية في "دونيتسك" تحث الناس على "التصويت لصالح دونباس بقلب روسي"، وسط وعود بحياة أكثر أقل غلاءً وأجور كريمة في "جمهورية يسودها السلام". وقالت أوتيليا داهد المحللة في شركة "تينيو إنتلجينس" للاستشارات في بروكسل: إن "الانتخابات هي مجرد خطوة أخرى في ما تقوم به روسيا شبكة "بلومبرج" أشارت إلى أن اللوحات الإعلانية في "دونيتسك" تحث الناس على "التصويت لصالح دونباس بقلب روسي"، وسط وعود بحياة أكثر أقل غلاءً وأجور كريمة في "جمهورية يسودها السلام". وقالت أوتيليا داهد المحللة في شركة "تينيو إنتلجينس" للاستشارات في بروكسل: إن "الانتخابات هي مجرد خطوة أخرى في ما تقوم به روسيا في دونباس"، مضيفة أنها تقوم بوضع مجموعة من المرشحين والسياسيين محل النظام الأول من الثوريين والانفصاليين. وتسجل أوكرانيا الخط الفاصل بين روسيا والغرب، خاصة منذ أن خرج الملايين إلى شوارع البلاد في ثورتين خلال 14 عاما، لكن في النظام العالمي الجديد الذي يديره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، فإن النزاع في الدولة السوفيتية السابقة أصبح منسيا، ومتجمد في الوقت الذي لا يلوح فيه إمكانية حدوث سلام في الأفق، مع إحكام روسيا قبضتها. واشنطن تفرض عقوبات على 3 أشخاص و9 كيانات روسية التجاهل الغربي يأتي في الوقت الذي يستمر فيه الصراع في المنطقة، حيث خلفت المواجهات المسلحة مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، ومازالت تتعرض المنطقة للقصف يوميا، حيث قتل 39 مدنيا وأصيب 166 حتى الآن هذا العام، فيما رفضت روسيا دعوات لإنشاء قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة على الحدود بين البلدين. وأفادت الشبكة، "في حين أن العقوبات الدولية ضد روسيا لا تزال قائمة، لم تكن أوكرانيا ضمن أولويات ترامب في علاقته مع بوتين، حيث سيكون الزعيمين في باريس نهاية هذا الأسبوع، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان سيعقدا أي محادثات قبل عقد اجتماع قمة العشرين". وبغض النظر عما سيحدث، فمن غير المحتمل أن تكون أوكرانيا على رأس جدول أعمال الرئيسين، حيث تعاني البلاد من الآثار الجانبية لتحول وجهة السياسة الخارجية للولايات المتحدة. اختفاء جزيرة يضع اليابان في صدام محتمل مع روسيا ومن المتوقع أن يصبح دينيس بوشلين الزعيم المؤقت المدعوم من الكرملين أن يتولى رئاسة الدولة في جمهورية دونيتسك الشعبية، وفي "لوهانسك"، يعد ليونيد باسكنيك المسؤول السابق عن قسم مكافحة التهريب في أوكرانيا هو الأقرب للمنصب. وتلعب روسيا دورا كبيرا في الحياة اليومية للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الانفصالية، حيث توفر المعاشات والرواتب والوقود، كما حل الروبل الروسي محل الهريفنيا الأوكرانية كعملة رسمية في عام 2015. من جانبه، يأمل الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أن تؤدي هذه الانتخابات غير القانونية إلى فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، حيث قال كورت فولكر الممثل الخاص للولايات المتحدة في مفاوضات أوكرانيا: إن عقوبات جديدة فرضت على 3 أفراد و9 كيانات تمتلك استثمارات ومشاريع خاصة. وترى "بلومبرج" أن روسيا تتبع نفس قواعد اللعبة التي اتبعتها في مناطق انفصالية أخرى مثل "ترانسنيستريا"، التي كانت جزءً من مولدوفا، و"أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا" في جورجيا. انضمام أوكرانيا للناتو يُرهق روسيا اقتصاديًا واعترفت روسيا ب"أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا" كدولتين مستقلتين بعد حرب عام 2008 مع جورجيا، ووقعتا اتفاقيات دفاع معهم، وهو ما يعني تواجد قوات روسية هناك. وفي "ترانسنيستريا"، تنتشر "قوات حفظ سلام"، ولم تعترف موسكو باستقلالها بعد، وتصر على أنها لا تملك قوات في شرق أوكرانيا.