لم يكن يتخيل أحد أن تكون أول حكومة بعد الثورة، بهذا الأداء الضعيف، والباهت، الذي لا يعبر أبدا عن الثورة، ولا يعمل من أجل تحقيق أهدافها. ومنذ اليوم الأول في الثورة، كان الاتفاق بين القوى الثورية على تشكيل حكومة إنقاذ وطني، لتعبر البلاد من المرحلة الانتقالية الصعبة، تضم وزراء بارزين، مخلصين، يعبرون عن تلك المرحلة الثورية.. وناضل الثوار ضد وجود أحمد شفيق على رأس الوزراء، الذي رأى المجلس العسكري استمراره رغم أنه سبق وعينه الرئيس المخلوع بعد جمعة الغضب 28 يناير، ورشح الثوار الدكتور عصام شرف لتولي المهمة. بالفعل حدث ذلك.. لكنه حافظ على وزراء من مجموعة أحمد شفيق، الذين ينتمون إلى الحزب الوطني «المنحل».. ومع هذا استمروا وزراء في عهد الثورة.. وكأن شيئا لم يحدث. وزراء، ومسؤولون، شاركوا الفساد، والخنوع، لنظام مستبد ديكتاتوري.. أصبحوا فجأة ثوريين، ديمقراطيين في حكومة الثورة! وتعالوا نقرأ أسماء هؤلاء الوزراء لعلنا نتذكرهم، قبل رحيلهم لنرى مدى هوان الثورة على الذين يديرون البلاد ويحكمونها. سمير رضوان، وزير المالية «كان عضوا في أمانة سياسات جمال مبارك بالحزب الوطني المنحل». عمرو عزت سلامة «كان عضوا في أمانة سياسات جمال مبارك بالحزب الوطني المنحل» كما كان وزيرا في حكومة أحمد نظيف. فايزة أبو النجا: «شاركت في حكومة نظيف وحكومة أحمد شفيق وكانت عضوا في مجلس الشعب عن بورسعيد عن الحزب الوطني المنحل في انتخابات 2010 المزورة». عاطف عبد الحميد، وزير النقل والمواصلات: «من رجال أحمد شفيق في مصر للطيران». إبراهيم مناع، وزير الطيران المدني: «من رجال أحمد شفيق في مصر للطيران». أحمد جمال موسى، وزير التعليم: «كان وزيرا في حكومة نظيف الأولى وعضوا في أمانة سياسات الحزب الوطني، وتم استبعاده من الوزارة لإشاعات تتعلق بقرابته لأحد قيادات الإخوان المسلمين». د.حسن يونس، وزير الكهرباء: «من وزراء الحزب الوطني». د. محمد فتحي البرادعي: «كان محافظا لدمياط في ظل حكومة الحزب الوطني وأشرف على الانتخابات المزورة». د. سيد مشعل، وزير الإنتاج الحربي: «كان وزيرا في حكومات الحزب الوطني وعضوا في مجلس الشعب عن الحزب المنحل». د. سمير الصياد، وزير الصناعة والتجارة: «أتى من الأعمال الخاصة فقد كان قريبا من سياسات الحزب الوطني». محسن النعماني، وزير التنمية المحلية: «كان محافظا في حكومة الحزب الوطني». ماجد جورج، وزير البيئة: «كان وزيرا في حكومات الحزب الوطني السابقة.. ولم يفعل الرجل شيئا، لا في البيئة ولا في غيرها» ماجد عثمان، «كان المسؤول الأول عن مركز معلومات مجلس الوزراء الذي كان يصدر بيانات واستطلاعات لصالح الحكومة والحزب الوطني». أشرف حاتم، وزير الصحة: «كان من رجال أمانة سياسات جمال مبارك في الحزب الوطني المنحل». السفير محمد العرابي «الذي عُين مؤخرا وزيرا للخارجية.. كان من المقربين من النظام السابق ومن حرم رئيس الجمهورية سوزان مبارك وكان يحظى برعاية خاصة منهم». أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة: «امتداد للحزب الوطني وسياسات يوسف والي في وزارة الزراعة». زاهي حواس، وزير الآثار «وما أدراك ما زاهي حواس وعلاقته الوطيدة بالنظام السابق؟!». منصور عيسوي، وزير الداخلية: «الفشل الذريع». فبالله عليكم: هل يمثل هؤلاء حكومة ثورة؟! ولذلك لا ينفع مع مثل هذه الوزارة تعديل كما أعلن الدكتور عصام شرف.. وإنما لا بد من تغييرها بالكامل. فنحن في حاجة إلى وزارة إنقاذ.. وإلى وزراء مخلصين للثورة، وللبلد، وإن كنت أتمنى أن تكون الوزارة دون رئاسة عصام شرف، فقد تم تجربته خلال 4 أشهر.. ولم ينجز شيئا. يا أيها الذين تديرون أو تحكمون البلاد.. الثورة تطلب التغيير لا التعديل.