«لا يختلف أحد على أنه كان لاعبًا متميزًا من طراز فريد، يمتلك من المهارة والقدرات الفنية العالية والشخصية القيادية التي أهلته لأن تطلق عليه جماهير النادي الأهلي والكرة المصرية لقب المايسترو».. إنه صالح سليم نجم النادي الأهلي ورئيسه الأسبق. لم يكتف صالح سليم بما حققه من نجاحات في عالم الساحرة المستديرة لاعبًا، وذهب لما هو أبعد من ذلك بعدما سلك مجال العمل الإداري في النادي الأهلي، ليصبح واحدا من أفضل مديري الكرة في القلعة الحمراء، ثم دخل بعدها مجلس الإدارة، وتولى رئاسة النادي ليصبح واحدا من أهم رؤسائه على مدار تاريخه العريض. نجم الكرة الشهير قرر أن يطرق مجالا إبداعيا آخر هو الفن السينمائي، من خلال العمل ممثلًا وهو أمر خاضه أيضًا عدد من نجوم الكرة أبرزهم صديق عمره عادل هيكل، حارس مرمى الأهلي الأسبق، وإكرامي حارس مرمى الأهلي الأسبق أيضًا، وعصام بهيج نجم الزمالك وجمال عبدالحميد مهاجم منتخب مصر في مونديال 90، ونجم القلعة البيضاء، وشريف عبد المنعم لاعب الأهلي السابق وطاهر الشيخ زميله في القلعة الحمراء. «موعد سينما».. السر وراء إخفاء صالح سليم مرضه الخبيث صالح سليم ارتبط بعلاقات وطيدة مع عدد من نجوم السينما، أبرزهم أحمد رمزي وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ، وكانوا من أصدقائه المقربين، ثم ارتبط بعلاقات أخرى مع عدد من الفنانين مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والزعيم عادل إمام والعمدة صلاح السعدني والمخرج الكبير عمر عبدالعزيز. 3 تجارب فنية دخل «المايسترو» عالم السينما وخرج منه سريعًا، حيث قام بالتمثيل في 3 أفلام فقط، وظن الكثيرون أن حبه الشديد لكرة القدم السبب وراء اعتزاله للفن، ولكن ما لا يعلمه كثيرون أن أحد الأسباب وراء ذلك، هو مقال صحفي كتب عليه بعد مشاركته في فيلم «الباب المفتوح»، التي ربما لم يسمع عنه كثيرون مع فاتن حمامة، وحسن يوسف. تحدى مبارك ورفض مباراة ضحايا قطار الصعيد.. مواقف صنعت أسطورة صالح سليم وقد جاءت موافقة المايسترو على الدور بناء على طلب فاتن حمامة، حيث كانت تربطهما علاقة صداقة قوية جدًا، ومثل الفيلم ولم يحقق النجاح المطلوب وتعرض لانتقادات قاسية جدًا. مقال صحفي الكاتب الراحل لويس جريس، والذي كان يشغل منصب رئيس تحرير مجلة «صباح الخير»، كان من أشد منتقديه، بعد هذه التجربة.. وكتب مقالًا تسبب في ابتعاد صالح عن التمثيل وجاء نص ما كتبه كالتالي: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذى استرعى انتباهه ليلة الافتتاح أن الجمهور من معجبيه الكرويين على هفوته.. بل استقبلوه بالهتاف والتصفيق ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه ممثل فاشل". وتابع: «ودارت الحوارات الهدامة.. حوارات أكثر من التي دارت عن قصة لطيفة الزيات الممتازة أو تمثيل العظماء فاتن حمامة أو العبقري البسيط حسن يوسف أو العملاق محمود مرسى.. أو حتى عن المخرج العبقري هنري بركات، ففشله السينمائي تأكد للمرة الثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أُطلق عليه لقب المايسترو». واختتم: «ولعل الكثيرين من أصدقائه سينصحونه بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد مرتين». صالح خاض ثلاث تجارب سينمائية جاءت كالتالي على الترتيب: «السبع بنات» شارك صالح سليم في الفيلم، وكتب على البوستر الدعائي للفيلم لاعب الكرة صالح سليم لاستغلال شعبيته رغم أن دوره كان صغيرًا -بمثابة ضيف شرف- وتدور قصة الفيلم حول رجل مكافح في عمله لديه سبع بنات، وهو مسؤول عنهم بعد وفاة والدتهم، وتحكي الأحداث ظروف 3 من بناته الكبار، وكيف يتعرضن إلى ظروف ومحن إلى أن تنتهى مشاكلهم. صالح سليم.. مايسترو الزمن الجميل الذي جعل «الأهلي فوق الجميع» الفيلم من إخراج عاطف سالم، عام 1961، وبطولة حسين رياض، ونادية لطفي، وزيزي البدراوي، وسعاد حسني، وعمر الحريري، وعبد السلام النابلسي، وأحمد رمزي، وأحمد مظهر، ونور الدمرداش، وصالح سليم. «الشموع السوداء» لعب المخرج العبقري، عزالدين ذوالفقار، دورًا كبيرًا في إعادة صالح سليم للسينما مرة أخرى بفيلمه «الشموع السوداء»، لكن كبطل لأول مرة أمام نجمة الغناء، المطربة نجاة الصغيرة، وأكد ذو الفقار لصالح أنه يحتاج فقط عدة دورات تدريبية في التمثيل والإلقاء، وبالفعل قام ذو الفقار، بتدريب نجم الأهلي على التمثيل ليؤدى أفضل أدواره السينمائية والذي ارتفع أجره فيه إلى 300 جنيه بعدما حصل في الفيلم الأول على 150 جنيهًا. وتدور أحداث الفيلم حول «إيمان» الممرضة، التي تتسلم مهمة جديدة وهي تمريض رجل ضرير يدعى «أحمد»، لتقابل إيمان مشكلة كبير في أثناء قيامها بعملها، وهي أن «أحمد» مصاب بعقدة نفسية، على أثرها يكره كل النساء، ومن هنا تعتزم «إيمان» ليس فقط تمريضه، لكن إزالة تلك العقدة. الفيلم من إخراج عز الدين ذو الفقار، عام 1962، بطولة صالح سليم، ونجاة الصغيرة، وأمينة رزق، وفؤاد المهندس، وملك الجمل. «الباب المفتوح» دخل صالح سليم هذه التجربة بناءً على رغبة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، رغم أن قناعاته الشخصية وقتها أنه غير قادر على المضي في هذا المجال، بنفس النجاح الذي حققه في عالم كرة القدم، إلا أنه رحب بالعرض ليكتب بعدها كلمة النهاية على تجاربه في المجال الفني. تدور أحداث الفيلم حول «ليلى» التي تعيش في أسرة متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات، ولكن يمنعها والدها بعنف ويعاقبها بشدة، وتقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع، وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح «حسين» فتعجب به. الفيلم من إخراج هنري بركات، عام 1963، بطولة فاتن حمامة، وصالح سليم، ومحمود مرسي، وحسن يوسف.