أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم الأحد، أنه لا يستبعد الترشح ضد الرئيس فرنسوا أولاند، في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي إلى الانتخابات الرئاسية في 2017، مشيرًا إلى الضغوط المتزايدة على أولاند. وقال "فالس" في تصريح لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش": "في مواجهة الارتباك والشك وخيبة الأمل وفكرة أن اليسار ليست لديه أي فرصة، أريد أن أكسر هذه الآلية التي قد تقودنا إلى الهزيمة"، و جاء ذلك ردًا على سؤال عما إذا كان يعتبر أن ترشح أولاند لولاية ثانية يمكن أن يخلق دينامية. وأضاف "تجمعني بالرئيس علاقات احترام وصداقة وولاء، ولكن الولاء لا يمنع الصراحة، لا بد من ملاحظة أن السياق تغير في الأسابيع الأخيرة، إن نشر كتاب (أسرار عن أولاند) أحدث ارتباكًا عميقًا في صفوف اليسار، و بصفتي رئيسًا للغالبية، فإن مسؤوليتي تحتم علي أن آخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. وتضمن الكتاب تصريحات لأولاند انتقد فيها القضاء الذي وصفه بأنه "مؤسسة من الجبناء"، كما حكم على لاعبي منتخب فرنسا لكرة القدم بأنهم بحاجة إلى "تدريب عضلات أدمغتهم"، كما كشف أنه أجاز لأجهزة الاستخبارات الخارجية تنفيذ أربع عمليات اغتيال على الأقل. جدير بالذكر أن بعد هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات البلدية قرر الرئيس فرانسوا أولاند، تغيير رئيس الوزراء - حيث تم استبدال جون مارك أيرولت بوزير الداخلية مانويل فالس، الذي يعتزم منافسة أولاند في الانتخابات التمهيدية، فمن هو مانويل فالس؟. مانويل فالس مانويل كارلوس فالس جالفيتي، ولد عام 1962 في برشلونة من أب إسباني وأم سويسرية، وكان والده رسامًا معروفًا في كاتالونيا، و هاجر إلى فرنسا في نهاية خمسينات القرن الماضي بعد حصوله على منحة عمل، و هو من عشاق وأنصار نادي برشلونة لكرة القدم. تزوج "فالس" مرتين ثانيهما عام 2010 من عازفة الكمان آن جرافوان، والتي تعزف إلى جانب فنانين ومغنيين عالميين مثل جوني هاليداي، وهو أب لأربعة أطفال. شعبية فالس زادت شعبية مانويل فالس في 2013 بعد صدور كتاب عن سيرته الذاتية تحت عنوان "مانويل فالس، أسرار قدر" من تأليف جيل فيرديس وجاك هينين، والذي وردت فيه قصة لم تكن معروفة لدى الجمهور قبلها، وهذه القصة هي مساعدة فالس أخته جيوفانا للخروج من جحيم إدمان المخدرات. حصل على الجنسية الفرنسية في سن ال20 بالرغم من وصوله إلى فرنسا في صغره، إلا أن رئيس الحكومة الفرنسية الجديد لم يحصل على الجنسية الفرنسية سوى في 1982، أي في سن العشرين، وقد انخرط في "الحزب الاشتراكي" في 17 من عمره، وكان ضمن الداعمين لخط ميشال روكار رئيس وزراء فرانسوا ميتران بين "1988 و1991" المعارض داخل الحزب لخط الرئيس فرانسوا ميتران. رئيس بلدية إفري درس مانويل فالس في جامعة السوربون في باريس معقل اليسار المتطرف، وحصل على ليسانس في التاريخ، وتميز عن باقي رفاقه بتبنيه توجه الاشتراكية الديمقراطية. وشغل مانويل من 1997 إلى 2001 منصب المكلف بالإعلام في ديوان رئيس الحكومة الاشتراكي ليونيل جوسبين، وانتخب فالس رئيسا لبلدية إيفري إحدى ضواحي باريس من عام 2001 حتى 2012، ونائبًا عن الدائرة الانتخابية الأولى في محافظة إيسون (جنوبباريس) خلال الفترة نفسها. وبعد فوز فرانسوا أولاند بترشيح "الحزب الاشتراكي" للانتخابات الرئاسية 2012، أصبح فالس مديرًا للاتصالات في حملته، وإثر فوز أولاند بالرئاسة عُين وزيرًا للداخلية. وكان مانويل فالس الوزير الأكثر شعبية في حكومة إيرولت المستقيلة، إلا أن شعبيته في صفوف "الحزب الاشتراكي" لا تحظى بالإجماع. تصريحات فالس عن مصر قال مانويل فالس، في وقت سابق: إن "هناك مجالات عديدة للاستثمارات في مصر تهم بلاده، كما أن هناك إمكانية لتحقيق تقدم كبير، لأن فرنسا في الموقع السادس من حيث عدد المستثمرين الأجانب في مصر"، مضيفًا "هناك 150 شركة فرنسية تستثمر في مصر، تستخدم 32 ألف شخص، وهذا يمكن أن يحدث في مجالات عديدة، كالتنمية والصناعة والصحة والنقل والطاقة وقناة السويس، فضلًا عن المجال العسكري، وهناك أيضًا التزامات كبيرة جدًا بين البلدين، وبالتالي نحن نريد أن نستمر ونمضي قدمًا". وفيما يتعلق بالسياحة، قال فالس رئيس الوزراء الفرنسي: "نعلم أنها عنصر أساسي قائم عليها الاقتصاد المصري، وأنا أقول للفرنسيين يجب أن تأتوا إلى مصر، هذا بلد رائع، وتحدثت مسبقًا عن تاريخ مصر، والمواقع الآثرية المتميزة، والنيل، والشواطئ، والغوص في البحر الأحمر، والقاهرة المدينة الرائعة، إذًا نحن نشجع الفرنسيين على زيارة مصر، وهذا أفضل جواب لمواجهة الخوف".