أعلن البيت الأبيض نهاية الشهر الماضي، أنه من المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة "فانتا" في ضواحي العاصمة الفنلندية هلسنكي في منتصف الشهر الجاري. الاجتماع هو الأول، رسميًا، بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، منذ تولي ترامب منصبه في يناير 2017، بعد انتخابات مثيرة للجدل، بسبب شبهة التدخل الروسي فيها لصالحه. شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، ترى أنه غالبًا ما ينظر إلى أي اجتماع لقادة العالم وجهًا لوجه على أنه أمر جيد، لكن عندما يكون الاجتماع بين ترامب وبوتين، فإن المسؤولين الأوروبيين على حق عندما يشعرون بالقلق. ويتوقع المعلقون السياسيون مشهدًا رمزيًا بحتًا عندما يجتمع الزعيمان في فنلندا في 16 يوليو الجاري، لكن خلفية الحدث الذي يأتي بعد أيام فقط من قمة حلف الناتو في بروكسل، تثير بعض الحذر بشأن ما يمكن للرئيس الأمريكي التنازل عنه لنظيره الروسي. ويمكن لترامب، الذي ينتقد صراحة حلف الناتو، أن يثير المزيد من التوتر في العلاقات مع دول أوروبا الشرقية الأصغر المتاخمة لروسيا التي تعتمد بشدة على الناتو للحماية والطمأنينة. اقرأ المزيد: نبيل فهمي: قمة بوتين وترامب بداية جديدة للعلاقات الدولية وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن عددا من الخبراء في شركة "أوراسيا جروب" للتحليل السياسي، يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي سوف يعبر عن غضبه من أي تصريحات لترامب تقوض التعاون بين أمريكا وأوروبا، بخصوص مشكلة أوكرانيا أو الأمن الأوروبي. كما يزعم تيموثي آش، وهو محلل استراتيجي في الأسواق الناشئة البارزة في شركة "بلو باي أسيت مانجمنت"، أن ترامب يمكن أن يكون بمثابة "حصان طروادة داخل حلف الناتو" لبوتين. وذكر آش في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي، أنه "من المثير للإعجاب أن ترامب يبدو سعيدًا بالعمل وفقًا لخطة لم يكن بوتين يتخيلها، والتي يسعى خلالها إلى إنهاء حلف الناتو والرابطة بين أمريكا وأوروبا". وتشهد العلاقة بين ترامب ومعظم الزعماء الأوروبيين، حالة من التوتر، بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية، واتفاق باريس بشأن المناخ، وفرض رسوم جمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي. وأكدت الشبكة أن أي احتكاك إضافي من شأنه أن يؤدي إلى شقاق أكبر في التحالف بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، كما يثير المزيد من التوترات في بيئة الاستثمار العالمية. اقرأ المزيد: في قمة «هلسنكي».. بوتين هو الرابح الأكبر وأضافت أن أكثر ما يخشاه قادة الاتحاد الأوروبي في القمة بين ترامب وبوتين، هو أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفات الرئيس الأمريكي. وسيأتي اجتماع ترامب مع بوتين بعد وقت قصير من زيارته المقررة إلى بريطانيا، حيث من المحتمل أن يتلقى استقبالًا فاترًا من الجمهور. وقد يكون ترامب، متلهفًا للحصول على بعض الإيجابيات خاصة بعد رحلة محرجة إلى أوروبا، واجتماع صعب لمنظمة حلف الناتو في بلجيكا. وأشار مقال نشرته صحيفة "ذي أتلانتيك نيوز" الأسبوع الماضي، إلى أن ترامب قد يتعهد بوقف المناورات العسكرية التي يقودها الناتو في بولندا ودول البلطيق، والتي تعارضها روسيا، ومن المؤكد أن هذا الأمر سيثير غضب المسؤولين الأوروبيين. يذكر أن حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، يشكل أساس التعاون بين الولاياتالمتحدة وأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن ترامب، الذي فاز في الانتخابات الأمريكية بعد حملة انتخابية قامت على مناهضة العولمة، هاجم التحالف علنًا أكثر من مرة. اقرأ المزيد: قمة بوتين وترامب في ضاحية بفنلندا.. والكرملين: ستناقش الأزمة السورية وفي مايو من العام الماضي، رفض أن يؤيد بشكل صريح المادة 5 من معاهدة حلف الناتو، التي تضمن أن يشارك الحلفاء في الدفاع عن بعضهم البعض في حالة حدوث هجوم، وهو ما يخلق حالة من عدم الارتياح بين القادة الأوروبيين. ومع تصاعد التوترات إلى مستويات غير مسبوقة، يمكن أن تتسبب زيارة ترامب القادمة إلى أوروبا، في وصول التوترات عبر المحيط الأطلنطي إلى درجة أعلى.