أمرت نيابة جنوبالجيزة للأحداث الطارئة، برئاسة المستشار مدحت مكى، وإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول، بتشكيل فريق تحقيق موسع من المحققين فى نيابات جنوبالجيزة، على رأسهم محمد الطماوى ومحمد مسعود وكيلا نيابة الأحداث الطارئة، ومعاونة عدد من وكلاء النيابة منهم أسامة ندا مدير نيابة قسم الجيزة، ومحمد نصر وكيل أول نيابة الحوادث، تحقيقات موسعة فى أحداث العنف التى شهدتها جامعة القاهرة مساء أول من أمس الخميس الماضى، من قبل جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، حيث تم استغلال حركة «طلاب ضد الانقلاب» التابعة للجماعة فى تنفيذ أعمال شغب ومحاولات للتظاهر والتعدى على مقر مدرية أمن الجيزة القريب من الحرم الجامعى، مما أسفر عن اشتباكات دامية قام خلالها مسلحون باستخدام أسلحة نارية ضد الطلبة والمارة، مما أسفر عن استشهاد عمر أسامة أحمد إبراهيم، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية، 18 عامًا، وإصابة 20 آخرين بينهم 4 فى حالة خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفيات: العجوزة الإسلامى، وإمبابة العام، ومستشفى القصر العينى، انتقل فى مساء ليلة الخميس محمد الطماوى مدير النيابة، إلى مستشفى قصر العينى لمناظرة جثمان الطالب الشهيد، وتبين إصابته بمقذوف نارى اخترق جبهته من الناحية اليمنى وخرج عبر رأسه من الخلف، وطلق نارى ناحية العنق، وقد تهشمت رأس الطالب فى مشهد بشع، استحال معه تقدير كونه أصيب بطلق نارى أم فرد خرطوش، وبالاستعلام عن الحالة الصحية لباقى المصابين داخل المستشفيات، تبين إصابتهم جميعًا بمقذوفات نارية غريبة، لم يتم تحديد نوعها بعد، ومن ثم أمرت النيابة بانتداب خبراء المعمل الجنائى، لتشريح جثمان طالب كلية التجارة، لبيان سبب وفاته، ونوع المقذوف النارى المستخدم ضده، والمسافة التى تم إطلاق النيران منها نحوه، ووضع تصور لكيفية وتوقيت إصابته، كما كلفت النيابة خبراء المعمل الجنائى بالتنسيق مع الأطباء المعالجين بالتحفظ على أى مقذوفات نارية تستخرج من أجساد الضحايا لبيان نوعها والسلاح المستخدم فى أحداثها. وبالاستعلام عن المصابين، تبين أن من بينهم محمد جابر جاد نصار، نجل رئيس الجامعة، وكان محمد خارجًا من الجامعة وقت إصابته، كونه أحد طلبة الدراسات العليا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، واتضح أنه مصاب بطلق نارى فى البطن، وصديقه المقرب شريف عادل أحمد، الطالب معه بمرحلة الدراسات العليا، وهو مصاب بطلق نارى فى الرأس، وكلاهما فى غيبوبة وحالة حرجة، داخل غرفة الرعاية المركزة بمستشفى قصر العينى، وهناك عدد آخر من المصابين فى حالة خطيرة بين الحياة والموت. وعلى صعيد متصل، انتقل فريق من النيابة، برفقة عدد من خبراء الأدلة الجنائية، إلى موضع الأحداث أمام الباب الرئيسى للجامعة عند ميدان النهضة، والطريق المؤدى منه إلى مقر مديرية أمن الجيزة، لإجراء معاينة تصويرية دقيقة للشواهد والأدلة المادية بمكان الأحداث، وتم رفع عينات من عدة بصمات وراثية بالمكان عبارة عن بقع متعددة من الدماء، بينما تم العثور على عديد من فوارغ الطلقات، وبدت علامات الفوضى بالمكان حيث تكسير أعمدة الإنارة وانتشار الحجارة على الأرض وآثار للفوضى والعنف. وتولى محمد مسعود وكيل أول نيابة الأحداث الطارئة، التحقيق مع 24 متهمًا تم ضبطهم خلال أحداث الاشتباك مع قوات الأمن، ووجهت لهم النيابة اتهامات الانضمام إلى جماعة عصابية تهدف إلى تكدير الأمن والسلم العام، وحيازة أسلحة نارية وذخائر، وأدوات من شأنها إحداث إصابات بالغير، وقطع الطريق العام وتعطيل مرفق من مرافق الدولة، ومحاولة الاعتداء على منشأة حكومية تابعة إلى جهاز الشرطة، ومقاومة قوات الأمن والاعتداء عليهم، وانتهت إلى احتجازهم لمدة 24 ساعة، لحين ورود التحريات الأمنية حولهم. . المدينة الجامعية بجامعة القاهرة عاشت ليلة دامية عقب أحداث الشغب والعنف التى قام بها طلاب الإخوان بالجامعة، حيث استمرت الاشتباكات بين طلاب الإخوان وقوات الأمن لما يقرب من 24 ساعة متواصلة. حالة الكر والفر التى بدأت بين قوات الأمن وطلاب الإخوان التى بدأت بعد تمشيط قوات الأمن جامعة القاهرة، والقبض على عديد من مثيرى الشغب من طلاب الإخوان، لم تنتهِ بسهولة أو بسرعة، حيث استمرت لما يقرب من يوم كامل من العنف والشغب. أهالى منطقة بين السرايات اصطفوا جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة، وعملوا على تأمينهم من الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف التى كان يستخدمها طلاب الإخوان. وعلى الرغم من وصول أخبار ومعلومات ليلًا للطلاب تنفى وفاة الطالب بكلية العلوم محمد علِى محمد، الذى أعلن اتحاد طلاب الجامعة عن وفاته إثر الأحداث التى قامت بالجامعة يوم «الخميس» الماضى، فإن الطلاب لم يلتفتوا إلى هذا الأمر، بل قاموا بإطلاق عديد من الشائعات الخاطئة لكى يزيدوا الأمر سوءًا. الهدوء الحذر لم يستمر طويلًا بين طلاب الإخوان وقوات الأمن بعد فض المظاهرات فى الشارع وفى حرم الجامعة، فبعد فتح الطريق أمام حركة السيارات، بدأ طلاب الإخوان بإلقاء زجاجات المولوتوف والطوب والحجارة من خلف أسوار المدينة على قوات الأمن المتمركزة خارج المدينة، مما أدّى إلى إشعال الموقف مرة أخرى وإطلاق قوات الأمن وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب لتفريقهم، واستمر هذا الوضع حتى فجر اليوم الثانى، أمس «الجمعة»، وسط ترقّب حذر من قوات الأمن، واستدعاء قوات أخرى لتكثيف وجودها فى محيط المدينة الجامعية وجامعة القاهرة، تحسبًا لأى مفاجآت من طلاب الإخوان.