ألا وقد حسم الأمر وكل الشواهد والدلائل تؤكد أن المشير السيسى سوف يتقدم لمنصب الرئاسة المصرية فى الانتخابات القادمة، يجب علينا الآن أن نناقش وبصوت عالٍ كل ما يدور حول السيسى المرشح للرئاسة بصدق وبصراحة ودون أى حساسيات بعد الآن، المشير السيسى خلع بدلته العسكرية، وسوف يرتدى البدلة المدنية، إذن لا توجد حسابات فرضتها الأيام السابقة، لا بد من المصارحة والمكاشفة حتى تصل إلى ماهية هذا المرشح ودوره الذى سوف يلعبه فى السنوات القادمة، وهو جالس على أهم كرسى رئاسة فى الشرق الأوسط، وهو كرسى رئيس جمهورية مصر العربية. بداية نحن فى انتظار برنامج واضح وكاشف لحلول زمنية لمشكلات مصر التى لا تحتاج كثيرا لمعرفتها.. أمام السيد عبد الفتاح السيسى المشكلات المصرية كاشفة، ولا تحتاج إلى مجهود كثير لمعرفتها، نريد أن نعلم من المرشح القادم السيد السيسى ماهية خطته الفنية والزمنية لحل كبرى المشكلات المصرية، وهى مشكلة الأمن، وكيف يشعر المواطن المصرى البسيط فى الشارع أنه آمن على مستقبله وحياته وحياة أبنائه، مصر كلها الآن تتحدث عن المشكلات الأمنية، وما تراه كل يوم فى شوارع القاهرة من مظاهرات مسلحة واغتيالات لشخصيات أمنية يحتاج إلى أن يطمئنا المرشح القادم على الأمن المصرى لا يطمئنا بكلام معسول، لكن ببرنامج فنى متكامل، تكون وزارة الداخلية مصدرًا هامًا للأمن الداخلى المصرى دون أن تكون أداة قمع مرة أخرى، كما كانت فى عهد ما قبل ثورة يناير. نريد أن يقدم لنا السيد السيسى برنامجًا اقتصاديًّا واضحًا جليًّا يوضح فيه كيف سيصل بنا إلى آفاق اقتصادية مستقبلية كبيرة ببرنامج مخطط وزمنى يقول لنا فيه هل المواطن العادى فى مصر سيكون فى قمة أولوياته أم لا ولن نسمح كمجتمع أن يقدم إلينا برنامجًا اقتصاديًّا فضفاضًا إنشائيًّا لا نصل من خلاله إلى شىء، مصر مملوءة بالكفاءات الاقتصادية، مطلوب استثمار هذه الكفاءات لوضع خطة اقتصادية زمنية محترمة، مطلوب من السيد السيسى المرشح القادم على كرسى رئاسة الجمهورية أن يقدم لنا نظرةً مستقبليةً لدور مصر فى المنطقة العربية والإفريقية والعالمية.. نحن نعلم جيدًا أن كثيرًا من الغبار قد ألم بصورة الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة، ووجب علينا جميعًا وفى مقدمتنا السيسى أن يزيل هذا الغبار عنا لترجع مرة أخرى إلى صورتنا التقليدية الرائدة فى العالم العربى والإفريقى والعالمى.. يجب أن يقدم لنا السيسى برنامجه الواضح والصريح فى كيفية التعامل مع مشكلة مياه النيل وكيفية حلها لأهميتها وخطورتها الاستراتيجية على الأمن القومى المصرى. يجب أن نعلم ويعلم الجميع هل السيسى ستكون سياسته الداخلية والخارجية نابعة من أهداف ثورتى يناير ويونيو أم لا، يجب أن نعلم أين سيقف نظام حكمه هل سيقف مع الفقراء والغلابة الذين أيدوه ونصروه ويحلمون بإنجازاته أو مع الأغنياء الذين يركبون كل النظام ويسوقونه فى النهاية إلى طريق الوحل! إن من أهم ما يميز طريق السيسى السياسى هو أن هناك ملايين تؤيده وتؤازره، لكن لا بد من البحث عن طرق تؤدى فى النهاية أن لا يكفر هؤلاء الملايين بالسيسى وأيامه، كما كفرت بكثير من الرؤساء، الناس فى مصر على استعداد أن تتحمل الصعاب فى المستقبل بشرط المكاشفة والمصارحة معهم، فليعلم السيسى أو غيره أن مكاشفة الشعب المصرى بالأحوال المتردية أحسن ألف مرة من تقديم الصورة الوردية التى تذهب بالجميع فى النهاية إلى الجحيم. أمام السيسى فرصة تاريخية لحفر اسمه فى التاريخ الوطنى المصرى بأحرف من نور، فعليه أن يستثمر الفرصة، وليعلم أن الجميع سيساعده بشرط البرنامج الواضح والصراحة مع الناس والوقوف بجانب الفقراء.. وليوفقه الله.
