اعترفت المخابرات التركية بوجود خطأ كبير فى أدلة اعتقال عشرات الآلاف من الأتراك على خلفية محاولة الانقلاب التي جرت العام الماضي. كانت السلطات التركية أشارت إلى قيام أعضاء حركة الخدمة اللذين اتهمتهم بتدبير الانقلاب باستخدام تطبيق "بايلوك" لإجراء محادثات سرية بينهم - وهو تطبيق مماثل لتطبيقات "واتس اب " و"فايبر" و"لاين"، وعلى إثر ذلك، قامت أجهزة الأمن التابعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتقال عشرات الآلاف من الأتراك الذين قامو بتحميل تطبيق "بايلوك"على أجهزتهم المحمولة، وفقًا لصحيفة "الزمان" التركية. وكشفت الصحيفة أن المخابرات التركية أرسلت خطابًا إلى وزارة العدل في 27 مايو الماضي، تعترف خلاله بوجود خطأ في البيانات الخاصة بمستخدمي التطبيق، بما يعني أن عشرات الآلاف من الأشخاص تم اعتقالهم بدلائل غير صحيحة. وأوضحت "الاستخبارات التركية" في خطابها - أنها قدَّمت القوائم والبيانات الخاصة بالتطبيق للنيابة العامة على قرص صلب (هارد ديسك)، لافتة إلى أن الملفات الخاصة بالقضية كانت في صورتها الخام وتحتاج إلى مزيد من العمل عليها. وقد أثار استخدام المخابرات التركية كلمة "تطبيق بايلوك" مؤخرًا جدلًا كبيرًا فى البلاد، خاصة وأنها كانت قد اعتادت تسميته "برنامج المراسلات المشفر بايلوك"، بهدف إضافة أسرار وغموض إلى هذا التطبيق، ليسهل إقناع الرأي العام بالاعتقالات الجماعية التعسفية بتهمة الانقلاب. وبحسب موقع صحيفة زمان التركية، فإن الإعلام الموالي للحكومة التركية اعتاد نشر وثائق نسبها إلى جهاز الاستخبارات حول محتويات مراسلات ومكالمات "سرية"، زعم أنها جرت بين الانقلابيين عبر تطبيق "بايلوك"، وقدمَها لقراءها على أنها دليل بوقوف حركة الخدمة وراء الانقلاب الفاشل الذي وقع منتصف العام الماضي. ورغم أنه كان مجرد تطبيق للتواصل مثل نظيراته من عشرات التطبيقات للمحادثات "واتس آب" و"فيبر" و"لاين" و"وي تشات" و"سكايب" و"إيمو" و"بي بي إم" وغيرها، إلا أنه كان الأساس الذي اعتمد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان في اتهامه لحركة الخدمة بتدبير هذه المحاولة الغاشمة. يذكر أن السلطات التركية زعمت أن تطبيق بايلوك كان "الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين"، ولا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة، ولا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، لكن اتضح أن التطبيق يستطيع أي شخص أن يُحمِلُه عن طريق Google Play المفتوح للجميع. كما اتضح أن هذا التطبيق بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، وهو ما أشار إليه ديفيد كينز صاحب برنامج وتطبيق بايلوك الذي أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأنه مفتوح للجميع، وليس مقتصرًا على المنتمين إلى حركة الخدمة.