كل ما تفعله جماعة الإخوان الآن أنها تضاعف من قيمة الفواتير المستحقة عليهم، وأنها تغلق كل الأبواب أمام أى احتمال لعودتها لصفوف الجماعة الوطنية. كل ما تفعله الجماعة الآن، وهى تحرق وتدمر فى كل أنحاء الوطن، أنها تخلع ما تبقى على وجهها من أقنعة كاذبة حاولت من خلالها أن تمارس الخداع وتزيف الحقائق. سقطت الأقنعة ليظهر الوجه الحقيقى لعصابة تاجرت بالدين وخانت الوطن وتحاول الآن حرق مصر. لم يقدر قادة الجماعة الآثمة قيمة ما أبداه شعب مصر من تسامح معهم حين قرر أن يتجاوز تاريخهم الأسود الطويل فى الإرهاب، وأن يمنحهم الفرصة لكى يبرهنوا على توبتهم، ولكى يقيموا حكما صالحا فى مصر.. لم يقدروا ذلك فإذا بهم يحولون الحكم إلى محنة لمصر واستبداد بشعبها، وإهانة لكل تاريخها، وتفريط فى الأرض والسيادة وسعى حثيث لإقامة فاشية تقود مصر إلى كهوف الظلام. ولم يقدر قادة الجماعة الآثمة أن شعب مصر بعد أن سقط حكمهم الفاشى لم يلجأ للانتقام، وأكد عدالة الثورة التى ستحاكم من أجرم فى حق الشعب، ولكنها لن تلجأ لإقصاء أحد. لم يقدروا ذلك ورفضوا الانصياع لإرادة الشعب، وتصورا أن لجوءهم للعنف والإرهاب سوف يحميهم، وأن التدخل الأجنبى سوف يرغم الشعب على إعادة حكمهم الفاشى! لم يدركوا أن الشعب قد يغفر أى شىء إلا الخيانة، ولم يفهموا أن الخوف لم يعد له مكان فى قلوب الملايين التى استردت حريتها، ولم يستوعبوا أنهم لا يخوضون معركة ضد حكومة أو حزب حاكم.. بل المعركة هى مع الشعب كله، ومع الدولة بكل أجهزتها. الآن.. ينفذ «الإخوان» المخطط الموضوع لهم من أجهزة المخابرات الأجنبية وقوى الخارج التى ترعاهم، يتوهمون هم وسادتهم أن تجربة سوريا يمكن أن تتكرر فى مصر. يحاولون نشر الفوضى فى كل مكان. يهاجمون منشآت الدولة ويحاولون خلق الفتنة الطائفية بإحراق الكنائس. ينسون أن اللعبة أصبحت مكشوفة وأن الخيانة التى يمارسونها لا يمكن إخفاؤها حتى لو ساندتهم أمريكا وكل أذنابها فى المنطقة، وحتى لو تدفقت عليهم أموال الدنيا، ووقفت معهم عصابات الإرهاب التى سهلوا لها الاستيطان فى سيناء والامتداد إلى رابعة والنهضة لينشروا الخراب فى وطن لم يشعروا يومًا بالانتماء إليه. لم نكن يومًا ممن يخذعون أنفسهم، وكنا ندرك أن المعركة مع عصابات الإرهاب حتمية، وأنها لن تكون سهلة، لأننا أمام تنظيمات إرهابية يقودها الإخوان وتساندها قوى دولية وإقليمية لا تريد استقلال مصر ولا استقرارها. كنا نعرف أن المعركة صعبة ومع ذلك خضناها وانتصرنا فى 30 يونيو وأسقطنا حكم الإخوان الفاشى، وكنا مستعدين لتقديم الآلاف من الشهداء لتحرير مصر وإنقاذها من نظام جمع بين الخيانة والتخلف، وأساء للإسلام ووضع الوطن على حافة الهاوية. نعرف أن أمامنا أيامًا صعبة، ولكننا نثق فى أن هزيمة الإرهاب مؤكدة، وفى أن قيادة «الإخوان» الآثمة قد وضعت بأيديها نهاية الجماعة وما أسوأها من نهاية حين ترتبط بخيانة الوطن، وبإراقة الدماء ونشر الفوضى، وبمحاولة إثارة الفتنة الطائفية، وباستدعاء التدخل الأجنبى بأى وسيلة. كل نقطة دم مصرية عزيزة علينا، والمسؤولة عنها ستظل فى أعناق هؤلاء المهوّسيين الذين وزعوا الأكفان على الأطفال، وتعاملوا مع شعب مصر على أنه مجموعة من الكفار يواجهونهم بمنطق «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». هم وحدهم فى النار.. والله يحمى مصر وشعبها العظيم.