يبدو أن سحرالحضارة المصرية الفرعونية ما زال مُلهِما لكثيرين وما زالت المتاحف حول العالم تتسابق لعرض كنوز الآثار المصرية القديمة، فى غضون جولة فى أرجاء المتحف المصرى فى العاصمة النمساوية فيينا وبين ما يقارب 15 ألف قطعة أثرية بين برديات ومومياوات قبور وحلى، تماثيل وأوانٍ مختلفة يعود تاريخها إلى 2165-2687 ق.م التقت «التحرير» الدكتورة ريجينا هولزل مديرة القسم المصرى فى المتحف التاريخى فى فيينا لتتحدث سريعًا عن تلك الآثار المصرية النادرة وكيف وصلت إلى النمسا. يعود تاريخ المتحف إلى سنة 1560 عندما اشترى مبعوث القيصر النمساوى من إسطنبول تمثال نيف حور للقيصر الذى كان مولِعا بكل ما هو نادر وثمين، وبعد حملة نابليون وصلت العديد من الآثار الفرعونية «مجهولة الحضارة وقتها» إلى الإمبراطورية بالإضافة إلى الهدايا التى حصل عليها ولى العهد عند زيارته مصر ليصل عدد القطع يومها إلى 2000 قطعة. وعن القطع المصرية الموجودة بالمتحف قالت مدير المتحف إن تاريخها يعود للقرن 19 حينما بدأت النمسا إلى جانب دول أخرى بعمليات تنقيب فى الجيزة وبلاد النوبة بتمويل من الأكاديمية النمساوية للعلوم وتم تسديد النفقات من الآثار التى حصلت عليها البعثة والبعض منها اشتراه أو تلقاه كهدايا من الحكومات المصرية المتعاقبة، وأضافت هولزل منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ونحن نحافظ على تلك الآثار كإرث مشترك ورمز لتلاقى الحضارات فمعظم هذه القطع محفوظ بخزائن زجاجية، والمتحف مراقب بكاميرات ومزود بأجهزة تحفظ درجة الحرارة بشكل يحمى هذه الكنوز من تقلبات الطقس، فعمر هذه القطع يناهز 4000 سنة وعلينا أيضا أن نحميها كى نورثها للأجيال القادمة. وبخصوص الدور المصرى فى حماية الآثار المصرية الموجودة بالنمسا أكدت هولزل سعادتها بتعاون المصريين من جمعيات ودبلوماسيين وزوار وأكدت حرصهم على الوجود المصرى فى أوروبا «فالشعب المصرى يستحق منا كل احترام منذ عصر الفراعنة وحتى الآن» وأوضحت نحن نشارك السفارة المصرية دورها وكل من يقوم بالعمل الفعلى نيابة عنهم، ونحمل على عاتقنا تعريف الزوار على تلك الحضارة المصرية الرائعة، وأكدت «نلغى المسافات أمام من لا يستطيعون السفر كالأطفال والمسنين أو بسبب الأوضاع السياسية الراهنة كى تبقى مصر دائما فى الذاكرة». أما بالنسبة لعدد زوار المتحف فقالت إنه يكتظ دائما بعشاق الحضارة ولقد سجل المتحف أعلى نسبة زوار فى الفترة الممتدة بين نهاية يناير وبداية مايو من العام الماضى وقد دخله ما يقارب 2000 زائر وأعلنت استعدادها كهيئة إدارية للمتحف بالمساعدة بالتقنية والفنية ببناء متحف القاهرة الجديد إذا ما طلب منهم هذا، أما عن المساعدة المادية فقالت إنه موضوع يتعلق بالدولة النمساوية. فى نهاية الحديث أعربت ريجينا هولزل عن سعادتها باهتمام الإعلام المصرى، وبنشاط المتحف ودعت كل المصريين والعرب المقيمين فى فيينا إلى زيارته، والمشاركة بالنشاط الشهرى الذى تقوم به إدارة المتحف بصدد التعريف عن الحضارة المصرية وارتباطها بالحضارات الأخرى قالت: هناك أيضا مؤتمر سنوى ترعاه الجمعية المصرية النمساوية وأصدقاء مصر؛ ويناقش التعاون المصرى النمساوى السياحى الاقتصادى والتبادل التجارى من القرن 19 وحتى الآن بين مصر والدول الأوروبية وهذا يثبت عمق العلاقة بين الحضارتين وترابطهما وإلغاء أى حواجز تفرضها السياسة أو المسافات.