أجمع عدد من الخبراء المتخصصين فى الشأن السياسي والدبلوماسي، على أن قرار مصر سحب مشروع وقف الاستيطان الإسرائيلي ثم الموافقة عليه، جاء نتيجة ضغوط خارجية لاسيما من قبل إسرائيل ضد مصر، واصفين موقف مصر من القرار ب"المفجع والغريب". قال الدكتور محمد عز العرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قيام مصر بسحب مشروع وقف الاستيطان الإسرائيلي ثم الموافقة عليه يؤكد وجود ضغوط خارجية تعرضت لها مصر مما تسبب فى خروج موقفها من القضية الفلسطينية على هذا النحو الغريب. وأضاف العرب ل"التحرير": "لاشك أن كافة المؤشرات تؤكد وجود احتياج مصري لتل أبيب للتنسيق لمواجهة التنظيمات العابرة للحدود، لاسيما فى سيناء خاصة وأن مصر فى حاجة لتواصل دائم مع إسرائيل فيما يتعلق بتحركات الإرهابيين على الحدود"، منوها أن عملية الدخول والخروج ثم سحب المشروع ثم الموافقة عليه يؤكد أن إسرائيل وجهت أصابعها للضغط على مصر بكل قوة وحاولت أن تملي شروطها عليها، وهو ما صنع مشكلة للقاهرة خارجيا وتسبب فى نوع من الاحتقان الداخلي النسبي. وتابع: "الرأى العام لايزال يعتبر إسرائيل عدو على خلاف النخب"، مشددًا على أنه كان لابد من دراسة الموضوع والتحضير له جيدا واجراء اتصالات على أعلى المستويات قبل التصويت على هذا القرار، منوها أن مصر وضعت نفسها فى إشكالية بسبب الموقف الذى اتخذته فى هذه القضية قبل أن تعدل قرارها بالموافقة عليه. فيما قال محمد نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق فى تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، إن موقف مصر تجاه مشروع قرار الاستيطان الإسرائيلي، مظهر مفجع من الارتباك وعدم المهنية في الدبلوماسية المصرية. وكتب فرحات: "تتقدم بمشروع قرار، ثم تسحبه تحت الضغوط ثم تصوت عليه بالموافقة، عندما تتقدم به دول أخرى، أعتقد أن هذا مظهر مفجع من الارتباك وعدم المهنية في الدبلوماسية المصرية اليوم، السياسة مصالح نعم ولكنها أيضًا أخلاق وقيم وحفاظ على هيبة الدولة التي ننتمي إليها". وعلى النقيض أثنى النائب أشرف رشاد عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، على القرار الذى أصدره مجلس الأمن بإدانة الأعمال الاستيطانية التى يقوم بها الكيان الصهيونى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بموافقة من 14 دولة بمجلس الأمن وامتناع الولاياتالمتحدةالامريكية عن التصويت. ودعا عضو البرلمان، جميع دول العالم والمنظمات الدولية خاصة منظمة الأممالمتحدة للضغط على إسرائيل حتى تتوقف فورا عن سياساتها الاستيطانية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن. وأكد عضو البرلمان، أن هذا القرار هو اعتراف واضح وصريح من المجتمع الدولى بأن إسرائيل تقوم بأعمال بربرية ومخالفة للشرعية الدولية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، ويجب أن يكون هناك وقفه حقيقية من جميعات المنظمات الدولية لتفعيل قرار مجلس الأمن بوقف الإستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية. اعتمد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، قرارا يدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بموافقة 14 دولة مقابل امتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت. ولاقى التصويت على القرار ترحيبًا على نطاق واسع لاسيما السلطة الوطنية الفلسطينية التي اعتبرته «صفعة للسياسة الإسرائيلية»، فيما وصفته إسرائيل على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ب«المخزي والمشين» وقال إنه «لن يخضع له».