أصبحت الإنترنت لا غنى عنها في حياتنا اليومية كبارا أو صغارا، واستخدامها الزائد يسبب أضرارا لأبنائنا، فهيا نتعرف على أعراض إدمانها وطرق العلاج التي تساعدهم. على الرغم من أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية وأنه أصبح لا غنى عنها سواء للعمل أو للدراسة أو حتى للترفيه، فإنها أصبحت من أكثر المشكلات التي يشكو منها الآباء والأمهات نتيجة لاستخدام الأبناء الزائد لها، فقد يهمل الابن دراسته أو ما يكلفه به والداه ويجلس فترة طويلة أمام الإنترنت إما للعب وإما للتواصل مع أصدقائه أو لمشاهدة الأفلام والمسلسلات. تظهر كثير من الأعراض التي تستدعي أن نطلق على الابن أنه مدمن للإنترنت، والتي عند ظهورها يجب أن نعترف بمرور الأبناء بمشكلة كبيرة تستدعي التوقف واتخاذ إجراءات حاسمة للتخلص من هذه المشكلة ومن هذه الأعراض: 1- بمجرد أن يستيقظ الابن من النوم نجد أنه يبحث عن هاتفه أول شيء لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حتى قبل أن ينهض من مكانه، مما يوضح مدى سيطرة استخدام الإنترنت عليه، ولا يترك هاتفه من يده حتى وإن كان لا يستخدمه. 2- إهمال الابن للدراسة والواجبات من أجل استخدام الإنترنت وأيضا إهمال واجباته الاجتماعية تجاه أسرته وتقصيره في القيام بالأعمال التي يكلفه بها الوالدان وتقصيره في زيارة الأهل والتعامل معهم، أي أنه يلغي كل ما يجب القيام به تجاه أي شيء من أجل استخدام الإنترنت. 3- بمجرد أن ينتهي الابن من استخدام الإنترنت بعد فترة طويلة من الاستخدام ويبتعد عنها فترة قصيرة جدا نجد أنه يعود مرة أخرى لاستخدامها، ولا يستطيع أن يمنع نفسه عنها بأي شكل ويستمر لفترة طويلة أخرى في الانتقال بين البرامج المختلفة. 4- قلة تفاعل الابن مع الآخرين سواء مع الأصدقاء أو الأسرة خارج الإنترنت وإن ابتعد عنها وتفاعل مع الآخرين فإن الموضوع الذي يتحدث فيه أيضا عن الإنترنت والبرامج والأحداث التي يراها على الإنترنت. 5- شعوره بالتوتر والخوف عند انقطاع الإنترنت أو عدم توافرها لأي سبب والشعور بالسعادة البالغة عند عودتها مرة أخرى وإمكانية استخدامها، مما يدل على التعلق الشديد باستخدامها. تتعدد الطرق التي تمكننا من مساعدة أبنائنا على التخلص من هذه المشكلة، ومنها: 1- لا يعني التخلص من إدمان الإنترنت الامتناع عنه بشكل نهائي، ولكنه يعني حسن تنظيم الوقت واستخدامه بشكل معتدل ولفترات معقولة لا تضيع الوقت وتساعد الإنسان على الترفيه والراحة والاستفادة منه. 2- من الخطوات الهامة والرئيسية في التخلص من إدمان الإنترنت هو تحديد عدد ساعات محدد خلال الأسبوع مثل 10 ساعات في الأسبوع، ولا تزيد عليها مع ضرورة التوقف عند انتهاء الوقت، ليتعود المستخدم على التوقف عند الحاجة والقدرة على التحكم في استخدام الإنترنت. 3- يمكن أن يقوم الأبناء بعد تقليل الوقت الذي يستخدمونه في الإنترنت أن يستفيدوا به في القيام بالأنشطة التي توقفوا عن القيام بها قبل إدمانهم للإنترنت كالرياضة ومقابلة الأصدقاء أو القراءة أو أي نشاط كانوا يقومون به بعيدا عن الإنترنت ويساعدهم على عدم العودة لإدمانها مرة أخرى. 4- في بعض الأحيان يكون سبب إدمان الأبناء للإنترنت ضعف قدراتهم على التفاعل المباشر مع الآخرين وتوفر لهم الإنترنت فرصا كبيرة للتفاعل مع الآخرين بشكل غير مباشر، وبالتالي يفضلون استخدامها لفترات طويلة، والعلاج يجب أن نساعدهم في تعلم مهارات وأساليب التفاعل الجيد مع الآخرين حتى لا يحتاجون إلى الاعتماد على الإنترنت في التعامل مع الآخرين. على الرغم من الأهمية الكبيرة للإنترنت في حياتنا كبارا وصغارا فإنه يجب أن نساعد أبناءنا على القدرة على التحكم في استخدام الإنترنت حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم في الواقع، وليس العالم الافتراضي ولا يسيطر عليهم بل هم من يسيطرون عليه.