عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من زيارته للولايات المتحدة بنتائج ترضيه، بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصلا خلاله إلى العديد من التفاهمات خاصة فيما يتعلق بسوريا، حيث تريد إسرائيل تحجيم النفوذ الإيراني بها. وصرح نتنياهو للصحفيين "ليس هناك أي حدود لأنشطتنا في سوريا"، مضيفًا أن سياسات الولاياتالمتحدة وإسرائيل "متوافقة تمامًا". صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت: إنه "بعد أسابيع قليلة من اللقاء، تساءل العديد من المراقبين في الشرق الأوسط عن أي سياسات أمريكية يتحدث نتنياهو". حيث أعلن ترامب أكثر من مرة عن نيته الانسحاب من سوريا "في أقرب وقت" -أكثر من مرة- وفي المقابل يؤكد العديد من مسؤولي الدفاع والدبلوماسيين أن الولاياتالمتحدة مُلتزمة بدورها في تهدئة الوضع في البلاد بعد سبع سنوات من الحرب المدمرة. ويقول جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المقرب من العديد من المسؤولين الإسرائيليين: إن "المواربة في الموقف الأمريكي تزعج إسرائيل". وصرح في مقابلة أن "هناك قلقا" في إسرائيل، مضيفًا أن الرسائل المختلطة في الوقت الحالي تكشف عن حالة من الارتباك، وربما عدم الرغبة في البقاء في سوريا. اقرأ المزيد: «التخبط».. شعار الإدارة الأمريكية بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا فالأمر مثير للحيرة حقًا في أمريكا، حيث قال ترامب الأسبوع الماضي: "سنخرج من سوريا قريبًا جدًا"، وذلك بعد ساعات فقط من تصريح المتحدثة باسم البنتاجون أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدورها في المنطقة حتى هزيمة تنظيم داعش على الأقل. الاثنين الماضي، أفاد مسؤولون في البنتاجون بأنهم سيرسلون العشرات من القوات إلى سوريا لزيادة عدد القوات الموجودة هناك بالفعل، والتي تساعد القوات المتحالفة للولايات المتحدة، ليعلن ترامب يوم الثلاثاء أنه "حان الوقت" للخروج من سوريا. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الأمر مُكلِف للغاية بالنسبة لبلدنا، أن تساعد الدول الأخرى أكثر مما تساعدنا هي، وتابع "أريد الخروج.. أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن". أما دانيال شابيرو السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، والزميل في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فقد أكد أن تصريحات ترامب تثير حالة من الفوضى في المنطقة. وقال: إنها "تثير أسئلة هامة ليس فقط لإسرائيل، لكن لحلفائنا الأكراد أيضًا، وحتى لخصومنا، وتدور جميعها حول هل تخطط الولاياتالمتحدة للبقاء في سوريا واستكمال الحرب ضد داعش، والمساعدة في تحجيم الدور الإيراني ومنعها من الاستيلاء على المناطق التي تخلى عنها داعش". وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يخشون من أن هزيمة داعش، وهو أمر مُرحب به، قد يزيد من النفوذ الإيراني في سوريا، وروسيا التي تعد دولة صديقة لإسرائيل، ولكن لديها مصالحها الخاصة. اقرأ المزيد: من المستفيد من انسحاب الولاياتالمتحدة من سوريا؟ وأضافت أنه على الرغم من أن الوجود الأمريكي في سوريا محدود بشكل ما، لكنه يدعم إسرائيل بطريقة أو بأخرى، ويسمح لها بتنفيذ عمليات في الداخل السوري، وهو ما حدث فعلًا في فبراير الماضي بعد أن شنت إسرائيل طلعات جوية ضد أهداف إيرانية في سوريا بعد اختراق طائرة بدون طيارة إيرانية المجال الجوي الإسرائيلي. ويقول موشيه معوز، الخبير الإسرائيلي البارز في الشؤون السورية: إن "هذا الأمر قد يصبح اقتراحًا أكثر صعوبة في غياب وجود أمريكي". وأضاف معوز الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، أن إسرائيل "ستضطر لقصف الأهداف الإيرانية في سوريا"، إذا قامت إيران بإمداد حزب الله بالأسلحة أو حاولت البقاء في سوريا بشكل دائم. وتابع "الخوف يكمن في أن روسيا من الممكن أن تتدخل، حينها ستكون إسرائيل في حاجة إلى الدعم الأمريكي". ونوهت الصحيفة العبرية بأن المسؤولين الروس، كثيرًا ما أبلغوا نظرائهم في إسرائيل أنه يجب عليهم تحمل الوجود الإيراني الدائم في سوريا. من جانبه أكد جواد التميمي زميل منتدى الشرق الأوسط في ولاية فيلاديلفيا الأمريكية، أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، من الممكن أن يزيد من قوة داعش. اقرأ المزيد: 4 سيناريوهات تكشف أسباب تخلي واشنطن عن أكراد سوريا وقال: إن "هذه الخطوة سيكون لها عواقب وخيمة على قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المناطق التي بها وجود أمريكي، خاصة في ظل عدم التوصل لاتفاق سلام بينها وبين تركيا". وأضاف "في الواقع، من الممكن أن يكون هناك هجوم على عدة جبهات ضد مناطق قوات سوريا الديمقراطية، من قبل تركيا من الشمال والنظام وحلفائه من الجنوب، وهو ما قد يخلق فراغًا يمنح داعش الفرصة لاستعادة بعض من قوته".