استعادة الأمن وعلاج الاقتصاد من أكبر التحديات أمام وزير الدفاع.. وهو الشخصية الوحيدة القادرة على إنهاء الانقسام لم يكن معروفًا قبل عامين فقط، لكن قائد الجيش المصرى، المشير عبد الفتاح السيسى، يقف على رأس موجة من التأييد الشعبى من المؤكد أنها ستحمله إلى يصبح رئيسًا منتخبًا.. تستهل وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية بهذه الكلمات تقريرًا لها عن قائد الجيش المصرى، الذى تقول إن كثيرًا من المصريين يشيدون به الآن بوصفه منقذ مصر بعد عزله الإسلاميين من السلطة، والشخصية الوحيدة فى مصر التى تملك القوة الكافية للقيادة. لكن هناك مخاطر هائلة ستكون بانتظار السيسى، إذا أصبح رئيسًا لأكبر بلد عربى، حسب الوكالة الأمريكية، فرئاسته يمكن أن تقحم الجيش فى السياسة، حتى بشكل أعمق مما هو عليه، ما يمكن أن يعرض مصداقية المؤسسة القوية للخطر إذا فشل الرجل فى حل مشكلات البلد. والاضطرابات التى يشهدها البلد منذ عزل الرئيس الإخوانى من الممكن أن تزداد. وتقول الوكالة إنه ليست هناك مؤشرات واضحة على الطريقة التى سيحكم بها السيسى، فمنتقدوه العلمانيون يتخوفون من عودة الحكم السلطوى بما يشبه سنوات حكم الرئيس حسنى مبارك، لكن السيسى قال إن عودة النظام القديم مستحيلة، وإن البلد لا بد أن يتحرك نحو الديمقراطية. غير أن «أسوشيتد برس» تلفت كذلك إلى أن بعض العناصر من دولة مبارك البوليسية، بمن فى ذلك مسؤولون أمنيون ورجال أعمال، يعدون من أشد أنصار السيسى، وقمع الإسلاميين تسبب فى قمع أوسع نطاقًا للمعارضة. تشير الوكالة إلى أن مؤيدى السيسى يعتبرونه «ناصر» جديدًا، مقارنة بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى جاء أزاح نظامًا ملكيًّا فى عام 1952، وأصبح زعيمًا قويًّا يتمتع بالكاريزما، وملهمًا للبلد، مع مشروعات ضخمة كبناء السد العالى ورؤيته للقومية العربية. وتلفت الوكالة إلى أن شعبية السيسى من الممكن أن تمكنه من إجراء تغييرات كانت مثار جدل، مثل رفع الدعم عن المواد الغذائية والوقود، الذى يستنزف قسمًا كبيرًا من ميزانية البلد، ويتفق خبراء الاقتصاد على ضرورة إصلاحه، لكن المحاولات السابقة لإصلاح منظومة الدعم باءت بالفشل. وفضلًا عن هذا، يمكن أن يكون السيسى اللاعب الوحيد الذى يملك من القوة ما يكفى لإجراء مصالحة مع الإسلاميين، وهى فكرة أصبح من النادر الحديث عنها منذ عزل الإخوان. وبعض السياسيين يرجحون أن السيسى يعد من الحمام مقارنة بضباط الجيش المصرى الآخرين الأكثر عداءً للإخوان، والذين لم يظهروا إلى الآن سوى التأييد للحملة الأمنية المشددة على الجماعة، التى بدأت بعد أن خرجت حشود هائلة لتفويض السيسى بمواجهة الإرهاب. تشير الوكالة إلى أن مظاهر شعبية السيسى من الممكن أن لا تعنى شيئًا بعد وقت لاحق فى بلد منقسم وخرج ضد اثنين من حكامه خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أنه سيقود نظامًا سياسيًّا محطمًا. غير أن الجديد هذه المرة، حسب الوكالة، هو الالتزام العلنى من الجيش المصرى، المؤسسة المصرية القوية، بدعم ترشح السيسى يوم الإثنين. وقال مايكل وحيد حنا، من مؤسسة «سينشرى فاونديش» الأمريكية، إن «سمعة الجيش مرتبطة برئاسة السيسى»، فإذا لم يستطع الرجل منع التدهور الأمنى والاقتصادى، يمكن أن تتحول ردة الفعل العكسية صوب الجيش نفسه، وهو وضع «يمكن أن يخلق انقسامات داخل الجيش» على حد قوله. والسيسى يعرف المخاطر، تقول الوكالة، فأثناء حكم مرسى، ووقوع اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه، حذر وزير الدفاع من أنه إذا تدخل الجيش فى السياسة فمن الممكن أن يستغرق الأمر عقودًا حتى يعود إلى ثكناته. كما أنه حذر فى اجتماعات مع قادة الجيش من أن تدخل الجيش فى السياسة خطير على الدولة والجيش على حد سواء، مشيرًا إلى سوريا، حيث تحولت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد المدعوم من الجيش إلى حرب أهلية.