موسكو تستدعى سفيرها من كييف للتشاور.. والقائم بأعمال رئيس أوكرانيا مستعد للحوار مع القيادة الروسية حزب يانوكوفيتش يتخلى عنه ويحمله مسؤولية إفساد البلاد وسقوط ضحايا فى إجراء عاجل وسريع استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الروسى لدى كييف ميخائيل زورابوف، للتشاور، نظرًا إلى احتدام الوضع فى أوكرانيا وضرورة إجراء تحليل شامل للأوضاع. ودعا القائم بأعمال الرئيس الأوكرانى الشعب إلى إنهاء المواجهات، وقال إنه على استعداد للحوار مع القيادة الروسية. وأوضح أن إنعاش الاقتصاد والعودة إلى نهج التكامل الأوروبى من مهامه الرئيسية. ومن جانبها حمّلت كتلة حزب الأقاليم فى البرلمان الأوكرانى كامل المسؤولية عن سقوط الضحايا فى اشتباكات كييف لفيكتور يانوكوفيتش والمقربين منه. وأدانت كتلة الحزب الأوامر التى أدت إلى سقوط الضحايا وإهدار الأموال العامة وزيادة الديون، فى إشارة واضحة إلى أن سياسة يانوكوفيتش دفعت البلاد إلى حافة الهاوية وخطر التفكك وفقدان السيادة الوطنية. أما زعيم حزب «الضربة» المعارض فيتالى كليتشكو، فقد انتقد يانوكوفيتش، مشددًا على أنه تولى السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية ووفقًا لدستور 2004، ثم انقلب على الدستور وقام بتغييره ليركز كل السلطات فى يد رئيس الدولة، مما سمح بإفساد الحياة السياسية والتشريعية فى البلاد. من جهة أخرى أعلن القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكرانى أرسين أفاكوف، أنه لا يعرف مكان وجود يانوكوفيتش، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن الرئيس المعزول حاول يوم السبت بالفعل مغادرة أراضى أوكرانيا، إلا أن حرس الحدود لم يسمح له بالمغادرة من مطار دونيتسك، مضيفًا أن الرئيس المعزول توجه بسيارته إلى جهة مجهولة. وفى ما أعلنت زعيمة حزب الوطن المعارض رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو أنها لا تنوى الترشح لمنصب رئيس الحكومة، تظاهر الآلاف من أنصار السلطة الجديدة ومعارضوها فى عدد كبير من أقاليم أوكرانيا، مما يظهر شقاقًا كبيرًا فى المجتمع الأوكرانى، خصوصًا بعد اتخاذ قرارات برلمانية بإهمال اللغة الروسية التى تتحدث بها أقاليم شرق أوكرانيا، الأمر الذى يصب الزيت على النار مجددًا فى دولة متعددة القوميات والديانات. أما ردود أفعال واشنطن، فتلخصت فى تصريحات سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأمريكى لشؤون الأمن القومى، بأن الولاياتالمتحدة ترى أن الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش فقد شرعيته، ولم يعد يحكم البلاد. وقالت رايس: إن «يانوكوفيتش فقد جانبًا كبيرًا من شرعيته بعد أن تحول ضد شعبه بلجوئه إلى العنف مع المتظاهرين السلميين، خارقًا بذلك إرادة الشعب الأوكرانى رغم أنه انتخب بشكل ديمقراطى». وفى الوقت الذى أعلن فيه المكتب الصحفى فى الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أكدا فى حديث هاتفى ضرورة تشكيل حكومة فاعلة فى أوكرانيا بأسرع ما يمكن، تظهر دعوات بين الحين والآخر لحظر نشاطات حزب «المناطق» والحزب الشيوعى، وأخرى لمحاكمة مسؤولين أصبحوا بين لحظة وأخرى سابقين. وبينما لا أحد يتحدث عن الاقتصاد أو الأوضاع المعيشية والاجتماعية، تتواصل الاحتكاكات بين غرب أوكرانيا وشرقها وتنذر بعواقب وخيمة. على صعيد جديد تمامًا، تراجع الاتحاد الأوروبى عن مساوماته السابقة للحكومة الأوكرانية التى أصبحت غير موجودة، وأصبح مستعدًا لتقديم مساعدات مالية ضخمة للمعارضة التى أصبحت فى السلطة بعد عزل يانوكوفيتش. فقد أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى إلمار بروك، أن الاتحاد مستعد لتقديم 20 مليار يورو لكييف بعد تشكيل حكومة أوكرانية جديدة لضمان إجراء الإصلاحات فى البلاد. وذلك لإبعاد شبح الأزمة المالية عن البلاد. وأكد بروك أن الاتحاد الأوروبى سيدعم الحكومة الجديدة فى كييف، مشيرًا إلى أن من شأن المساعدات المالية المزمع تقديمها توفير مناخ أفضل لمستقبل أوكرانيا الاقتصادى، وإعداد البلاد لتوقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى.