بعد أیام من وفاة الملیاردیر السعودي وتاجر السلاح عدنان خاشقجي في العاصمة البریطانیة لندن عن عمر ناهز ال81 عام، نشرت صحیفة "نیویورك تایمز" الأمریكیة، رحلة صعوده وخفوت نجمه، في فترة السبعینات والثمانینات من القرن الماضي، وكانت أسرته قد أعلنت وفاته الأسبوع الماضي بعد صراع مع مرض الشلل الرعاش. ووفقا للصحيفة ولد خاشقجي في مدینة مكة بالمملكة العربیة السعودیة عام 1935 ،وتلقي تعلیمه في مدرسة فیكتوریا كولدج بالاسكندریة، لیغادر بعدها إلى ولایة كالیفورنیا بالولایات المتحدة لیكمل تعلیمه الجامعي؛ حیث أنجز أول صفقة له بتصدیر الشاحنات إلى مصر بقیمة 3 ملیون دولار، حصل منها على عمولة بقیمة 150 ألف دولار لیغادر بعدها الجامعة. وأضافت الصحیفة أن خاشقجي تزوج ثلاث مرات أولها من البریطانیة ساندرا دالي في عام 1961 ،والتي أسلمت وأصبح اسمها ثریا، وأنجب منها 4 أبناء وفتاة، وتطلقا في 1974 لتحصل ثریا على أكبر تسویة طلاق في تلك الفترة وقدرت بنحو 975 ملیون دولار، وتزوج من الإیطالیة لورا بیناكولیني وأنجب منها أبنه علي، وفي النهایة تزوج من الإیرانیة شاهباري عزام. ویذكر أن أخته سمیرة خاشقجي تزوجت رجل الأعمال المصري محمد الفاید، وأنجبت دودي الفاید الذي لقى مصرعه والأمیرة دیانا في حادث مروري في باریس. وأشارت الصحیفة إلى أن بدایة عمل خاشقجي في تجارة السلاح، تعود إلى ما بعد قرار السعودیة وعدد من الدول العربیة، في البدء في إنشاء برنامج تسلیح، بعد حرب أكتوبر عام 1973 ،مدعومة بملیارات النفط، لیصبح خاشقي حلقة الوصل بین الحكومات العربیة، وشركات السلاح الأمریكیة، وتعامل خاشقجي مع عدد من أكبر شركات السلاح في العالم، أبرزها نورثروب وكرایسلر ولوكهید. ووصفت الصحیفة خاشقجي بأنه من أغنى رجال العالم، وكان ضمن النخبة الصغیرة المتحكمة في الأعمال حول العالم في الثمانینات، وأشارت التقدیرات بأن ثروته بلغت في تلك الفترة عدة ملیارات دولار، وعاش حیاة من البذخ. حیث نقلت الصحیفة عن أحد المدعوین لحفل عید میلاد خاشقجي الخمسین، والذي أقامه في قصره علي ساحل مدینة مربلة الأسبانیة، وحضره نحو 400 شخص، قوله "إن هذا الحفل كان أكثر بذًخا من حفل تنصیب الملك لویس الرابع عشر"، وأشارت عدد من التقاریر إلى أن خاشقجي كان یسعى دائًما إلى وجود عدد من الفتیات له ولعملائه وضیوفه، وأصدقاءه من أصحاب النفوذ مثل الأمراء السعودیین، وشاه إیران. وأمتلك خاشقجي یخت "النبیلة" الذي أسماه تیمنًا بابنته، والذي یعد أحد أكبر الیخوت في العالم، ویصل طوله إلى 86 مترا، وظهر في أحد أفلام سلسلة جیمس بوند، واضطر خاشقي لبیعه بعد تعرضه لمصاعب مالیة لسلطان بروناي، والذي باعه للرئیس الأمریكي الحالي دونالد ترامب مقابل 29 ملیون دولار في ثمانینات القرن الماضي. وأشارت الصحیفة إلى تورط خاشقجي في عدد من القضایا أبرزها فضیحة "إیران - كونترا" والتي توسط فیها خاشقجي لبیع أسلحة أمریكیة للنظام الإیراني، في عهد الرئیس الأمریكي رونالد ریجان، مقابل تحریر عدد من الرهائن الأمریكیین في لبنان، واستخدام أموال الصفقة في دعم حركات "الكونترا" المناوئة للنظام في دولة نیكاراجوا في أمریكا اللاتینیة، بالإضافة لاتهامه عدة مرات بدفع رشاوي وعمولات غیر قانونیة. وفي عام 1981 ألقى القبض علیه في سویسرا بتهمة إخفاء الأموال في إعلان بنك الإئتمان والتجارة الدولیة إفلاسه، وحبس لمدة 3 أشهر، وتم ترحیله بعدها للولایات المتحدة، لتتم محاكمته وتبرئته، وبعدها بسنتین، تم اتهامه بغسیل الأموال ومساعدة إیمیلدا ماركوس زوجة دیكتاتور الفلبین، وتم تبرئته أیضًا. وأضافت الصحیفة، أن تورط خاشقجي في تلك المشاكل، تسبب في تجنب عملائه التواصل معه، وانقطاع علاقاته مع صانعي القرار في أمریكا بعد انتهاء فترة حكم ریجان، وإزاحة عملائه من سدة الحكم مثل شاه إیران وجعفر النمیري في السودان، أدت إلى خفوت نجمه. ونقلت الصحیفة عن أحد المراسلین شهادته عن خاشقجي عندما التقاه في أحد فنادق القاهرة عام 2009، قائًلا" كان یجد صعوبة في المشي، والقیام من مقعده".