"على إيران أن تستعد للأسوأ".. هكذا بدأت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، تقريرها، اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ستقلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب. قال روجر بويز، مراسل الصحيفة بألمانيا: إن "السمة المميزة لترامب في مجال عمله التجاري هي تحديد نقاط الضعف بالاتفاقيات القائمة ثم فسخها، وهو ما يسعى الملياردير لتطبيقه على مجال الدبلوماسية" . وأوضح "بويز" أن هناك رابطًا يجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو الاستعداد لتقاسم الأعباء مع الولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وهو ما سيسعى ترامب لاستغلاله في سياسته بالشرق الأوسط . وأضاف مراسل الصحيفة أن رجل الدين الإيراني آية الله أحمد خامنئي وجَّه في صلاة الجمعة، تحذيرًا شديد اللهجة إلى دونالد ترامب قائلاً : " لا تستفز الأسد الإيراني"، وكان هذا التحذير بشأن العبث بالاتفاق النووي الإيراني، الذي يصفه ترامب باعتباره " أسوأ الصفقات على الإطلاق " .
وتابع أنه من الأفضل أن يستعد "خامنئي" لما هو أسوأ، فإدارة ترامب توشك على أن تقلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب، حيث أن اتفاق الحد من البرنامج النووي لطهران سوف ينتهي، رغم الإشادة به في العام الماضي لكونه انتصارًا للسياسة الأمريكية وسياسة الاتحاد الأوروبي . وإذا ما رفضت السلطات الإيرانية تقديم تنازلات جديدة، سوف يعتبرهم ترامب دعاة حرب ويزيد من ممارسة الضغوط، ومن ثم فلن يكون إلغاؤها بالأمر اليسير، وإذا لم يستطع إثبات الخداع الإيراني، سيجد سبلًا أخرى للضغط على طهران . وأشار الكاتب إلى أنه من المتوقع أيضًا أن يستعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكانته بعد أن تم تهميشه خلال فترة رئاسة أوباما، وهناك تحول آخر، يتمثل في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان منبوذًا من قبل فريق إدارة أوباما، ولكنه حقق مكاسب هائلة في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية في سيناء، وكان أيضًا المتعاون الأكبر في مكافحة الإرهاب، الرئيس بوتين، فقد حلق طياروه مرة أخرى في سماء حلب من جديد بالأمس . وما يربط بين هذه الفئات من وجهة نظر ترامب هو الاستعداد لتقاسم الأعباء مع الولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ولم تخفق إدارة أوباما في استغلال القوة الأمريكية بالكامل ضد تنظيم داعش والجبهات التابعة لتنظيم القاعدة فحسب، بل أخفقت أيضًا في حشد الدعم اللازم من الحلفاء المفترضين، ومن ثم، تعتبر سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط بمثابة إجراء تصحيحي لسياسات الرئيس أوباما . وتتألف الاستراتيجية التي تتم صياغتها حاليًا من عدة محاور : أولاً : لا بد أن يكون هناك تعاون ملموس مع روسيا واستغلال قدراتها الجوية بصورة أكثر فعالية ضمن الجهود الشاملة لسحق معقل تنظيم "داعش" في مدينة الرقة بسوريا، وقد بدأت روسيا بالفعل في توضيح قضيتها لفريق ترامب. ثانياً : سيسعى نتنياهو – المقرر أن يكون أحد أوائل الزوار الأجانب إلى البيت الأبيض في أعقاب تنصيب ترامب– إلى إقناع الرئيس الجديد بعدم أهمية القضية الفلسطينية مقارنة بمشكلة التوسع العسكري الإيراني، ويبدو أن بلدان الخليج توافق على ذلك، ثم إن هناك مصر، التي تعد رغم كونها دولة شرطية بمثابة قوة محتملة تساعد على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
و اختتم الكاتب بقوله: إن "الإقليم يواجه حالة تغير مستمر، ومن الصائب بالتأكيد أن يلتزم الرئيس المستقبلي بالسياسات العريضة، وأن يدعم الإرادة السياسية للقضاء على تنظيم داعش، وأن يعلن رفضه للمخاطر العسكرية التي تفرضها إيران على المنطقة - ومع ذلك، فمن الخطأ أن يتم وضع استراتيجية على أساس الثقة في بوتين، حيث يدرك ترامب لغة الأرقام جيدًا، وهناك رقم واحد مهم للغاية في الشرق الأوسط، وهو أن هناك 400 ألف شخص لقوا حتفهم في سوريا على مدار السنوات الخمس الماضية، فإذا كان يسعى وراء تحقيق النجاح كرئيس للولايات المتحدة، فلا بد أن يقاوم تملق ومداهنات الكرملين ويخبر الدكتاتور الذي يخضع لسيطرة الكرملين " بشار الأسد، أنت مطرود !".