اقتربت الأزمة السياسية في إيطاليا، اليوم السبت، من الانتهاء بالتزامن مع اجتماع الرئيس سيرجيو ماتاريلا باللاعبين الرئيسيين في محادثات اختيار رئيس الحكومة الجديدة، الأمر الذي تتابعه أوروبا كلها عن كثب. ممثلو الأحزاب الرئيسية في إيطاليا، بما في ذلك حركة "خمس نجوم" الشعبوية، يتجهون اليوم إلى القصر الرئاسي، في محاولة للاتفاق على حكومة جديدة تعتبر الأكثر أهمية، بسبب المخاوف من أزمة البنوك في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وكانت إيطاليا قد دخلت في حالة من عدم الاستقرار السياسي، بسبب استقالة رئيس الوزراء ماتيو رينزي عقب هزيمته في استفتاء التعديلات الدستورية. الرئيس الإيطالي يجب عليه أن يختيار رئيس وزراء جديد مع الدعم اللازم من البرلمان لتكون بمثابة حكومة تصريف أعمال حتى الانتخابات العامة المقبلة، والتي من المقرر عقدها في فبراير 2018، ولكنها يمكن أن يتم إجرائها في مطلع العام. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس قراره يوم الاثنين، بعد ثلاث جلسات من المشاورات. المتنافسون ويظهر على الساحة السياسية الإيطالية شخصيات من كل المجالات السياسية والمؤسسية يسعون إلى تولي المنصب، على الرغم من أن محللين سياسيين يؤكدون أن الهدف هو اختيار شخص من الحزب "الديمقراطي" المنتمي له رينزي، المنتهية ولايته، والذي يمثل يسار الوسط. الخبرة المالية ويلتقي الرئيس كلا من سيلفيو برلسكوني، رئيس حزب "فورزا إيطاليا الذي يمثل يمين الوسط، وكذلك حزب "خمس نجوم" الذي أسسه الممثل الكوميدي بيبي جريللو، وأنجيلينو ألفانو، وزير الداخلية، وزعيم حزب "يمين الوسط الجديد". ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع ممثلين عن رؤساء الأحزاب، بدلا من حضورهم شخصيا، ذلك باستثناء بيرلسكوني. ومن بين هؤلاء المتنافسين لشغل هذا المنصب، وزير المالية بيير كارلو بادوان، وهو خبير اقتصادي محنك يتمتع بالقدرة على طمأنة الأسواق المالية وأوروبا القلقة، وكذلك وزير الخارجية باولو جينتيلوني. ومن بين المتنافسين أيضا، جرازيانو ديلريو، وهو واحد من أقرب حلفاء رينزي، وداريو فرانشيسكيني، وزير الثقافة، وبيترو جراسو، رئيس مجلس الشيوخ، وممثل ادعاء سابق في قضايا مكافحة المافيا. كما أن ماتيو رينزي يمكن أن يعتبر منافسا محتملا، إذ إن بعض المحللين يقولون إن الرئيس يمكن أن يطلب منه لعرقلة فرصة حزب "خمس نجوم" للوصول إلى السلطة. وبجانب أزمة البنوك، سوف يكون على رأس قائمة الأعمال للحكومة الجديدة، حل مشكلة قانون الانتخابات، التي كان سبب هزيمة رينزي في الاستفتاء. وكانت حركة "رابطة الشمال" المناهضة للهجرة، التي اجتمعت مع الرئيس في وقت متأخر من يوم الجمعة، قد طالبت بمراجعة فورية للقانون وانتخابات مبكرة.