لم تغب المساعدات الإنسانية عن أجندة قوات التحالف العربي التي تدخلت لإعادة الشرعية في اليمن بعد انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في البلاد بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادى، وآخرها إنشاء التحالف العربي للجسر الجوي الطبي الإنساني من صنعاء إلى القاهرة. الخطوة التي أقدم عليها التحالف العربي، جاءت في الوقت الذي شهد فيه الشارع اليمني، تصعيدًا أمس، حيث قصفت ميليشيات الحوثيين سوقًا شعبية مكتظة في مدينة مأرب الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمينة بصواريخ الكاتيوشا، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بينهم طفلان وإصابة 22 آخرين، بحسب "مأرب برس". فالجريمة البشعة هي امتداد لجرائم القتل المتعمد والإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين الأبرياء منذ انقلابها على السلطة الشرعية قبل 3 أعوام، بحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني. لكن سرعان ما جاء رد التحالف على انتهاكات الحوثي، حيث استهدفت الطائرات الحربية تجمعات عديدة لميليشيا إيران في محافظة حجة قرب الحدود السعودية، ومحافظة صعدة، أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين. مصادر طبية يمنية، أكدت وصول عشرات الجثث لأفراد الميليشيات الحوثية إلى مدينة حجة ومديرية الشرفين، قادمة من مواقع المواجهات مع قوات الجيش في منطقة "فج حرض" بالمدينة. اقرأ أيضًا: «انهيار الحوثي وانتفاضة الشرعية».. اليمن يستعد لمعركة التحرير وتشهد منطقة "فج حرض" والمواقع المحيطة بمنطقة "جبل النار"، مواجهات عنيفة بين القوات اليمنية وميليشيات الحوثي وسط تقدم كبير للقوات الحكومية نحو مركز مديرية حرض. ما تقوم به قوات التحالف العربي في اليمن، بداية من مساندة الجيش الوطني ضد ميليشيات إيران من ناحية، وتقديم أوجه المساعدات والخدمات الطبية من ناحية أخرى، ليس وليد اللحظة. بالعودة إلى الوراء أي ما يقرب من 3 سنوات، نجد أن التحالف العربي والدول المشاركة فيه وعلى رأسها السعودية والإمارات، أولى اهتمامًا كبيرًا له منذ بداية النزاع لتخفيف وطأة الأوضاع الإنسانية التي تسببت بها ميليشات الحوثي في البلاد. فمنذ إبريل 2015 وحتى الآن، قدمت دولة الإمارات مساعدات بقيمة 9.4 مليار درهم (2.56 مليار دولار) إلى اليمن، استفاد منها 10 ملايين يمني، من بينهم 4 ملايين طفل. وبلغ مجموع المساعدات الإغاثية الإماراتية 172 ألف طن من المواد الغذائية وأكثر من 111 طنا من الأدوية، أي ما يقدر بنحو 26.9% من مجمل المساعدات المقدمة إلى اليمن. اقرأ أيضًا: ساعة الصفر تقترب.. المقاومة اليمنية تستعد لشق القلب الحوثي وقدمت دولة الإمارات الخدمات العلاجية لنحو 1500 جريح في الحرب، وقدمت طواقمها اللقاحات ل976 ألف طفل على الأراضي اليمنية. وفي إطار المساعدات الإنمائية، نفذت مشاريع في قطاعات البنى التحتية المختلفة بقيمة 268 مليون دولار، ولدعم الميزانية العامة حولت الإمارات إلى الخزينة اليمنية 715 مليون دولار. وفي مايو من عام 2016، كشفت الإمارات عن منحة خاصة لدعم المشاريع الصغيرة في عدن والمكلا بقيمة 20 مليون دولار. وتأتي المساعدات الإماراتية، لتنضم إلى حزمة واسعة من الدعم السعودي بنحو 14 مليار دولار للمساعدات الإنسانية واللاجئين وإعادة الإعمار، وذلك من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. بينما قدم مركز الملك سلمان 288 مشروعا إغاثيا منذ مايو 2015 إلى يومنا هذا، وحظيت قطاعات الإغاثة والصحة بالإضافة إلى التعليم والمشاريع الإنمائية بالجزء الأكبر من المبالغ الممنوحة والمرسلة على شكل منح وقوافل انطلقت ولم تتوقف حتى اللحظة. اقرأ أيضًا: هل ينسحب السودان من الحرب اليمنية؟ ففي دعم المساعدات الإنسانية والإغاثية قدمت السعودية نحو 9 مليارات دولار، و3 مليارات دولار للخدمات المالية والمصرفية. وفي البرامج العامة تم تقديم 785 مليون دولار، وفي الخدمات الاجتماعية قدمت نحو 436 مليون دولار، وفي خدمات النقل تم تقديم 319 مليون دولار. وفي قطاع التعليم تم تقديم نحو 190 مليون دولار من خلال 21 مشروعا تعليميا، وفي توليد الطاقة وإمدادها قدمت الرياض 100 مليون دولار، وقطاع الصحة 85 مليون دولار، والمياه والصحة العامة نحو 30 مليون دولار، وفقا لأرقام أعلنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ومن أبرز المجالات، التي خصص مركز الملك سلمان لها اهتماما خاصا، هو ملف إعادة تأهيل الأطفال المجندين من قبل ميليشيات الحوثي، حيث تم إنقاذ وإعادة 2000 طفل سنويا إلى الحياة الطبيعية. وبالمجمل، غطت السعودية على مدى العامين الماضيين 42% من مجمل ما طلب دوليا كتمويل للأعمال الإنسانية في اليمن، مقابل 26.9% من المساعدات تكفلت بها دولة الإمارات.