عادت مجددًا حرب الاتهامات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا إلى الأضواء، بسبب مزاعم التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وصدور تقرير أمريكي على إعطاء بوتين أوامر بالتدخل. أمس، اتهمت وزارة العدل الأمريكية 12 ضابطا في المخابرات الروسية باختراق حسابات مسؤولين في الحزب الديمقراطي إبّان انتخابات 2016 الرئاسية. تأتي الاتهامات الجديدة قبيل القمة المرتقبة التي ستعقد يوم الإثنين بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب "بي بي سي". وتضمنت لائحة الاتهامات، أن نحو 12 ضابطًا من جهاز المخابرات العسكرية الروسي راقبوا سرا أجهزة الكمبيوتر التابعة للجان حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وسرقوا كميات ضخمة من البيانات. اقرأ أيضًا: سحب القوات الأمريكية مقابل طرد إيران.. صفقة «ترامب - بوتين» حول سوريا رود روزنستاين نائب وزير العدل قال: "إضافة إلى نشر وثائق بشكل مباشر للمواطنين قام المتهمون بنقل وثائق مسروقة لمنظمة أخرى لم يذكر اسمها في لائحة الاتهام، وناقشوا توقيت نشر الوثائق من أجل زيادة التأثير على الانتخابات". وقال روزنستاين: إنه "ليس هناك ما يشير إلى تورط أمريكيين في الوقائع التي وردت في لائحة الاتهام"، مؤكدا أنه تحدث مع ترامب في هذا الشأن. المتهمون استخدموا شخصيات وهمية على الإنترنت، من بينها "DCLeaks" و"Guccifer" لنشر آلاف الرسائل المسروقة بداية من يونيو عام 2016، وخططوا أيضًا لاختراق أجهزة كمبيوتر مجالس الولايات الانتخابية، وسكرتارية إحدى الولايات وبرامج خاصة بالناخبين الأمريكيين، بحسب المسؤول الأمريكي. لكن قبل ساعات قليلة من إعلان الاتهامات وصف ترامب تحقيق مولر بأنه "ملاحقة مزيفة" تضر بالعلاقات الأمريكية مع روسيا، مؤكدا أنه سيسأل بالطبع وبحزم بوتين عن التدخل خلال قمتهما في هلسنكي. اقرأ أيضًا: هل سيطلب ترامب المساعدة من بوتين لحل أزمة كوريا الشمالية؟ من جانبها ردت روسيا على الادعاءات الأمريكية، قائلة: إنه "لا دليل على أن 12 شخصًا أعلنت الولاياتالمتحدة أسماءهم، ووجهت إليهم اتهامات يرتبطون بالمخابرات العسكرية أو أنهم اخترقوا شبكات الكمبيوتر التابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي"، موضحة أن الاتهامات تستهدف إفساد الأجواء قبل القمة المرتقبة، وفقا ل"روسيا اليوم". في السياق ذاته، صرح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأنه لن تكون هناك أي مساومة بين موسكووواشنطن خلال قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، بل توضيح المواقف من مختلف القضايا. "فكلمة المساومة غير مناسبة على الإطلاق، بل سيدور الحديث على الأرجح عن تبادل الآراء وتوضيح المواقف بين البلدين من أجل إثبات أو تبديد مخاوفنا بشأن عدد من القضايا"، بحسب القناة الروسية. ونفت روسيا أكثر من مرة اتهامات الاستخبارات الأمريكية بمحاولة التأثير على الانتخابات في الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي من المقرر أن يعقد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب قمة مرتقبة في العاصمة الفنلندية هلسنكي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية. اقرأ أيضًا: قبل قمة «هلسنكي».. كيف يستفيد ترامب من رسائل نيكسون؟ السؤال هنا.. علام حصل الضباط الروس بحسب الاتهام؟ أظهرت تسريبات رسائل لجنة الانتخابات الوطنية للحزب الديمقراطي أن كبار الحزب فضلوا كلينتون للفوز بالترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية. كما اختُرقت كذلك رسائل البريد الإلكتروني لمدير حملة كلينتون الانتخابية، جون بوديسا، وهي الرسائل التي كشفت تفاصيل عن الخلافات الحادة داخل الحزب وبعض التصريحات المهينة عن هيلاري كلينتون. ويبدو أن الاتهامات التي تطلقها أبواق الإدارة الأمريكية، لم تلق ترحابًا لدى ترامب، حيث بادر الأخير بإدلاء تصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، أكد خلالها أن اتهام روسيا بالتواطؤ هو "محض غباء"، وفقا ل"سبوتنيك". أما شبكة "سى إن إن" الأمريكية فأشارت إلى أن "ترامب" لا يأبه -على ما يبدو- بأي شخص يفكر في علاقته المحيرة والمبهمة بالرئيس بوتين. الشبكة ألمحت أيضًا إلى أن "ترامب" قد يجتمع بنظيره الروسي في اجتماع رجل لرجل بدون وفد خلف الأبواب المغلقة، وهو ما سيمثل عدم اكتراث بمنتقديه، نظرًا للفضول والاهتمام الواسع في واشنطن وبين حلفاء أمريكا بالعلاقة بين بوتين وترامب، فبوتين بعد كل شىء متهم بالأمر بعملية التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية في محاولة لترجيح كفة ترامب في الانتخابات. كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد وجهت اتهامًا في وقت سابق إلى روسيا بضلوعها فى الهجمات الإلكترونية التي تم خلالها اختراق الحواسب الأمريكية، والتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة لمساعدة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.