انطلاق النسخة الرابعة من مؤتمر «إيجي هيلث» لتعزيز الابتكار في الرعاية الصحية    «إكسترا نيوز»: أول مرحلة بمبادرة حياة كريمة لتوفير اللحوم تضم 8 محافظات    محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع الثاني لمحافظي البنوك المركزية ل«بريكس»    عضو ب«النواب»: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا حققت أهدافا سياسية كبيرة    السفير الروسي في أمريكا يحذر من «كارثة نووية».. ماذا قال؟    عاجل.. التشخيص المبدئي ل إصابة محمد عبدالمنعم.. هل يلحق مباراة العودة    الأرصاد تكشف عن توقعات 72 ساعة مقبلة: «أمطار وانتشار للشبورة المائية»    مع انطلاق النسخة ال32.. كواليس أول مهرجان للموسيقى العربية عام 1992    رئيس «صحة الشيوخ»: لدينا 181 مصنعا حاصلة على «الجودة».. وأزمة الدواء تنتهي خلال شهرين    الكشف عن خليفة جوارديولا في مانشستر سيتي    هان كانغ ترفض الاحتفال بجائزة نوبل في ظل الأحداث العالمية المأساوية    البورصة في أسبوع.. ارتفاع 9 أسهم بأكثر من 15% و«سيدبك» الأكثر انخفاضًا    الإعدام شنقا لقاتل "عامل النظافة" داخل مدرسة بكفر الشيخ    أسقف بوليڤيا للأقباط الأرثوذكس يمنح 18 شخصا سر المعمودية والميرون    تظلمات بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة (رابط)    هآرتس: 130 من جنود الاحتياط الإسرائيليين وقعوا على عريضة يرفضون فيها العودة للقتال    ليس بوابة خلفية لنقل الأصول.. محمود فوزى يوضح دور صندوق مصر السيادى    فرص عمل متاحة في مشروع محطة الضبعة النووية (رابط التقديم)    بث مباشر لافتتاح مهرجان الموسيقى العربية عبر قناة الحياة    تشكيل ألمانيا الرسمي أمام البوسنة والهرسك في دوري الأمم الأوروبية    تضم 9 تخصصات طبية.. انطلاق قافلة طبية بمستشفى أبورديس المركزي بجنوب سيناء غدا    إصابة شخص سقط من قطار بمحطة الجيزة    وائل جمعة ينصح حسام حسن بتغيير طريقة لعب المنتخب    شاهد بالبث المباشر تونس اليوم.. مشاهدة تونس × جزر القمر Tunisia vs Comoros بث مباشر دون "تشفير" | كأس أمم إفريقيا 2026    الأهلي يفوز على الزمالك 30-21 في دوري المحترفين لكرة اليد    درة تنشر أحدث جلسة تصوير على حمام السباحة .. والجمهور يعلق    «اتعامل معاهم وأنت متطمن».. 5 أبراج تجعلك تشعر بالثقة تجاههم    الأفلام القصيرة بمهرجان البحر الأحمر تكشف عن فكر جيل جديد للسينما العربية    روسيا: أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيكون استفزازًا خطيرًا    تراجع أسعار النفط رغم التوترات في الشرق الأوسط    "ألف قائد محلي" تجري المقابلات الشخصية مع شباب الإسكندرية غدًا    «فلسطين للأمن القومي»: نتنياهو يعتبر اغتيالات قادة حزب الله نصرا سياسيا له    افتتاح مسجد عزبة جابر بقرية الكاشف الجديد في دمياط    حملة "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 112 مليون خدمة مجانية خلال 71 يومًا    بالصور- ضبط مخزن زيت طعام مجهول في سرس الليان    «الداخلية» توجه قوافل بالمحافظات مزودة بوحدات إلكترونية لتقديم خدمات الأحوال المدنية    تتراوح من الاكتئاب إلى الانفصام، أعراض وعلامات المرض النفسي لدى الأطفال والبالغين    وزير قطاع الأعمال:ضرورة تسريع تنفيذ المشروعات وتعزيز التكامل بين الشركات    بالصور- محافظ بورسعيد يفتتح مسجدا جديدا بمنطقة كربة عايد    الأنبا توماس يشارك في ورشة العمل "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    دويدار يؤكد.. ثنائي الأهلي سيكونوا كبش فداء عند خسارة مبارياته القادمة    الصعيد في عيون حياة كريمة.. مدينة إسنا تحصل على دعم كبير برعاية مجلس الوزراء    دار الإفتاء توضح فضل زيارة مقامات آل البيت    سكالوني: ظروف مباراة فنزويلا لم تكن مناسبة    الأردن يدين استهداف الاحتلال الإسرائيلى لقوات اليونيفيل جنوب لبنان    حزب الاتحاد ينظم ندوة بعنوان «إفريقيا عمق استراتيجي لمصر ومصير مشترك»    رئيس جامعة القاهرة: حصول كلية