رغم ترميمه وتجديده منذ سبع سنوات فقط، يعاني مسجد المعيني بدمياط، الذي شيد في عصر الناصر قلاوون ويعد تحفة معمارية أثرية، من تصدعات وشروخ في جدرانه وسقوط القشرة المكسية للحجر المستخدم في تشييده، علاوة على عدم الصيانة الدورية، حتى بات تهديدًا صريحًا للمصليين، بخلاف تجريف أرضية المسجد من الزنك والنحاس ونهبه، في ظل إهمال وتقاعس وزارة الأوقاف. وظل المسجد يتعرض للغرق كل أسبوع، حتى بات الباب الشرقي للمسجد معطلًا، ولم يتحرك المسؤولون، مما دفع هيئة الآثار إلى الاحتفاظ بعدد من المقتنيات الأثرية لمسجد المعيني، ممثلة فى كتب نادرة ومخطوطات ورخام الصحن والمنبر الأصلي والمزاولة الشمسية والمقتنيات المعدنية والنحاسية، التي يقدر عمرها بمئات السنين، ونقلت على عدة عربات نقل شاحنات. وتفقدت النائبة القبطية إيفيلين متى، عضو مجلس النواب عن محافظة دمياط، المسجد بناء على شكوى المترددين للصلاة أو من الزائرين، وتبين وجود شروخ بالجدران بالداخل والخارج وسقوط القشرة المكسية للحجر المستخدم في تشييد المسجد، وعدم إحاطة سور المسجد بسور حديدى يحفظه من إلقاء القمامة واستخدام خلفيته في أشياء منافية للآداب، علاوة على عدم الصيانة الدورية للمسجد. وقال الدكتور رضا رمضان، مدير عام الآثار الإسلامية بالمحافظة ل«البديل»: لم ترد إلينا شكاوى بعد بشأن المسجد، حيث لم تمر سوى بضعة سنوات على تطويره، وتكلف ملايين الجنيهات خلال عملية التطوير، أما عن الإشغالات فهي مسؤولية الوحدة المحلية فحسب. وبدوره قال بكر عبد الهادي، وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، في تصريح خاص: أي أعمال تطوير للمسجد لاتخصنا بل تتبع الآثار فحسب. ويعد مسجد المعيني، أحد التحف المعمارية الأثرية التي تشتهر بها المحافظة، وشيده التاجر الدمياطي محمد بن معين عام 710 هجريًّا 1310 ميلاديًّا، تخليدًا لجده معين الدين الفارسكوري، حيث تم بناؤه في عصر الناصر قلاوون، ويقع على النيل مباشرة، وتم إنشاؤه قديمًا فوق القناطر ليكون مرتفعًا عن مياه النيل، حيث كان يقع بالحي التجاري بجنوب محافظة دمياط بسوق الأرز، ويمتاز المسجد بضخامة بنائه وارتفاع الجدار والمئذنة، حيث يوجد بداخل الجامع ضريح أحيط بمقصورة من الخشب مصنوعة على طراز المشربيات العربية. ويمتاز المسجد بزخارفه التي شكلت على الطراز المملوكي وتخطيطه الهندسي الرائع، فقد استخدم كمدرسة، كما يأخذ المسجد شكل الصحن المفتوح، حيث تحلت أرضيته بالفسيفساء، ويضم المسجد أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، ولكل إيوان منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية.