تقف العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاءه عند نقطة جوهرية تجاوزت الأمنيات التي سعى إليها أبناء الحزب الجمهوري، ولتحقيق تلك الرغبات يجب أن تتفق مع رؤية ترامب وإدارته ليتم التعويل عليهم في شتى الأمور. ومؤخرًا تسارعت وتيرة الأحداث داخل أروقة البيت الأبيض، بعد أن اشتدت الخلافات بين حلفاء الأمس، حيث وصف "ترامب" السيناتور الجمهوري كوركر بأنه يفتقر إلى "الشجاعة،" الأمر الذي دفع الأخير إلى اعتبار "البيت الأبيض" بأنه "دار لرعاية البالغين". التراشق الكلامي ل"كوركر" يعد حلقة جديدة كونه يصدر عن سياسي جمهوري يحتل منصبًا بارزًا، قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقدي الرئيس الأمريكي. و قال "السيناتور الجمهوري": إن وجود الجنرالات في دائرة الرئيس الضيقة منع البيت الأبيض من الغرق في الفوضى". انتقاد "كوركر" لم يثر اهتمام ترامب، لكنه بدلاً من ذلك هاجمه بسبب قراره التقاعد وعدم السعي للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ مجددًا، متهمًا إياه بالافتقار إلى الشجاعة، إضافة إلى تحميله كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ مسؤولية الاتفاق النووي مع إيران. وفي سلسله من التغريدات كتب ترامب: "السناتور بوب كوركر توسل إليَّ لدعم إعادة انتخابه في عن ولاية تينيسي.. قلت لا، وهو انسحب من الانتخابات، وقال: إنه "لا يمكن أن يفوز بدون دعمي". وأضاف "ترامب" "لقد أراد أيضًا أن يكون وزيرًا للخارجية، فقلت لا، شكراً، وهو أيضًا مسؤول بشكل كبير عن الاتفاق المريع مع إيران". لم يكتف الرئيس الأمريكي بذلك بل كتب في تغريدة له عبر تويتر: إنه "توقع أن يكون كوركر صوتًا سلبيًا"، مضيفًا أنه لم يملك الشجاعة للترشح". هجوم ترامب اللاذع دفع كوركر للتعليق بالقول: "من المعيب أن يتحول البيت الأبيض إلى دار لرعاية البالغين - في إِشارة على ما يبدو أن ترامب غير راشد ويحتاج للعناية" وتابع "الواضح أن أحدهم غاب عن عمله هذا الصباح"، مشيرًا إلى أن مساعدي الرئيس لا يقومون بواجباتهم في ضبط اندفاعات ترامب. ورغم أن العداء بين ترامب وكوركر استغرق وقتاً طويلاً ليحتدم، إلا أنه انفجر الأسبوع الماضي بعد أن بدا أن ترامب يحاول سحب البساط من تحت قدمي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، فالأخير كان يحاول فتح حوار مع كوريا الشمالية، قبل أن يفاجأ بتغريدة لترامب تصفه بأنه "يضيّع وقته في محاولته التفاوض". وقال السيناتور الجمهوري: إن "تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاجه من أعلى". وأضاف "أعتقد أن الوزير تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض جون كيلي هم هؤلاء الذين يساعدون في إبعاد بلادنا من الفوضى وأنا أؤيدهم بقوة". يُذكر أن "كوركر" كان من داعمي حملة ترامب الرئاسية عام 2016 ومرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس، وورد اسمه لاحقًا كمرشح لمنصب وزير الخارجية. لكن الأمور اتجهت نحو الأسوأ في أغسطس 2017، بعد تعليقات ترامب حول أحداث شارلوتسفيل في فيرجينيا، التي اعتدى فيها يمينيون متطرفون على نشطاء وهي التعليقات التي تعرض الرئيس الأمريكي بسببها لانتقادات عنيفة، من بينها قول كوركر: إن "ترامب لم يتمكن من إظهار الاستقرار، أو بعض الكفاءة التي يحتاج إلى أن يظهرها واختتم "كوركر" قوله: إنه "بدون هذه الصفات، وبدون فهم أفضل من قبل ترامب للأشياء التي جعلت هذا البلد عظيماً، فإن أمتنا ستمر بمخاطر عظيمة".