الآداب على شهادة الأيزو يعكس جودة أدائها    وكيل صحة سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزي ووحدات الرعاية الصحية    فضل الدعاء للأب المتوفي في يوم الجمعة: مناجاةٌ بالرحمة والمغفرة    بالتزامن مع الاحتفال بذكرى بنصر أكتوبر.. تنسيقية شباب الأحزاب تعلن عن استراتيجيتها الجديدة    تعرف علي حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    الصحة: اغلاق عيادة يديرها أجانب مخالفة لاشتراطات التراخيص بمدينة نصر    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة سيارات النقل بالأقصر    خطبة الجمعة اليوم.. تتحدث عن السماحة في البيع والشراء والمعاملات    ترامب يتعهد بإلغاء الضريبة المزدوجة على الأمريكيين المقيمين بالخارج حال الفوز    مشادة كلامية.. حبس فتاة قتلت صديقتها طعنا داخل كمباوند شهير في أكتوبر    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    ميوزك أورد وجينيس وفوربس.. أبرز 20 جائزة حققها الهضبة طوال مشواره    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوع ودمار في المدينة القديمة بالموصل مع زيادة الضغط على «داعش»
نشر في التحرير يوم 17 - 03 - 2017

بعد خمسة أشهر من المعارك الضارية بدأت القوات العراقية في دفع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية للتراجع نحو المدينة القديمة بالموصل ذات الأزقة الضيقة والمكتظة بالسكان بينما أصبح المسجد الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دولة الخلافة في 2014 على مرمى البصر.
يقول قادة عراقيون إن معركة استعادة الموصل تقترب من مراحلها الأخيرة ويهللون لكل تقدم يتحقق ضد المتشددين.
لكن مع تباطؤ تقدم القوات العراقية بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها التنظيم، يتحدث سكان محاصرون داخل المدينة القديمة مع المتشددين عن حصار بائس حيث ينتشر الجوع والدمار من الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويعيش المدنيون في خوف من الانتقام مع تضييق الخناق على التنظيم.
وقال هشام صبحي (41 عاما) الذي فر مع أسرته من منزلهم على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة يوم الخميس "لو لم نخرج هذا الصباح لقتلونا".
وتابع قائلا "إنهم (الدولة الإسلامية) يتركون بعض المواقع.. بعض المنازل.. لكنهم أحيانا يعودون مرة أخرى. إذا وجدوا أشخاصا لا يزالون يعيشون في مناطق تعتبر محررة على يد الجيش يقتلونهم".
والموصل أكبر بعدة مرات من أي مدينة أخرى سيطرت عليها الدولة الإسلامية في دولة الخلافة التي أعلنتها والمعركة لطرد المتشددين منها التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول الماضي هي أكبر معركة برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.
واستعادت قوات عراقية مدعومة بقوة جوية أمريكية الشطر الشرقي من المدينة في يناير كانون الثاني وعبرت نهر دجلة لتقاتل للسيطرة على الشطر الغربي في الأسابيع الماضية وهي معركة حاسمة ستنهي سيطرة المتشددين على أكبر معقل لهم في العراق.
وقال صبحي في مخيم في جنوبي الموصل إن المتشددين تمكنوا من العودة والهجوم على مناطق لا تزال غير مؤمنة بعد تقدم القوات العراقية. وتقع المنطقة المحيطة بمنزلة تقريبا على خط المواجهة الحالي الذي قال إنه قد يتحرك في أي من الاتجاهين.
وقال غسان، أحد جيران صبحي، إن ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام كان قد حوصر تحت أنقاض منزلهم الذي لحقت به أضرار بالغة في غارة جوية على منطقتهم. ووقف الصبي الذي لم يصب صامتا ومصدوما ونظر إلى الأرض.
وأضاف المحامي البالغ من العمر 50 عاما عن مقاتلي الدولة الإسلامية "كنا نخشى أن يعودوا. يعتبرون المناطق المحررة كافرة ويتهمونك بالتعاون مع الجيش."
وتابع قائلا "مساء أمس كان هناك هجوم لداعش قرب محطة القطارات. لم نكن نريد الانتظار أكثر من ذلك".
وتقاتل الدولة الإسلامية بشراسة منذ التراجع إلى المدينة القديمة المكتظة بالسكان.
