رئيس البرلمان يتولى أعمال رئيس الدولة.. وردود أفعال دولية متباينة وغير واضحة صوَّت البرلمان الأوكرانى لصالح نقل صلاحيات رئيس الدولة إلى رئيس البرلمان فلاديمير تورتشتينوف، النائب السابق عن حزب الوطن المعارض. ودعا تورشينوف النواب إلى التوصل قبل 25 فبراير الجارى، إلى اتفاق حول تشكيل أغلبية برلمانية وحكومة وحدة وطنية. كما قرر البرلمان إقالة القائمين بأعمال وزراء الخارجية ليونيد كوجارا، والتعليم والعلوم دميترى تاباتشنيك، والصحة رائيسا بوجاتيريوفا، كما صادق معظم نواب البرلمان على مشروع قانون يسمح للبرلمان بتعيين القضاة. من جهة أخرى صوَّت 326 من أصل 450 نائبًا فى البرلمان لصالح إلغاء القوانين الصادرة فى 16 يناير الماضى بشأن التظاهر، التى أدى إقرارها فى ذلك الحين إلى تصعيد النزاع بين الحكومة والمعارضة. ومن المنتظر أن ينظر البرلمان فى ترشيح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو إلى منصب رئيس الحكومة. وقالت مصادر فى حزب الوطن إن البرلمان ينظر أيضًا فى ترشيح رئيس حزب الوطن أرسينى ياتسينيوك، والنائب المستقل بيوتر بوروشينكو لنفس المنصب. هذا وتتوالى الاقتراحات من نواب البرلمان بحظر نشاطات حزب الأقاليم الذى يتزعمه الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، والحزب الشيوعى فى أوكرانيا. وبالفعل تم تقديم مشروعات قرارات بهذا الصدد إلى البرلمان. وكانت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة المعارضة يوليا تيموشينكو، قد دعت أنصارها المجتمعين فى ميدان الاستقلال وسط كييف إلى عدم الانسحاب من الميدان حتى تلبية كل مطالبهم. وقالت تيموشينكو: «لا تصدقوا الساسة الذين يدعونكم إلى الانسحاب. فيجب أن لا تنسحبوا حتى يتم تنفيذ كل مطالبكم وحتى تحققوا مهامكم». وتعهدت تيموشينكو بضمان تنفيذ مطالب المتظاهرين، وأعلنت أنها تريد أن يمثل الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش أمام «محكمة شعبية». وجاءت ردود الأفعال الدولية على نحو غير واضح ولا مفهوم، فكاثرين آشتون، المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبى، دعت جميع الأطراف الأوكرانية إلى التحلى بالمسؤولية من أجل حماية وحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضى أوكرانيا. وقالت آشتون إن كل الأوروبيين يدعمون العملية السياسية متعددة الأطراف. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبى يدعو جميع أطراف النزاع فى هذا البلد إلى بدء الحوار البناء. كما أعربت عن ترحيبها بالإفراج عن رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة المعارضة يوليا تيموشينكو. أما البيت الأبيض فقد رحب بإطلاق سراح تيموشينكو، وأفاد أن الولاياتالمتحدة تأمل فى «أن تشكل الأحداث الأخيرة بداية لتحديد المستقبل الذى يستحقه الأوكرانيون»، وأعرب عن ترحيبه بعمل البرلمان الأوكرانى ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ويبقى الوضع الميدانى كما هو عليه، حيث يتجمع المحتجون فى ميدانى الاستقلال وأوروبا، ويستمر إغلاق مداخل ومخارج الميادين بالحواجز، بينما لا أحد يعرف متى سيعود يانوكوفيتش إلى كييف. ويتوقع البعض أن حدة التوتر لن تزول، بل قد تتصاعد الأزمة إلى مستوى أعلى، خصوصًا أن روسيا لم تبد بعد ردود الأفعال المتوقعة والتى ينتظرها المنافسون الأوروبيون والأمريكيون، واكتفت بدعوة فرنسا وألمانيا وبولندا إلى ممارسة الضغوط على المعارضة باعتبارها الدول التى شاركت فى توقيع اتفاقية التسوية بين يانوكوفيتش وزعماء المعارضة، كما وعد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى نظيره الروسى سيرجى لافروف، فى مكالمة هاتفية، بأنه سيفعل ما فى وسعه لتطبيع الأوضاع فى أوكرانيا ووضعها على أولى عتبات الديمقراطية والحرية. كما يبقى أيضًا مصير الرئيس المعزول يانوكوفيتش غامضًا نسبيًّا، خصوصًا أنه تحدث من خاركوف قبيل ساعات من عزله. ولا أحد يعرف أين هو حتى الآن. وألمحت مصادر أمنية إلى أنه تلقى خيانة من بعض المحيطين به وقيادات أجهزة أمنية بعينها، حيث تخلوا عنه تمامًا وتركوا حتى المبانى الرئاسية واستراحة الرئيس الخاصة من دون حراسة، مما سمح للمحتجين ووسائل الإعلام بالدخول إليها بداية من النصف الأول من يوم السبت الذى تم عزله فيه.