واحسرتاه على إعلامنا المصرى، وواحسرتاه على ما يعانيه الإعلام الرياضى المصرى. فلم تعد المنافسة للأسف تتعلق بمن سيتفوق على من فى المستوى، أو من سيجارى من فى المنافسة الشريفة. بل باتت المنافسة فى إعلامنا الرياضى فى الوقت الحالى من سيسب من!! ومن سيفتح الملفات السابقة، بل ومن سيعاير من!! وبات الضحية هو المشاهد المسكين الذى أضحى يتابع بشغف المعارك اللفظية اليومية بين الإعلاميين الذين ظننا أنهم كبار فى التعقل والحكمة، ولكنهم أصبحوا مستسلمين للسكاكين التى شهروها وسنها بعضهم لبعض. ففى وقت كان الحديث فيه عن فلان الذى يهاجم شخصا، ومثل يضرب بوصف فلان بالنسناس، أصبحنا نتابع بشغف وقائع أشبه بحلبة المصارعة التى يلتف حولها الملايين، وينتظرون النتيجة بفارغ الصبر، وكل بات يغنى على ليلاه. القصة أصبحت سخيفة، والمواجهات باتت مقززة، حتى إن هواة الصيد العكر من الإعلاميين أصبحوا يبحثون عن نسبة المشاهدة العالية من أجل التسخين والتهويل، بدلا من العفو والصفح، بل والسعى لتهدئة الأجواء. ألهذه الدرجة أصبحنا إعلاما رياضيا منفوخا ومتابعا من أجل السباب؟! ألهذه الدرجة وصلت بنا الحال إلى السب والقذف دون الاعتبار بأن الدنيا سلف ودين وكما تدين تدان؟! ولكننى لن ألوم على واقعة بعينها، لأننى إن فعلت ذلك أقحمت نفسى فى مهاترات أنا فى غنى عنها، ولكننى أردت التذكير والتنويه بأن هذه المهنة التى تقتضى الظهور الإعلامى تحتوى على ميثاق الشرف والأمانة للمهنة، والتى من أهم بنودها وأسسها عدم التلفظ بالألفاظ النابية، وكذلك عدم التعرض للبذاءات لأن أذن المشاهد والمستمع لا يصل إليها من الإعلامى سوى الكلام النقى!! ومن هنا أسأل نفسى وأنا فى قمة الحيرة والعجز: من المسؤول عن هذا التدهور؟! أهو عدم الرقابة التى لم ولن نفعلها حتى هذه اللحظة فى لجان الإعلام؟! أهو عدم الوعى بالمهنة والإيمان بأن الوظيفة الإعلامية مهنة وليست سبوبة؟! وسأكون مخاطبا هنا كل العقلاء، حتى إن هاجمك فلان، واستفزك علان، فاعلم أن التسامح والعفو ليس بالضعف، لأنك إن تحدثت وأنت مستفز أخطأت، ولامك الجميع على خطئك. وعلها تكون نصيحة أوجهها لكل من يتعرض للهجوم، لأن المسؤول عن تدهور الإعلام إلى هذه الدرجة، من لا يراجع نفسه، ولا يعمل بميثاق شرف المهنة.