الأيام القليلة الماضية، شهدت أحداثًا مثيرة للجدل، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طرفًا فيها، وذلك بداية من اتهامه ألمانيا بالبقاء "رهينة" لروسيا خلال قمة الناتو، مرورًا بخرق البروتوكول الملكي خلال زيارة بريطانيا. الأمر لم يتوقف هنا، ففي هلسنكي عقد الرئيس الأمريكي اجتماعًا مغلقًَا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما انتقد الوكالات الاستخباراتية الأمريكية في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين. وفي مشهد قريب من مشاهد أفلام الكوميديا السوداء، ظهرت علامات الدهشة على وجه مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس، خلال مؤتمر أمني في مدينة أسبن بولاية كولورادو، بعدما أخبرته مضيفته أن ترامب وجه الدعوة لبوتين لزيارة واشنطن، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية إدارة ترامب لملف السياسة الخارجية. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، وصفت هذا الأسبوع بأنه الأكثر إثارة للجدل في فترة رئاسة ترامب المضطربة، خاصة بعد إدانة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عدم اتخاذه موقفا صارما مع الرئيس الروسي. مضيفة أن هذا الأمر دفع العديد من المراقبين إلى المراهنة على أن إدارة ترامب قد تلقى نهايتها في وقت قريب، إما عن طريق سحب الثقة أو الاستقالة. فبعد 24 ساعة من المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب مع بوتين في هلسنكي الاثنين الماضي، ارتفعت احتمالات أن يصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة تُسحب منه الثقة، بعد الرئيسين أندرو جونسون وبيل كلينتون، لتصل إلى نسبة 33٪. اقرأ المزيد: ترامب يدعو بوتين لزيارة واشنطن.. والمخابرات الأمريكية آخر من يعلم وقبل أن يعرب ترامب عن ثقته في صدق بوتين بخصوص عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، كانت الاحتمالات تقف عند نسبة 20٪. وأمضى البيت الأبيض عدة أيام في محاولة تصحيح تصريحات ترامب المثيرة للجدل، ففي يوم الثلاثاء الماضي، ادعى ترامب أن ما قاله في هلسنكي كان زلة لسان. وبعد أن بدا أن ترامب قال إنه "لا" يعتقد أن روسيا لا تزال تحاول التدخل في الانتخابات الأمريكية، على عكس النتائج التي توصلت إليها وكالات الاستخبارات الأمريكية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز، إن الرئيس لم يكن يجيب عن السؤال، ولكنه كان يقول "لا" لن يجيب على أسئلة الصحفيين. وكان هناك تراجع ثان في مواقف الإدارة الخميس الماضي، فبعد ساعات فقط من التصريح بأن البيت الأبيض يدرس اقتراحا من بوتين للسماح لروسيا باستجواب سفير أمريكي سابق لدى روسيا، وهو الاقتراح الذي وصفه ترامب في البداية بأنه "عرض لا يصدق"، قالت ساندرز إنه تم رفض هذا الاقتراح. بالنسبة إلى منتقدي الرئيس، فإن التراجع المستمر في هذه التصريحات لم تغير قناعتهم بأن ترامب لديه نقطة ضعف خطيرة، عندما يتعلق الأمر بالزعيم الروسي. وظلت احتمالات سحب الثقة من ترامب قبل نهاية ولايته الأولى، على نفس المستوى منذ يوم الثلاثاء، فيما زادت احتمالات سحب الثقة وعزله خلال 2018، لتكون هي الأعلى بنسبة 13.33%. اقرأ المزيد: ترامب يعيد المجد لروسيا.. وغضب شعبي يجتاح أمريكا إلا أن المجلة الأمريكية، ترى أن إقالة الرئيس في أي وقت قريب هو أمر بعيد الاحتمال، ففي الوقت الذي تعرض فيه ترامب لبعض الانتقادات اللاذعة من الجمهوريين في الأيام الأخيرة، فإن الدعم الهائل الذي ما زال يحتفظ به الرئيس بين قاعدة الحزب الجمهوري يعني أن أعضاء حزبه لا يزالون مترددين بشكل كبير في التحدث علانية، وسحب الثقة منه. ومع ذلك، قد يصبح الوضع أكثر خطورة بشكل واضح بالنسبة للرئيس، إذا ما استعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقرر لها نوفمبر المقبل. وتضيف "نيوزويك" أن الإقالة ليست الطريق الوحيد للخروج المبكر لإدارة ترامب، حيث يبدو أن المراهنين على ترامب، يثقون أن الرئيس قد يختار الاستسلام قبل نهاية عام 2020، وتقديم استقالته، حيث ارتفعت احتمالات استقالة ترامب إلى 12٪ هذا الأسبوع، من 4% قبل شهور قليلة. إلا أن ترامب لم يظهر أي مؤشر على استعداده للخروج عن البيت الأبيض طواعية، ففي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" في وقت سابق من هذا الأسبوع، كان ترامب يتطلع إلى انتخابات عام 2020، ومواجهة خصمه الديمقراطي المحتمل جو بايدن. وقال ترامب عن بايدن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس السابق "حسنًا، أنا أتمنى مواجهة بايدن". وفي نهاية أسبوع ترامب المضطرب، كشفت تقارير أكد فيها رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس، أنه في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016، قام مايكل كوهين المحامي السابق لترامب بالتسجيل سرًا له، في أثناء مناقشتهم خططًا لدفع أموال لعارضة مجلة "بلاي بوي" السابقة، كارين ماكدوجال، لإسكات مزاعمها بشأن علاقة غرامية مع ترامب. اقرأ المزيد: ترامب ينتقد محاميه السابق: تسجيل حديثي «غير قانوني» وأشارت "نيوزويك" إلى أن الشريط ظهر بعد ضبطه خلال مداهمة شنتها عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالى على منزل كوهين ومكتبه وغرفته الفندقية في إبريل الماضي. وردًا على هذه التقارير غرد ترامب أمس السبت قائلًا "إن قيام المحامي بتسجيل محادثة مع موكله أمر غير قانوني، لكن الخبر السار هو أنني لم أفعل شيئًا خاطئًا!".