ويطوى العام أوراقه. واحد من أكثر الأعوام الحاسمة فى تاريخ مصر. كان 2013 هو عام إنقاذ الوطن من مصير مظلم كانت تسير إليه مصر بخطى واسعة تحت حكم الإخوان الفاشى العميل. عام إنقاذ الوطن كان ملحمة رائعة لشعب عظيم خرج فى شهر لم يعرفه العالم من قبل، فى 30 يونيو ليقول كلمته. كان يعرف أن الكلمة سيكون لها ثمنها، وأن الحكم الفاشى وجحافل الإرهاب ومن يدعمونها لن يسكتوا. ولكنه لم يكن من الممكن على الإطلاق أن تتحمل مصر عار حكم يجمع بين التخلف والجلافة والإرهاب وخيانة الوطن وإهدار الإنسانية والاتجار بالدين الحنيف. كان «الإخوان» يتوهمون أن الحكم قد استقر فى أيديهم لمئات السنين. الرئاسة والحكومة فى أيديهم ومؤسسة الدولة فى الطريق إلى «التمكين»، والأهم أنهم كانوا قد تم اعتمادهم وكيلا رسميا للأمريكان الذين أوصلوهم إلى الحكم ومارسوا كل الوسائل لتمكينهم من سرقة الثورة وبدؤوا معهم مخطط تصفية القضية الفلسطينية على حساب أرض سيناء التى تمت استباحتها تحت رعاية المعزول مرسى وبمساعدة إسرائيل إلى ساحة للإرهاب ومقر جديد للقاعدة! مصيبة كل هؤلاء من حلفاء التآمر أنهم لا يعرفون مصر ولم يفهموا شعبها، لأنهم جميعا- وأولهم الإخوان- غرباء عن الوطن وأعداء للشعب الذى لا يذكر لهم موقفا واحدا وقفوا فيه مع الحركة الوطنية منذ أن بدأت الكفاح من أجل التحرر والاستقلال، والتقدم والحرية والعدل الاجتماعى. كان الإخوان على الدوام فى الجانب الآخر.. مع التخلف ضد التقدم، مع الاستبداد ضد الديمقراطية (تحالفهم مع إسماعيل صدقى يكفى مثالا)، مع العمالة للأجنبى والتفاهم مع الاحتلال ضد الاستقلال الوطنى، مع أردأ أنواع الرأسمالية والاستغلال ضد حكومة العمال والفلاحين (موقفهم من الإصلاح الزراعى وطرد المستأجرين من الأرض يكفى مثالا)، كانوا ضد المستقبل لأن أقصى أمانيهم أن تعيش مصر كما يعيش المنكوبون بحكم أمثالهم فى كهوف أفغانستان! لم يعرفوا مصر ولن يعرفوها أبدًا. ولو أنعم الله عليهم ببعض العقل الذى يفتقرون إليه لأدركوا أن هذا الشعب يقبل العيش فى أقسى الظروف ويتحمل كل المحن، لكنه لا يقبل أبدا أن يحكمه خائن، أو متآمر على وحدته الوطنية، أو مَن فرط فى شبر من أرضه، أو لا يعرف قدر هذا الوطن ويريد أن يحكمه بمنطق «طظ فى مصر» ثم يتوهم أن مصر ستقبل هذا العار! قبل 30 يونيو، كان حكم الإخوان حريصا على التقاط «الصور التذكارية» لسنة حكمه السوداء. وقف المعزول مرسى وسط جنرالات الإرهاب الأسود يهدد شعب مصر، سمعنا «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار» وأن الإبادة هى مصير من يقف فى وجه طوفان الإرهاب. وقرر المعزول بنفسه أن «سنة واحدة تكفى!» قاصدا أنها كانت فترة سماح قبل أن تتمكن دولة الإرهاب، وأن كشوف المعتقلين قد أُعدت، وفِرق التدمير والاغتيال قد تدربت. وربما لهذا كان خيرت الشاطر يستكمل الصورة التذكارية بالذهاب إلى الفريق السيسى مهددا بحرق مصر (!!) وليتلقى درس العمر بأن جيش مصر لن يتخلى أبدا عن دعم الإرادة الحرة لشعب مصر، ولن يسمح أبدا بتهديد أمن الوطن. فى «30 يونيو» خرجت مصر لتسقط الفاشية الإخوانية. كانت سنة واحدة تكفى بالفعل، ولكن لكى نكتب نهاية المؤامرة الدنيئة على مصر وشعبها وعلى الأمة العربية كلها. لهذا لا نستغرب هذا الجنون الذى أصاب كل من شارك فى التآمر على مصر، بدءًا من أمريكا وحتى تنظيم «القاعدة» مرورًا بالذيول والأذناب فى قطر وتركيا. ولا نستغرب «رقصة الموت» التى يؤديها الإخوان وحلفاؤهم فى الإرهاب، وهم يحاولون نشر الفوضى وزراعة القنابل أمام المدارس وقتل الأبرياء بلا ضمير. كذلك كانوا منذ نشأتهم، وبهذا العار يذهبون لنهايتهم. كان عام 2013 عاما صعبا، ولكن مصر تظهِر دائما أعظم قدراتها وهى تواجه الصعاب. فى هذا العام رفضت مصر عار أن تحكمها عصابة خائنة، أو أن يسيطر عليها الإرهاب ويقودها لكهوف العصور الوسطى استردت مصر الثورة وأنقذت الدولة. تدخل العام الجديد وإرهاب الإخوان وحلفائهم يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما نبدأ مع- إقرار الدستور الجديد- بناء مصر التى نحلم بها. كل عام.. مصر على طريق الخير والتقدم «محروسة» بإذن الله إلى يوم الدين.