بقصص واقعية تحاكي بيوتنا دخل مسلسل «سابع جار»، الذي انطلق عرضه على إحدى القنوات الفضائية أكتوبر الماضي، بسلاسة شديدة إلى قلوب المشاهدين، نظرًا لاستشعارهم أن هؤلاء الفنانين يحكون حكايتهم، إذ يسلط العمل الضوء على الحياة اليومية داخل البيوت المصرية والمشكلات التي تتعرض لها كل أسرة، من خلال قصص عدد من الجيران داخل إحدى العمارات السكنية، وكيف يعيشون داخل وخارج منازلهم وطبيعة علاقتهم بالجيران. ولكن لم يستمر هذا الوضع كثيرًا؛ إذ انقلب عدد كبير من الجمهور على المسلسل، وأنه ابتعد عن الطبقة الوسطى، وأن ما تتم مناقشته فى الجزء الثاني من العمل من نماذج للفتيات المتحررات والعلاقة خارج الزواج والتدخين والمشروبات الكحولية، وغيرها من الانتقادات اللاذعة التي وجهت إلى المخرجات الثلاث هبة يسرى ونادين خان وآيتن أمين، وأنهن يعملن على نشر الأخلاقيات السلبية داخل المجتمع. وعلى غرار ذلك عقد عدد من المقارنات بين مسلسلي «سابع جار» و«حكايات بنات»، الذي عرض الجزء الثالث منه مؤخرًا، إذ يتناول الأخير حياة 4 فتيات ومشاكلهن وأحلامهن وطموحاتهن، وحظى على نسب مشاهدة مرتفعة جدًا، بينما لاقى الأول قاعدة جماهيرية أكبر نظرًا لتعمقه فى مشكلاتهم وعلاقتهم بالآباء. وفي «التقرير» التالي نرصد عددًا من الموضوعات التي تضمنها المسلسلين وانتقدها الجمهور فى أحدهما ولم ينتبه للآخر.. 1- الفتاة المتحررة التي تتعدد صداقاتها جسدت هذا النموذج «مي» في مسلسل «سابع جار»، تقوم بالدور الفنانة الشابة هديل حسن، وهي تمثل فتاة متحررة ولا تسمع لكلام أحد ولا تهتم بالعادات والتقاليد، إذ تعمل مهندسة ديكور وتعيش فى بيت منفصل عن والدها ووالدتها، ولها الكثير من الأصدقاء الشباب وتذهب للمبيت عند أحدهم، وهذا ما رفضه المشاهد باعتبار أنه لا يوجد هذا النموذج بالطبقة المتوسطة، لأن العادات والتقاليد ضد هذا التحرر الأقرب للغرب. ونجد هذا المشهد تكرر أيضًا فى مسلسل «حكايات بنات» في نموذج «أحلام»، وتقوم بالدور الفنانة الأردنية صبا مبارك، وذلك من خلال علاقتها بصديقها «ثائر» ويقوم بالدور الفنان رمزي لينر، اللذين تجمعهما علاقة صداقة قوية وتقوم بالتردد على منزله والتحدث معه حول مشكلاتها. 2- العلاقات الخارجة عن الزواج بينما تعد العلاقة السرية التي جمعت بين «مي» و«أحمد» من أكثر الأشياء التي قلبت المشاهدين على المسلسل، لأن هذا لا يتماشى مع المجتمع، حيث تجمعها علاقة جسدية خارج إطار الزواج، وذلك لأن «أحمد» متزوج ولديه طفل، لذا لا بد أن تظل العلاقة فى السر حتى لا ينفضح أمرهما أمام الجيران. وفي مسلسل «حكايات بنات» هناك تشابه فقط في نموذج «أحلام» و«عاصم»، اللذين تجمعهما علاقة حب قوية، على الرغم من كونه أيضًا متزوجا ولديه طفله، وأيضًا العلاقة التي تنشأ سرا بين شقيقة الفنانة ندى موسى بالمسلسل، وزوجها التي على أثرها يقوم بتطليقها من أجل الزواج بأختها، و«سلمي» التي تجسد دورها الفنانة دينا الشربيني التي تعود إلى حبيبها القديم «يوسف» على الرغم من أنه متزوج. 3- التدخين والكحوليات جرت العادة بأن ظاهرة التدخين للفتيات وتناول الكحوليات بين أبناء الطبقة المتوسطة غير متعارف عليها، وعلى الرغم من ذلك وجدناها بكثرة في مسلسل «سابع جار» من خلال شخصية «هبة»، وجسدت الدور الفنانة الشابة سارة عبد الرحمن، وهى مدخنة من الدرجة الأولى وترفض العادات والتقاليد، فتجدها تذهب لزيارة «شريف» فى منزله ويجلسان معا، ويقوم هو بتناول الكحول وهي تدخن بجانبه، وفى مرة أخرى تطلب من أحد جيرانها أن يعلمها شرب الحشيش. وهذا ما جاء أيضًا في مسلسل «حكايات بنات»، وهو ما يروج للمشاهد بأن تناول الفتيات الكحوليات والتدخين بكثرة أمر طبيعي جدا، إذ نجد أن «لارا» ابنة خال «خديجة» التي جسدت الدور إنجي المقدم، تقوم بتناول «البيرة» ليلًا ونهارًا وتقوم بزيارة حبيبها في شقته. 4- التدين والزواج توافر هذا البند في شخصية «دعاء» التي تقوم بدورها الوجه الجديد فدوى عابد في مسلسل «سابع جار»، وهى الفتاة الملتزمة والتي ترتدي الملابس الواسعة ولا تضع المكياج على وجهها، والتي تخطت سن الثلاثين وتبحث عن عريس حتى لا يفوتها قطار الزواج، ويتم خطبتها على شاب متدين وملتح، ولكنه فى النهاية يتركها لإعجابه بأفكار أختها المتحررة «هبة». وفى مسلسل «حكايات بنات» يؤكدون هذه الفكرة بأن الشيوخ يقولون عكس ما يكنون داخلهم، إذ تنشأ علاقة إعجاب بين «أحلام» وزميلها فى القناة، الذي يقدم البرنامج الديني، وعلى الرغم من كونها ليست ملتزمة بالزي الإسلامي؛ فإنه يحبها ويطلبها للزواج على زوجته الأولى، والتي بدورها ترفض ذلك.