عملية الاغتيال استدعت ذاكرة النشطاء، الذين تهافتوا على نشر مقطع مصور للراحلة التي عرفت بنشاطاتها في مجال حقوق الانسان أثناء دعمها لتظاهرات البصرة. يبدو أن مسلسل الاغتيالات عاد مجددًا إلى العراق على أيدى الجماعات المسلحة التي ترفض الأراء المناهضة لسياساتها التي تنتهجها داخل البلد العربي، حيث بدأت توجه سهامها نحو النشطاء السياسيين الذين يشاركون في الاحتجاجات الرافضة لأعمال العنف، والتوسع الإيراني، خاصة في محافظة البصرة التي عانت مؤخرًا من عدة أزمات بداية من تردي الخدمات وتلوث مياه الشرب ونقص الكهرباء، وارتفاع معدلات البطالة في هذه المحافظة الغنية بالنفط. مؤخرًا، تم استهداف الناشطة العراقية سعاد العلي (46 عاما) في منطقة العباسية بالبصرة في وضح النهار، أثناء استعدادها لاستقلال سيارتها، حيث اقترب منها أحد المسلحين، ثم أطلق النار عليها ليرديها قتيلة.و"سعاد العلي" كانت من مؤيدي المظاهرات التي نُظمت في البصرة ضد الحكومة، كما ترأست الناشطة منظمة "الود العالمي" مؤخرًا، تم استهداف الناشطة العراقية سعاد العلي (46 عاما) في منطقة العباسية بالبصرة في وضح النهار، أثناء استعدادها لاستقلال سيارتها، حيث اقترب منها أحد المسلحين، ثم أطلق النار عليها ليرديها قتيلة. و"سعاد العلي" كانت من مؤيدي المظاهرات التي نُظمت في البصرة ضد الحكومة، كما ترأست الناشطة منظمة "الود العالمي" لحقوق الإنسان، وهي منظمة مدنية إنسانية هدفها إرساء مبادئ حقوق الإنسان من خلال إقامة المؤتمرات الثقافية والندوات، والورش التدريبية. اقرأ أيضًا: احتجاجات دامية.. «البصرة» تنتفض و«الصدر» يكشر عن أنيابه وشهدت البصرة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، احتجاجات عنيفة لأسابيع عدة، حيث أضرم محتجون النار في عدد من المباني الحكومية والسياسية، وكذلك القنصلية الإيرانية ومقر لقوات "الحشد الشعبي"، بعد مقتل أشخاص في مواجهات مع الشرطة. من جهته، أدان الرئيس العراقي فؤاد معصوم جريمة اغتيال الناشطة، ووجَه في بيان "السلطات الأمنية بإلقاء القبض العاجل على الجناة وتقديمهم للعدالة. اقرأ أيضًا: لماذا رشح بارزاني مدير مكتبه لرئاسة العراق؟ على جانب آخر، نفت شرطة محافظة البصرة علاقة مقتل العلي بالاحتجاجات، حيث زعمت أن الحادث يندرج ضمن الحوادث الجنائية، وليس له علاقة بحركة التظاهرات والاحتجاجات التي تندلع بين الحين والآخر بسبب تردي الواقع الخدمي، مشيرة إلى أن الحادث له خلفيات. وفي بيان لها، ذكرت الشرطة "أن المتهم الهارب عماد طالب مبارك أطلق النار وقتل طليقته الدكتورة سعاد حبيب لجلاج العلي الناشطة في منظمة حقوق الإنسان المولودة عام 1972". ويبدو أن رواية الشرطة لم تقنع الكثير من النشطاء الذين شككوا في مصداقيتها، معتبرين أن قتل الناشطة له علاقة بموقفها من الاحتجاجات الأخيرة في البصرة، وقاموا ببث لقطات من مواقفها خلال التظاهرات الأخيرة، وسط توجيه البعض أصابع الاتهام إلى تورط إيران في عملية الاغتيال، بحسب "يورو نيوز". عملية مخابراتية من جانبه، وصف السياسي العراقي صادق الموسوي اغتيال العلي بأنه "فيلم واضح"، مضيفًا أن حركة القاتل في ضربه وهروبه تشير إلى أنه مدرب بشكل جيد استخباراتيا. اقرأ أيضًا: قوات «الباسيج» في العراق.. أداة قمعية لحماية المصالح الإيرانية ولفت الموسوي في منشور له عبر "فيسبوك" إلى أن ملابس القاتل وابتعاده عن الكاميرا بسرعة وعدم إعطاء وجهه إليها واستهداف الرأس، يدلل على أنها عملية مخابراتية بامتياز. كما اتهم الكاتب والمحلل العراقي إياد جمال الدين (إيران) صراحة باغتيال (العلي)، حيث رأى أن طهران وجواسيسها في العراق شعروا بالخوف والرعب من تنامي كراهية "الشيعة"، خصوصًا بعد مظاهرات البصرة وإحراق القنصلية الإيرانية، مؤكدًا أن اغتيال "العلي" سيزيد إصرار العراقيين في القضاء على الفساد، وفقًا ل"أخبار العراق". واستدعت عملية الاغتيال ذاكرة النشطاء، الذين تهافتوا على نشر مقطع مصور للراحلة التي عُرفت بنشاطاتها في مجال حقوق الانسان أثناء دعمها لتظاهرات البصرة. وقال نشطاء: إن هذا المقطع يؤكد أن أذرع إيران في العراق هي من تقف وراء هذه الجريمة النكراء، انتقامًا من الراحلة لتأييدها التظاهرات التي انطلقت في البصرة قبل أسابيع". ويأتي مقتل "العلي" في ظل الاغتيالات التي طالت الحقوقيين المؤيدين للمظاهرات، وكان أعنفها اغتيال محامي الدفاع عن المتظاهرين في البصرة جبار عبد الكريم في يوليو الماضي، بأكثر من 15 طلقة نارية على يد مسلحين مجهولين أمام مركز شرطة الهادي وسط المحافظة، وفقًا ل"سكاي نيوز"