أثنى الداعية السعودى الشهير الدكتور عائض القرنى، على اللاعب المصرى محمد صلاح نجم منتخب مصر ولاعب نادى ليفربول الإنجليزى، واعتبره يمثل الإسلام بصورته الحقيقية. وقال القرنى فى تغريدة له عبر حسابه الرسمى على موقع التدوين المصغر تويتر، يجب علينا جميعًا أن نحرص على تمثيل هذا الدين العظيم دين الإسلام بصورته الحقيقية المُشرّفة فى جميع المجالات وفى كل الميادين. وأضاف الداعية السعودى، فى تعليقه على الصورة التى نشرها لمحمد صلاح وهو يسجد على أرض الملعب عقب إحرازه أحد الأهداف: "العالم يعشق الناجح ولكنه لا يحترم الفاشل، وفقك الله أيها الرائع محمد صلاح". تدوينة القرنى، التى أثنى فيها على لاعب ليفربول تسببت فى هجوم شديد شنته الجماعة السلفية، خاصة بعد تعليقه وثنائه على سجود النجم المصرى محمد صلاح بعد إحرازه الأهداف فى الملاعب الأوروبية مع فريقه ليفربول الإنجليزى. وتساءل السلفيون المهاجمون هل رأيت النبى، صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، رضوان الله عليهم، والسلف الصالح أثنوا على لاعب كرة بعد أن أحرز هدفًا فى مرمى العدو؟ وهل رأيت النبى أو الصحابة لعبوا الكرة من الأساس؟ وهل الشرع يجيز لنا الثناء على ألعاب الكفار؟ ذلك فى إشارة إلى الفرق الرياضية البريطانية. وجاء رد القرنى على هذه الفتاوى، قائلًا: إن الإسلام أعظم من فهمكم وأعمالكم وأطول من آمالكم وأوسع من صدوركم. وأضاف القرنى، فى كلمة مسجلة بثها عبر "تويتر أن هؤلاء المتشددين أغلقوا على الإسلام فى دولاب بقفلين، رغم أن الإسلام دين رحمة ووسطى وسمح، بل الإسلام أعظم من أعمالكم وأطول من آمالكم وأوسع من صدوركم، سهلوا الإسلام لأن الله سبحانه وتعالى، قال: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» ونبيكم، صلى الله عليه وسلم، قال: «بعثت بالحنيفية السمحة». الشيخ مصطفى العطفى، وكيل وزارة الأوقاف، عضو مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، قال إن ما فعله القرنى لا يتنافى مطلقًا مع صحيح الدين، بل هو من صميم الدين لأنه أثنى على عمل صالح، وهو سجود اللاعب المصرى محمد صلاح شكرًا لله بعد توفيقه له وإحرازه الأهداف. وأضاف فى تصريحات صحفية، أن ثناء القرنى، على عمل الخير بهدف نشره وتعميمه ولكى يقتدى به الشباب فى جميع أعمالهم وهو من صميم الدين، بل هو عمل من أعمال النبى، صلى الله عليه وسلم، حيث كان يثنى على أى صحابى يعمل عملًا من أعمال الخير. وأشار إلى أن مثل هذه الجماعات لا ترى إلا القبيح ولا تؤمن إلا بالتشدد، ولا ترتدى إلا الأسود، ويحرمون على أنفسهم الحياة والجمال والمتعة والدنيا التى خلقها لخدمة الإنسان وطاعته، والإسلام برىء من ذلك كله. لم يكن ثناء القرنى، على النجم المصرى ولاعب ليفربول وحده، بل إن أئمة المساجد فى لندن أعربوا عن إعجابهم بما فعله محمد صلاح من نجومية ودعوة للإسلام فى لندن، حيث يقول إمام مسجد "الرحمة" فى مدينة ليفربول الإنجليزية، إن أخلاق صلاح داخل وخارج الملعب جعلت جمهوره يحترمه، وانعكس ذلك على تصرفاتهم، خاصة المراهقين منهم، حتى أنهم ألفوا له أغنية خاصة بعنوان "المسجد سيكون مكانى" والتى أحدثت ضجة كبيرة فى إنجلترا. وأعرب الإمام عن سعادته البالغة بهذا التحول الذى أحدثه صلاح، وجعل الناس يذكرون الدين الإسلامى بشكل إيجابى بسبب هذا الشخص المتميز. ويقول مؤمن خان، إمام مسجد عبدالله كوليام فى المدينة، «الهتافات أحدثت تغييرًا كبيرًا فى نظرة الإنجليز للدين الإسلامي، هى تفعل الكثير لتكسر الكره والخوف، لتظهر أن جميعنا أمة واحدة». وأوضح أن«العمليات الإرهابية نشرت الخوف من الدين الإسلامي، لكن (مو) أظهر أننا لسنا وحوشًا». ودعى «خان» محبى «صلاح» للذهاب إلى المسجد لإظهار التناغم والسلام، معتبرًا اللاعب المصرى «بطلًا حقيقيًا». فيما صرحت المدير التنفيذى لمنتدى مكافحة العنصرية فى أوروبا "بيارا بوار"، بأن أغنية جمهور ليفربول لمحمد صلاح تعد المرة الأولى التى يلاحظ فيها بشكل واضح مثل هذا التقدير من الجمهور الإنجليزى للاعب مسلم، مشيرة إلى أن هذه هى المرة الأولى التى ترى فيها تعليقًا إيجابيًا وصريحًا يتضمن الدين الإسلامى فى الملاعب الإنجليزية، المعروفة بانتشار العنصرية فيها. وأضافت "بوار"، تراجعت حدة الإهانات العنصرية ضد الجالية المسلمة فى بريطانيا منذ قدوم صلاح إلى ليفربول، واصفة الأمر بالخارق، مشددة أن اللاعب الجيد مثل صلاح يكسر الحواجز، ويدفع الجماهير لتقبل عرقه أو دينه، حتى لو كانوا فى الماضى ضد ذلك، وهو الأمر الذى ترى فيه فائدة كبيرة للتغلب على العنصرية.