حرب تجارية كادت أن تنشب بين الصين والولايات المتحدة، بعد سلسلة من الإجراءات المتبادلة تستهدف صادرات كلا الدولتين، اللتين تمثلان أكبر اقتصادين في العالم. وفي محاولة لحل هذه الأزمة، يتوجه فريق من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة الصينيةبكين، للقضاء على كابوس اندلاع حرب تجارية، والذي يثير حالة من القلق في وول ستريت. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى المخاوف من أن تؤدي المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، إلى اختلال موازين التجارة العالمية، مما يزعزع استقرار الاقتصاد العالمي. وهو ما دفع ترامب إلى اتخاذ خطوة إيجابية، بإرسال كبار المسؤولين الاقتصاديين إلى الصين هذا الأسبوع، لعقد مفاوضات تجارية. اقرأ المزيد: بعد اشتعال الحرب التجارية بينهما.. الصين تحذر أمريكا وأشارت الشبكة إلى أن الأمل في أن يتمكن فريق ترامب من التوصل إلى إطار عمل لاتفاق تجاري عادل للطرفين، لن يساعد في تجنب التصعيد التجاري الذي يخشاه المستثمرون فحسب، بل قد يضع حدا للممارسات التجارية غير العادلة التي كلفت الشركات الأمريكية مليارات الدولارات. حيث صرح ترامب الأسبوع الماضي "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية للتوصل إلى اتفاق"، إلا أن هناك مشكلة واحدة محتملة، وهي اتفاق فريق ترامب فيما بينهم، وتقديمهم جبهة موحدة، وقد يكون هذا تحديًا لأنه من المتوقع أن يضم الوفد مزيجًا من الصقور التجاريين والمدافعين عن التجارة الحرة. ويمثل موقف ترامب العدواني من التجارة، روبرت لايتايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة، والذي قاد التحقيق في سرقات الصين المزعومة للملكية الفكرية مثل البرمجيات وبراءات الاختراع. ومن ناحية أخرى، يعد لاري كودلو، المستشار الاقتصادي الأول لترامب، مدافعا قويا عن التجارة الحرة، حيث شارك كودلو، قبل انضمامه إلى البيت الأبيض، في كتابة مقالة افتتاحية ل"سي إن بي سي"، يصف فيها التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم بأنها "زيادات ضريبية" تخاطر بملايين الوظائف الأمريكية. اقرأ المزيد: إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الصينوأمريكا؟ كما يعد وزير الخزانة ستيفن منوشين، واحدًا من المؤيدين للتجارة الحرة، على الرغم من أنه انتقد بشدة الممارسات التجارية للصين. وكان كريس كروجر، المدير الإداري لمجموعة "كوين واشنطن" للأبحاث قد كتب أن "الأمر قد يكون غريبًا إذا قضي الفريق الأميركي معظم المحادثات، في التفاوض فيما بينها". إلا أن مسؤولي ترامب قللوا من أهمية اختلافاتهم، وأشاروا إلى إيجابيات خلفياتهم المتنوعة، حيث قال كودلو لشبكة "سي إن بي سي" الأسبوع الماضي إن "التعريفات ليست أداتي المفضلة، لكنني أعتقد أنها أداة ضرورية ونحن نتجه نحو تجارة عادلة وحرة". من جانبه، صرح كيفن هاست، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، للصحفيين يوم الجمعة، أن ترامب "يُقدِّر التنوع في الآراء". اقرأ المزيد: من المستفيد من الحرب التجارية بين الصينوأمريكا؟ وفي الوقت الذي اختلف فيه أعضاء الفريق الاقتصادي للرئيس حول بعض السياسات المختلفة في الماضي، أشار هاست إلى أنه كان هناك دعم جماعي للتحقيق في الممارسات التجارية الصينية. وقالت "سي إن إن" إن المخاطر المحيطة بالرحلة إلى بكين هائلة، قد تمثل المحادثات أفضل فرصة لتجنب حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة. فيما يرى راسل بريس كبير الاقتصاديين في شركة "امريبرايس" للخدمات الاقتصادية، أن "تصعيد للنزاع التجاري" قد يكون أكبر تهديد فردي للتوقعات الاقتصادية على المدى القريب.