انتهت مفاوضات أستانا حول إيجاد سبل لتسوية الأزمة السورية بدون التوقيع على بيان ختامي، ووسط خلافات بين جميع الأطراف. وكانت المباحثات قد تأخرت لعدة ساعات بسبب خلافات بين المعارضة المسلحة وتركيا من جهة، وبين روسيا وإيران من جهة أخرى، مع عدم ارتياح لممثلي نظام الأسد الذين أدلوا بتصريحات تشير إلى عدم موافقتهم على مواقف روسيا بشأن وقف الغارات وضرورة الضغط على نظام دمشق. كما اختتم هذا اللقاء أيضا بتعهدات روسية بوقف الغارات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وقال ممثلو المعارضة إن وفدهم عقد اجتماعا أوليا مع مندوبي روسيا لمدة 3 ساعات قبل عقد المفاوضات، حيث تركز النقاش على وقف إطلاق النار، فتعهد الجانب الروسي بوقف الغارات الروسية وبالضغط على النظام لوقف القصف. من جانبها، أكدت الخارجية الروسية أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة روسية تركية إيرانية لمراقبة وقف إطلاق النار. في ما أكدت هيئة الأركان الروسية أنه تم التوافق في أستانا على عدد من التدابير لخفض التصعيد في سوريا، من بينها إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار. وقالت إن الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار في سوريا سيسمح بتوجيه طائرات روسية إضافية وقوات سورية إلى المناطق التي ينشط فيها الإرهابيون. وذكر بيان وزارة الدفلاع الروسية أن نشاط القوات الجوية الفضائية الروسية يتوجه في الوقت الحالي إلى تدمير مواقع "داعش" في المناطق الشرقية من سوريا، أو في الجزء الشمالي من محافظة حلب. غير أن بعض فصائل المعارضة يرى أن وقف إطلاق النار سيتيح نشر قوات إضافية لسلاح الجو الروسي وقوات النظام بشرق سوريا. وقال رئيس الوفد الإيراني إلى أستانا إن المفاوضات تواجه صعوبات، ملقيا باللوم على المعارضة السورية وأنصارها. وقال إنه من المهم أن نستمر بالمسار الصحيح للمحادثات بعد تأخرها عن موعدها الأصلي بيوم واحد بسبب تأخر وصول مفاوضي المعارضة السورية. وفي سياق متصل قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري إن "منتهكي وقف إطلاق النار سيعتبرون هدفا مشروعا للجيش". واتهم الجعفري تركيا والمعارضة بعدم الجدية وبتعطيل المفاوضات. وطالب بضرورة توقف تركيا عن عملياتها العسكرية وسحب قواتها من سوريا. وأشار الجعفري إلى أن "عدم صدور بيان ختامي عن هذا اللقاء يعود أساسا إلى وصول الوفد التركي والمجموعات المسلحة في وقت متأخر إلى أستانا". وانتقد وصول الوفد التركي "بمستوى تمثيلي منخفض لا يرقى إلى ما تدعيه تركيا بأنها دولة ضامنة من بين الدول الثلاث. وشدد على أن "مسؤولية ضبط الحدود تقع على عاتق على تركيا التي لا تفعل ذلك، بل تسهل دخول عشرات آلاف الإرهابيين إلى سوريا، ولا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة لإغلاق الحدود التركية أمام تدفق الإرهابيين". كما شدد أيضا على أن "تركيا لا يمكنها أن تلعب دور مشعل الحرائق ورجل الإطفاء في وقت واحد". والمعروف أن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تتم برضاء روسيا وتنسيق معها في مجال تنظيم التحليقات الجوية تفاديا لوقوع حوادث بين طيران الجانبين. وأعلن بعض قادة فصائل المعارضة السورية بأن لقاء أستانا لن يخرج بشيء، بل قد يسفر عن نتائج سلبية، في حال إذا لم يقدم الجانب الروسي تنازلات حقيقية، في ما اعتبره المراقبون تهديدا بإمكانية انهيار اتفاق أنقرة الموقع أواخر ديسمبر الماضي حول وقف إطلاق النار.