«هل تسعى روسيا إلى زيادة هيمنتها فى الشرق الأوسط».. كان هذا عنوان تقرير نشرته صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، علقت فيه على زيارة المشير عبد الفتاح السيسى إلى روسيا منذ أيام ولقائه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. الصحيفة استهلت التقرير بأن روسيا وقعت صفقة أسلحة بقيمة 3 مليارات دولار مع مصر، التى كانت تبحث عن دعم لها بعد ما قطعت الولاياتالمتحدة دعمها المالى للقاهرة بعد الإطاحة بمحمد مرسى. وتابعت «كريستيان ساينس مونيتور» أن روسيا ربما تكون على شفا الانتهاء من صفقة أسلحة هائلة مع مصر، التى كانت ذات يوم عميلة لدى الاتحاد السوفيتى وربما تنجرف مرة أخرى إلى مدار موسكو بالتزامن مع تغير الولاءات بسرعة مذهلة فى منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربى. الصحيفة الأمريكية لفتت إلى أن زيارة رئيس مصر المستقبلى المفترض إلى موسكو كانت لتوسيع الشرعية الدولية لنظامه، وربما ليبعث السيسى إشارة تحذيرية إلى الولاياتالمتحدة التى قللت معونتها إلى مصر. كما أشارت الصحيفة إلى أن العلاقة الودية الجديدة الواضحة تأتى بعد ما يزيد على 40 عاما من طرد الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات لمستشارى الاتحاد السوفيتى من مصر، واصفة ذلك بأنه كان الحدث الأكثر إهانة فى السياسة الخارجية. واستطردت «كريستيان ساينس مونيتور» أن آراء الخبراء تختلف حول ما إذا كان هذا اللقاء علامة على أن روسيا تسعى إلى الاستفادة من انحسار سلطة الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط بعودتها إلى مكانات كانت تشغلها فى السابق. كما أضافت أن بوتين ربما يكون «متعطشا» لمزيد من الانتصارات الدبلوماسية التى ربما تعزز التأثير الروسى فى المنطقة. ونقلت عن فلاديمير سوتنيكوف، خبير الشرق الأوسط فى المعهد الرسمى للدراسات الشرقية فى موسكو: «قادة مصر العسكريين يريدون أكثر من الدعم المعنوى الروسى، إنهم يريدون تنويع إمدادات الأسلحة وبضائع أخرى». وتابع سوتنيكوف: «إنهم محبطون من المواقف الأمريكية منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، ويريدون تعويض العلاقات الباردة مع واشنطن. وكذا هو الحال بالنسبة لبوتين، فهو شخص واقعى، ويمكنه أن يرى أن السيسى هو الرئيس المقبل حتميا، ولذلك فهو الرجل الذى يجب التواصل معه. روسيا بالفعل تريد العودة إلى الشرق الأوسط». أما صحيفة «هفينتون بوست» الأمريكية فقالت إن روسيا تدعم الجيش المصرى فى محاولة للتفوق على النفوذ الأمريكى. ووصفت لقاء بوتين مع السيسى بأنه علامة على معركة شد حبل دبلوماسية أخرى بين روسياوالولاياتالمتحدة فى المنطقة. وأضافت الصحيفة أنه فى ظل معركة واشنطنوموسكو حول السلطة فى الشرق الأوسط، ربما تزيد المحادثات المصرية مع روسيا من تأجيج التوتر فى السياسة الخارجية الأمريكية.