روت وفاء قديح زوجة المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، ل«التحرير» التفاصيل الكاملة لواقعة الاعتداء على زوجها، وقالت إنها فوجئت باتصال من زوجها عقب خروجه من منزله بدقائق معدودة، يقول لها: «الحقيني بيموتوني»، فخرجت مسرعة وبرفقتها ابنتها "شروق"، وحارس العقار، وتوجهتا إلى موقع الحادث، على مقربة من منزلهم، لتجدا 3 من البلطجية يعتدون على جنينة بأسلحة حادة. وأجرى المستشار هشام جنينة، الفحوصات والكشف الطبي بمستشفى الدفاع الجوي بالتجمع الخامس، بعد إصابته في أنحاء مختلفة من الجسد، وكذا الكشف على عينه اليسرى المصابة في الاعتداء. وأضافت: «حاولنا إنقاذه، غير أن هؤلاء البلطجية تعدوا علينا، وكان هشام يجلس داخل السيارة، مرتديًا حزام الأمان إلا أن البلطجية كانوا يحاولون طوال الوقت إخراجه من السيارة والاعتداء عليه بالأسلحة التى كانت بحوزتهم». إحنا جايين نموتك شروق جنينة، ابنة المستشار هشام جنينة، التقطت أطراف الحديث من والدتها وقالت: «سمعت البلطجية أثناء الاعتداء على والدي يقولون: "إنت هشام جنينة.. إحنا جايين نموتك"، حتى إننا فوجئنا بسيارة أخرى تقف إلى جوارنا، فظننا أنها لأحد المارة، ربما تدخل لإنقاذنا، لكننا تبينا أنها تابعة لهؤلاء البلطجية، إذ حاول الاعتداء علينا». وأضافت ابنة جنينة: «أحد البلطجية حاول دفعي وإلقائى أمام سيارة تصادف مرورها وقت الحادث، وبدأ بعض المارة يقفون بسياراتهم لاستطلاع ما يجري، وفوجئنا بأحد البلطجية يمزق ملابسه ويسقط على الأرض، وهو يقول إن والدي صدمه بالسيارة، في مشهد تمثيلي أمام الجميع، ثم حضرت سيارة الشرطة إلى محل الواقعة، وكان والدي وقتها يعاني من نزيف فى العين والقدم وأماكن متفرقة من الجسد، فيما حاول البلطجية إقناع الشرطة بأن والدي صدم أحدهم بالسيارة، وذهبنا جميعًا إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة، ورأينا محاولاتهم لتحرير محضر على أنه مشاجرة بيننا وبين هؤلاء البلطجية». وتابعت ابنة جنينة: «أدلى والدي بأقواله في محضر الشرطة، وقال إن الواقعة لم تكن مشاجرة بينه وبين هؤلاء، والحقيقة أنهم قاموا بالاعتداء عليه وحاولوا خطفه من داخل السيارة، واعتدوا عليه بأسلحة حادة. وأردفت نقلا عن والدها: «أحدهم قال لي إنت هشام جنينة.. احنا جايين نموتك»، مضيفا في أقواله بالمحضر: «كما حاولوا إنزالي من السيارة إلا أنني كنت مرتديًا حزام الأمان فحال دون نجاح محاولاتهم باقتيادي إلى خارج السيارة، حتى جاءت زوجتي وابنتي وحارس العقار». قطعوا على الطريق وأكدت أن والدها أضاف: «بداية الواقعة كانت بعد خروجي من المنزل بقليل، حيث كنت أقود السيارة بنفسي، وفوجئت بسيارة تسير إلى جواري، ثم فجأة قطعت على طريقي، ونزل منها 3 بلطجية فتحوا باب سيارتي واعتدوا على، وهنا اتصلت مسرعًا بزوجتي لإنقاذي، ولفت إلى أن المنطقة التي يسكن فيها هادئة بطبيعة الحال في التجمع الأول، واليوم السبت هو عطلة من المصالح الحكومية، وبالتالى لم يكن هناك كثير من المارة فى الشارع لكي أستنجد بهم، كما أن المنطقة خالية من المحلات التجارية التى أستنجد بأصحابها». ووفقًا لرواية ابنته، تابع جنينة: «كنت فى طريقي إلى محكمة القضاء الإداري لحضور جلسة خاصة بنظر طعني على قرار رئيس الجمهورية بعزلي من منصبي رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات». هنا تدخلت زوجته مرة أخرى، وقالت ل«التحرير»: «أثناء تواجدنا داخل قسم الشرطة، كان زوجي ينزف من مناطق متفرقة في جسده، وطلبنا من ضباط الشرطة المتواجدين نقله للمستشفى لإنقاذه، إلا أنه كان هناك حالة من المماطلة استمرت طيلة 3 ساعات بدعوى إنهاء الإجراءات وتحرير المحضر اللازم، وفى نهاية الأمر تم نقل زوجي إلى مستشفى القاهرة الجديدة العام، وطلبنا نقله لمستشفى خاص، فرفضوا هذا الطلب وقالوا إنه لا بد من نقله إلى مستشفى عام لإعداد تقرير طبي، وبعد توقيع الكشف الطبي عليه تم نقله إلى مستشفى الدفاع الجوي وسط حراسة أمنية». وأضافت أنه تم القبض على هؤلاء البلطجية الثلاثة، وتم احتجازهم في قسم الشرطة، لكننا فوجئنا باتهامهم لنا أنا وزوجى وابنتي وحارس العقار بالاعتداء عليهم، وهو اتهام عار تمامًا عن الصحة، لافتة إلى أن وكيل النائب العام حضر إلى المستشفى، للاستماع إلى أقوال زوجها، غير أن حالته الصحية لم تسمح لهم بسماع أقواله، نظرًا لاستمرار نزيفه أكثر من 3 ساعات، مما أدى إلى تدهور صحته، وقال الأطباء إنه يحتاج إلى مزيد من الفحوصات ووضعه تحت الملاحظة، ومن المقرر أن تستمع النيابة إلى أقوال جنينة مرة أخرى وقتما يسمح الأطباء بذلك. يُشار إلى أن جنينة يخضع للعلاج وسط حراسة أمنية من قوات الشرطة، فيما تردد عدد من الشخصيات العامة على المستشفى للاطمئنان على جنينة، فكان من أبرز الحضور، المحامى الحقوقي خالد علي، زياد العليمي عضو مجلس الشعب السابق، الفقيه الدستوري محمد نور فرحات، وحازم حسني المتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان.