استغلت إيران الصراع الذي تشهده سوريا على مدار السنوات السبع الماضية، لتوسيع نفوذها في المنطقة، بنشر قواعدها العسكرية، لتهديد عدوها الرئيسي إسرائيل. وتصاعدت التهديدات بعد أن حلقت طائرة بدون طيار إيرانية داخل الحدود الإسرائيلية، ما تسبب في اندلاع سلسلة من الأحداث انتهت باسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية، وشن هجمات إسرائيلية على أهداف سورية هي الأكبر منذ حرب لبنان الأولى في 1982. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن هذه الأحداث تسببت في حالة من الشقاق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين المقبل. حيث ذكرت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" أن عددًا من المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن شكوتهم من تجاهل أمريكا زيادة التأثير والوجود الإيراني في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى تصريح مسؤول إسرائيلي مراقب للوضع في الجبهة السورية، للقناة العاشرة الإسرائيلية أمس الأربعاء، أن "هناك فجوة كبيرة بين أقوال واشنطن وأفعالها". وأضاف المسؤول أن "أمريكا مرتاحة بجعلنا وكيلها في مواجهة إيران، نحن قلقون للغاية من هذا الوضع". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن إسرائيل حذرت على مدار السنوات الماضية من محاولات إيران إقحام نفسها عسكريًا في سوريا، وإمداد حزب الله بالمزيد من الصواريخ الخطيرة، التي من الممكن أن تهدد الدولة العبرية. كان الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، صرح الثلاثاء الماضي، أن مهمة القوات الأمريكية في سوريا كانت بهدف القضاء على تنظيم داعش، وليس مواجهة إيران. وأضافت الصحيفة، أنه من المقرر أن يسعى نتنياهو لإقناع ترامب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، بالتصرف الفوري ضد النفوذ الإيراني في سوريا. والحد من توسعها العسكري، بالإضافة لتأثيرها الدبلوماسي الذي يضمن تدخلها في التوصل لاتفاق ينهي الحرب المندلعة منذ سنوات في سوريا. ونقلت الصحيفة عن تقرير القناة العاشرة الإسرائيلية، أن الإعراب عن الإحباط الإسرائيلي من السياسة الأمريكية في سوريا بدأ خلف الأبواب المغلقة في اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي. حيث صرح جلعاد إردان وزير الأمن العام الإسرائيلي في مؤتمر عقد الأسبوع الماضي بحضور رؤساء المنظمات اليهودية في أمريكا "أنه يجب على الولاياتالمتحدة بذل المزيد من الجهود للتأكد من أن إيران لن تحول سوريا إلى دمية". وأضاف أن "أمريكا إذا اختارت ألا تكون لاعب رئيسي لتشكيل مستقبل سوريا، وبالتأكيد سيكون سيتدخل لاعبون آخرون". وقد تحدث مسؤولون أمريكيون مؤخرا عن التهديد الإيراني في سوريا، ودعا البعض إدارة ترامب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات. حيث حث السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، والديمقراطي كريس كونس، واشنطن لتطوير سياسة أوضح للتعامل مع التأثير الإيراني في سوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد وضع في يناير الماضي، استراتيجية أمريكا في سوريا بعد داعش، قائلا إن الجيش الأمريكي يجب أن يبقى ليكبح نفوذ طهران.