أثارت صورة قائد تنظيم "داعش"، جمال الحارث الذي ظهر فيها مبتسمًا، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جلس على ما يبدو داخل عربة، وخلفه أسلاك ومحولات، قبيل تنفيذه للتفجير في شمالي الموصل، والذي نفذه بجنود عراقيين. من هو أبو زكريا البريطاني؟ "جمال الحارث" أو كما يُلقب بأبو زكريا البريطاني، كان رياضيًا بارعًا في شبابه، إذ كان يمارس كرة القدم وكرة السلة وتنس الطاولة، كما كان بطلًا للكاراتيه أثناء مراهقته، و كان عازفا للكمان. أعتنق أبو زكريا الإسلام أثناء دراسته الثانوية، عندما تعرف على أصدقاء مسلمين، وغير اسمه بعدها من رونالد فيدلير إلى جمال الحارث. اعتقل من قبل حركة طالبان؛ لظنّها أنه جاسوس بريطاني، ثم اعتقلته القوات الأمريكية من أحد سجون طالبان، ونقلته حينها إلى جوانتنامو، إلا إنه لم يمض في جوانتنامو سوى عامين و تم إطلاق سراحه في 2004، بعد مفاوضات مكثفة قادها رئيس الوزراء البريطاني وقتها توني بلير، بعد ثبوت براءته. عقب ذلك، حصل أبو زكريا على تعويض مادي كبير من الحكومة البريطانية، قُدِّر بمليون جنيه أسترليني، بعد تأكيده بأن العملاء البريطانيين كانوا على علم بالمعاملة السيئة التي تلقاها في جوانتانامو. وفي العام 2014 انضم لتنظيم داعش، عندما دخل سوريا عن طريق تركيا، قبل أن يعلن التنظيم قبل عدة أيام أن أبو زكريا فجّر نفسه بقاعدة للجيش العراقي، في شمالي الموصل. يذكر أن جمال الحارث متزوج من البريطانية شوكي بيجوم التي كانت انضمت في وقت سابق أيضًا لتنظيم داعش، لكنها هربت في أغسطس 2015 من سوريا إلى تركيا، معلنة أنها تتبرأ من هذا التنظيم لأنهم لا يعرفون شيئًا عن الإسلام. ويُعتقد أن بيجوم (34 عاما) الحاصلة على شهادة الحقوق من جامعة مانشستر التي تنفي انضمامها للتنظيم، لا تزال تنتظر مصيرها حتى الآن هي وأطفالها الخمسة في تركيا، حيث كانت وزارة الداخلية التركية قالت آنذاك: إن "بيجوم إذا ذهبت لبريطانيا ستحاكم بتهمة الإرهاب". وحسب مقابلات صحفية، فقد حاولت بيجوم إقناع زوجها جمال الحارث بالعودة إلى بريطانيا لكنها فشلت في ذلك.