أيام قليلة تفصلنا عن بدء الموسم الرمضاني، الذي يشتعل فيه الصراع بين النجوم وصُناع الأعمال الدرامية لنيل لقب الأفضل والأكثر جذباً للمُشاهدين، لكن هذا الموسم جاء مُخالفا للتوقعات المبنية على مُعطيات السنوات الماضية ليرفع شعار "تدمير الثوابت"، فتجد نجوما اعتدت سنويا أن تراهم على الشاشة الصغيرة خلال الشهر الكريم يتم استبعادهم في اللحظات الأخيرة، وتجد أن الفُرص تُعطى لنجوم الصف الثاني. وخلال هذا الموسم، هُناك أربع مُسلسلات كان مؤكدا حضورهم على مائدة الشاشات المصرية، إلا أنهم خرجوا في اللحظات الأخيرة من برنامج العرض في القنوات المصرية، ولم يبق أمامها سوى قنوات الخليج لإنقاذها من الغياب. مسلسلات العدل جروب فوجئ المُنتج جمال العدل أمس بقرار صادر عن قنوات ON-E بعدم عرض مسلسلين من إنتاج العدل جروب وهما «أرض النفاق» للنجم محمد هنيدي ومسلسل «لدينا أقوال أخرى» للنجمة يسرا بدون إبداء أسباب وراء ذلك. وكان وقع القرار على النجم محمد هنيدي صادما بعض الشىء، وظهر هذا في طرحه الخبر على الجمهور، وذلك خلال تدوينة نشرها على تويتر قال فيها «آسف يا جماعة انكوا مش هتقدروا تشوفوا مسلسلي أرض النفاق لأسباب لا يعلمها أحد إلا قناة أون تي في.. كنت فرحان جدا بدعم الجمهور للمسلسل، بس واضح ان القناة كان ليها رأي تاني ومش عارف هكمل تصوير ولا لأ .ماعرفش هنشوف بعض في أعمال قريبة ولا لأ.. لله الأمر من قبل ومن بعد واشوفكم على خير». النجوم المصريون على القنوات العربية فقط قرارات ON-E مستغربة، فلماذا يتم استبعاد أعمال نجوم بثقل «يسرا» و«محمد هنيدي»؟ بحسابات السوق فإن يسرا من الطبيعي أن تحصل على نسب مشاهدة أكثر من الفنانة مي عز الدين بمسلسلها «رسايل»، الذي ستعرضه on، إضافة أن الجميع ينتظر مسلسل هنيدي، الذي لم يقدم عملًا عبر الشاشة الصغيرة منذم مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" في 2011، فمن المتوقع أن يحصل على نسب مُشاهدات كبيرة أيضًا، خاصة أنه يعود بمسلسل مأخوذ عن رواية شهيرة للكاتب الكبير يوسف السباعي، وهي «أرض النفاق»، التي حولت في الستينيات إلى فيلم ناجح للغاية بطولة القدير فؤاد المهندس. ومن العجيب أن الجمهور المصري سيضطر خلال الشهر الكريم إلى أن يحول على القنوات العربية لمُشاهدة مسلسلات نجومه الذين يُحبهم واعتاد عليهم، فتجد أن مسلسل "لدينا أقوال أخرى" سيعرض في بعض القنوات العربية، من بينها التليفزيون السعودي، ومسلسل أرض النفاق للنجم محمد هنيدى سيعرض على 10 قنوات عربية أبرزهم SBC السعودية، قناة أوربت، والتليفزيون التونسي، والأردني، والسوري. السهام المارقة أيضا مسلسل «السهام المارقة» بطولة شريف سلامة وشيرى عادل، الذي كتبه آل دياب «محمد وخالد وشيرين» والمأخوذ عن قصة للداعية معز مسعود وإخراج محمود كامل، لن تستطيع مُشاهدته إلا على تليفزيون أبو ظبي، لأنه لم يتمكن من الاتفاق على عرضه على إحدى القنوات المصرية. المسلسل تدور أحداثه في مدينة واقعة تحت سيطرة مجموعة إرهابية، البعض يتمنى الرحيل ولا يستطيع، والبعض راض بالبقاء في المدينة، وفي مواجهة تكرار جرائم دموية تحدث أمام أعينهم، تتحول المسارات وتتغير القناعات. يشارك في بطولة السهام المارقة شريف سلامة ووليد فواز وهاني عادل وشيري عادل وعائشة بن أحمد ودياموند بو عبود وكامل إبراهيم. أهو دا اللي صار أيضا كان من غير المتوقع أن تجد أن مسلسل «أهو دا اللي صار»، الذي تلعب بطولته الفنانة روبي، لم يجد حتى الآن قناة مصرية للعرض في رمضان، ما يُنذر بخروجه عن السباق بشكل كبير من الشاشة المصرية، لكن بيع المسلسل لعدة قنوات خليجية على رأسهم mbc وأبو ظبي وart، وكان هذا أيضا خارج التوقعات، لأن عوامل النجاح متوافرة جدا في هذا العمل بداية من النجوم، فالمسلسل بطولة روبي وسوسن بدر وأحمد داوود ومحمد فراج، ومن ناحية التأليف فالمسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، الذي كتب الروائع في الدراما والسينما من بينها "ونوس ودهشة ويونس ولد فضة"، إضافة إلى أن المسلسل إنتاج محمد مشيش، الذي يشارك دائما بمسلسلات تجد استحسان الجمهور، أبرزها جراند أوتيل. تأثير هذا على المسلسلات 1- السوق المصري هو الأكثر تفاعلاً عن غير من المُجتمعات العربية الأخرى مع الفن، خاصة جمهور الشاشة الصغيرة، فمن الطبيعي أن تتأثر هذه الأعمال بعدم عرضها على الشاشات المصرية وفقدانها هذه الشريحة من الجمهور. 2- المسلسلات المصرية تم تصويرها وتوجيهها بشكل أساسي للمُشاهد المصري في المقام الأول، وذلك سوف يظهر من خلال القصة والحبكة واختيار أماكن التصوير وحتى استخدام بعض المُصطلحات المتداولة محليا، ولن يحقق صناعها الهدف من تقديم العمل بعرضها فقط على المشاهد الخليجي أو غيرة. 3- من المؤكد أن يقوم التلفزيون السعودي وهو يحبو في خطواته الأولى نحو الانفتاح الثقافي والفني، بممارسة سلطاته الرقابية في حذف مشاهد وجُمل من هذه المسلسلات، ما قد يحدث حالة من الهلهلة لهذه الأعمال ويضر بها.