يعد نجم المنتخب الوطني محمد صلاح من أبرز النقاط المضيئة في صفوف ليفربول هذا الموسم، وذلك بعدما سجل 31 هدفًا مع الريدز في جميع المسابقات، إلا أن اللمحات الفنية والجوانب التهديفية ليست العوامل الوحيدة التي جذبت الأنظار إلى صلاح هذا الموسم بل قدرته على على جذب حب الجماهير التي بدورها بدأت تألف الأغاني واحدة تلو الأخرى من أجله ومن بينها ما يواجه العنصرية في ملاعب كرة القدم وذلك حسبما أوضحت صحيفة "ذا صن" البريطانية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تصوير جماهير ليفربول في الملعب وفي الحانات وهي تردد تلك الكلمات "إذا كان جيدًا بما فيه الكفاية لك فهو جيد بما يكفي لي وإذا سجل الميزد سأصبح مسلمًا أيضًا" تلك الكلمات التي تم اقتباسها من أغنية "Good Enough" لفريق الروك الإنجليزي "دودجي" مع تغيير بعض كلماتها مع الاعتماد على نفس اللحن. وانتشرت تلك الأغنية بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بل وعلق عليها صلاح بحسابه الشخصي على موقع تويتر مستخدمًا "القلوب"، كما انتشرت على موقع "يوتيوب" حاصدة ملايين المشاهدات من المستخدمين. ويرى العديد من الرموز الإسلامية والمدربين المسلمين أن ذلك الهتاف يعد خطوة كبيرة نحو كسر ما يعرف بال"إسلاموفوبيا" أو الخوف من الدين الإسلامي. وقال مؤمن خان، المسؤول عن مسجد عبد الله كويليام في ليفربول، بأن الجميع يتحدث عن صلاح في مساجد ليفربول وساهم ذلك الهتاف في تغيير الصورة الخاصة بالعقيدة الإسلامية في إنجلترا، وساهمت في تقليل حدة الكراهية والخوف والتأكيد أن جميعنا أمة واحدة. وأشار مؤمن خان إلى أن الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة نشرت حالة من الخوف تجاه الدين الإسلامي ليأتي محمد صلاح الأن ويثبت للجميع أن المسلمين ليسوا وحوشًا مفترسة، وطالب خان صلاح وجماهير ليفربول بالقدوم إلى المسجد للتأكيد على التسامح والسلام خاصة أن صلاح يعد حاليًا بطلًا حقيقيًا. ومنذ وصول صلاح إلى ليفربول قادمًا من روما ودائمًا ما يحرص على السجود عقب تسجيل أي هدف ليشير زوبير باتيل مدرب قطاع الناشئين في فريق بلاكبرن روفرز والذي يضم نحو 400 طفل من اللاعبين المسلمين إلى أن هؤلاء الأطفال يحرصون على تقليده عقب تسجيلهم للأهداف. وأضاف زوبير أن حتى مشجعي مانشستر يونايتد الصغار يغنون ذلك الهتاف على الرغم من العداوة الكبيرة بين مانشستر وليفربول، مشيرًا إلى أن صلاح بات مصدرًا للإلهام لجميع الأطفال والشباب في إنجلترا، ففي الوقت الذي تعاني فيه الملاعب الإنجليزية من التعليقات المتطرفة والعنصرية المتعلقة بالدين، بدأت تلك الظاهرة تقل بصورة تدريجية بظهور تلك النوعية من الهتافات. وبدوره قال فايز موغال أحد المختصين في شؤون الدعوة هناك والساعي إلى تقريب المجتمعات الدينية المختلفة من بعضها البعض إنه من الرائع أن تشعر الجماهير بالإيجابية حول محمد صلاح في ظل انتشار العديد من الأمور السلبية حول اللاعبين المسلمين إلا أن ذلك يظهر أن هناك أمورا جيدة يمكن للجماهير أن تلتف حولها. وأضاف موغال أن كرة القدم تملك جاذبية كبيرة للعديد من المجتمعات وبالتالي هناك حاجة إلى العديد من المنصات والوسائل الاجتماعية للمساهمة في ترابط المجتمعات المختلفة وبناء الثقة المتبادلة بينهم. وبدأت جماهير ليفربول تغني ذلك الهتاف بعد فوز الريدز على بورتو بخماسية نظيفة في دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي لاقى إشادة بعض الجماهير الأخرى والتي استعرضت الصحيفة البريطانية أبرزها كالآتي: قال أحد الجماهير يدعى جبولاهان أوبيسيسان "أنا لست من جماهير ليفربول، إلا أنه يجب الإيمان بأن كرة القدم قادرة على خلق جسور بين الأمم كما يظهر في هتاف جماهير ليفربول لصلاح". وقال كالر شارو "صلاح يقدم مجهودا لإنهاء صراع الحضارات أكثر من أي شخص آخر في العالم".