وتسببت الهجمات المضادة التي تشنها الدولة الإسلامية تحت غطاء المطر في تعطيل تقدم أغلب وحدات قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية لأيام. وتتمركز تلك القوات حول حدود المدينة القديمة وأرسلت فرقا للمداهمة للتقدم في مواقع بارزة مثل جامع النوري الذي أعلن منه البغدادي الخلافة.
كما أبلغت قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقوم بعمليات حول محطة القطارات عن معارك صعبة في الأيام الماضية.
لا طعام ولا ماء
مع تنامي صعوبة المعركة بدأت القوات العراقية في حصار المتشددين. لكن إحكام تطويق المنطقة يزيد معاناة المدنيين مع عدم إمكانية إدخال الغداء وتناقص الإمدادات الطبية.
وقال غسان "أصبح هناك حصار. لا غذاء ولا دواء ولا حتى في المستشفيات" مضيفا أنه احتاج إلى علاج عاجل من إصابة بشظايا من غارة جوية.
وقال سكان لا يزالون داخل المدينة القديمة تم التواصل معهم عبر الهاتف إن إمدادات الغذاء لم تصلهم منذ أشهر وإن الناس يعيشون على أكل العدس وسلع أساسية أخرى كانت مخزنة لديهم.
وقال أحد السكان الذي طلب عدم ذكر اسمه "مرت أربعة أشهر دون أن نأكل فاكهة أو خضراوات. الأطفال يطلبون ولو قطعة من الشوكولاتة لكن ليس هناك سوى العدس وحتى هذا بدأ في النفاد".
وذكرت فتاة في مخيم للنازحين جنوبي الموصل أسعار بعض السلع. دولار مقابل بيضة واحدة وثلاثة دولارات مقابل سيجارة.
وبدأت المياه تنفد أيضا. وقال غسان وصبحي إن عائلاتهما كانت تشرب من الآبار.
لكن أساليب الحصار تنهك تنظيم الدولة الإسلامية فيما يبدو.
وقال غسان "المستشفيات مليئة بالمقاتلين المصابين." وأضاف "يوجد مدنيون مصابون أيضا لكن المقاتلين لهم الأولوية. يعالجون بشكل عاجل على يد أطباء (الدولة الإسلامية) ومن بينهم روس وفرنسيون وألمان".
وقال ساكن آخر عبر الهاتف إن المتشددين نشروا قناصة وسيارات ملغومة حول المستشفيات وإنه لم يعد يتم علاج المدنيين.
والمدينة القديمة ليست الحي الوحيد الذي ستحتاج القوات العراقية للسيطرة عليه مع تحصن الدولة الإسلامية في عدد من المناطق في شمال غرب الموصل وهي مناطق تعتبر معاقل تقليدية للمتشددين السنة.
هل يهرب المتشددون؟
قال شهود عيان إن الجهاديين بدؤوا في التقهقر إلى هذه المناطق.
وقال أحد السكان "نراهم في كل مناطق حي 17 تموز. سيطروا على المدارس والمساجد والمراكز الصحية والشركات والكثير من المنازل ليقيموا فيها هم وأسرهم".
وقال ساكن آخر من حي اليرموك إن مسلحي التنظيم يجوبون المنطقة بعد فرارهم على ما يبدو من القتال في وسط المدينة ويسألون عن الوجهات إلى 17 تموز.
وبالمقارنة مع الأحياء الواقعة على أطراف الموصل فإن السيطرة على المدينة القديمة قد تكون الأصعب نظرا لشوارعها الضيقة التي تحول دون دخول الدبابات والمركبات المدرعة إليها ونيران القناصة وقذائف المورتر التي تتساقط على القوات العراقية خارجها.
وقال غسان وهو يذكر أحياء قريبة من مسجد النوري "ينسحبون إلى مناطق شوارعها ضيقة.. باب البيضاء وباب الجديد والمكاوي وفاروق القديم وفاروق الجديد".
وأعرب عن خشيته من إلحاق الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضررا كبيرا بالمدينة القديمة في ظل اختباء المتشددين في المنازل واستخدامها كمواقع لإطلاق نيران القناصة وقذائف المورتر.
وأضاف قائلا "عندما تضرب الطائرات يموت داعشي واحد مقابل كل 20 مدنيا. المنازل قديمة لذلك إذا وقعت غارة جوية فإنها تدمر أكثر من واحد".
وداخل المدينة القديمة كان الناس ينتظرون انتهاء الهجوم.
وقالت امرأة عبر الهاتف طلبت عدم نشر اسمها "تساقطت الأمطار مؤخرا وهو أمر طيب في جانب منه لأنه يمكننا جمع مياه المطر لاستخدامها في الطهي".
وتابعت "لكننا، من جانب آخر، لا نحبها لأنها توقف العمليات العسكرية.. ونحن نريد أن ننتهي من هذه الحرب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.