كتب - سميرة حسن يعاني "مسجد المعيني"، أحد المعالم الأثرية بمحافظة دمياط، من تصدع وشروخ في جدرانه، وسقوط القشرة الخارجية، بالرغم من ترميم المسجد في عام 2009، إلا أنه بات يشكل تهديدًا صريحًا للمصلين. ويُعد المسجد تحفة معمارية، شيده التاجر الدمياطي محمد بن معين، عام 710 ه، 1310 م، حيث تم بناؤه في عصر الملك الناصر قلاوون، ويقع على النيل مباشرةً، وشُيد المسجد فوق القناطر ليكون مرتفعًا عن مياه النيل، وكان يقع بالحي التجاري جنوبدمياط بسوق الأرز. ويمتاز المسجد بضخامة بنائه، وارتفاع الجدار والمئذنة، ويوجد بداخله ضريح أحيط بمقصورة من الخشب، مصنوعة على طراز المشربيات العربية. وقام التاجر محمد بن معين الفارسكوري بتشييد الضريح تخليدًا لجده معين الدين الفارسكورى. ويمتاز هذا المسجد بزخارفه التي شُكلت على الطراز المملوكي، وتخطيطه الهندسي الرائع، حيث استخدم كمدرسة في السابق. كما يأخذ المسجد شكل الصحن المفتوح وتتحلى أرضيته بالفسيفساء، ويضم أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، ولكل منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت هذه الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية المختلفة. وكانت النائبة إيفيلين متى، عضو مجلس النواب عن محافظة دمياط، قد تفقدت المسجد بناءً على شكاوى المصلين والزائرين، وتبين وجود شروخ بالجدران بالداخل والخارج، وسقوط القشرة الكاسية للأحجار، إلى جانب عدم إحاطة المسجد بسور حديدي يحفظه من إلقاء القمامة، علاوةً على عدم الصيانة الدورية للمسجد. ووجهت "التحرير" سؤالًا لبكر عبد الهادي، وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، حول الحالة المتردية للمسجد الأثري، فكان رده أن "أي أعمال تطوير للمسجد لا تخصنا، بل تتبع هيئة الآثار، ولا نستطيع التدخل في عملها".