عند النظر إلى مدرجات ملعب نادي لايبزيج ستجد العديد من العبارات الحماسية والتحفيزية من رياضيين عظماء أمثال يوسين بولت الذي قال "لا تضع حدا لنفسك، فلا يوجد شيء مستحيل"، ويبدو أن لاعبي لايبزيج يتأثرون كثيرا بتلك العبارات هذا الموسم. فبعد صعودهم من دوري الدرجة الثانية هذا الموسم، تمكنوا من الوصول إلى صدارة جدول الترتيب بعد 10 مباريات برصيد 24 نقطة مناصفة مع بايرن ميونخ المتصدر بفارق الأهداف، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ 6 سنوات، أن يتمكن فريق من معادلة نقاط بايرن ميونخ بعد 10 جولات، كما يعتبر لايبزيج أول فريق صاعد جديد إلى الدوري لا يخسر أي مباراة طوال تلك المدة. وكان الفريق السابق الذي يحمل هذ الرقم القياسي كايزرسلاوترن وهو أول ناد في الدوري الألماني يتمكن من الفوز بالبوندسليجا بعد صعوده من الدرجة الثانية في موسم 1997- 1998، ويأمل نادي لايبزيج في تحقيق نفس الإنجاز هذا الموسم. ومع المعاناة التي يمر بها بروسيا دورتموند هذا الموسم، يرى الكثيرون أن فريق ريد بول لايبزيج هو المرشح الأبرز لمنافسة بايرن ميونخ على اللقب هذا الموسم، وإنهاء احتكار العملاق البافاري للقب البوندسليجا في السنوات الأربع الماضية. ويرى مدرب الفريق رالف هازنهوتل أن الأمر بمثابة الحلم للجميع، فالنادي يشعر بالفخر الكبير لعدد النقاط التي جمعها الفريق في الدوري حتى الآن، مؤكدا أن لايبزيج ينتظره الكثير من العمل وأنه لا يلعب مثل الفريق الكبيرة بعد، على الرغم من فوزه الأحد الماضي على ماينز بنتيجة 3-1. ويبدو أن هازنهوتل يتمتع بتواضع كبير، فالفريق يقدم مستويات خيالية حتى الآن وهو ما تظهره النتائج ووصولهم إلى صدارة جدول الترتيب، فهذا الفريق تمكن من الفوز على كبار القوم في الدوري الألماني من بروسيا دورتموند وفولفسبورج إلى جانب خروجهم بنقطة التعادل أمام بروسيا مونشنجلادبخ واكتساحهم هامبورج برباعية نظيفة. وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مهندسي ناجح لايبزيج المبهر هما رالف ورالف، فالمدير الرياضي رالف رانجنيك يوجد في النادي منذ عام 2013 وأشرف على صعودهم الأسطوري من دوري الدرجة الرابعة حتى الوصول إلى البوندسليجا، إلى جانب عمله كمدرب في نهاية الموسم الماضي. أما المدرب رالف هازنهوتل فيوجد مع الفريق منذ هذا الصيف، إلا أنه يعمل بشكل متناغم مع رانجنيك واللاعبين، وهو المدرب الذي نجح في إبقاء إنجلوشتات في الدوري الألماني الموسم الماضي بفضل تنظيمه الدفاعي المبهر، وهو نفس النهج التنظيمي الذي يتبعه مع لايبزيج هذا الموسم. وأكد هازنهوتل الأسبوع الماضي أن الهدوء والدفاع المنظم هما السر وراء نجاحات الفريق حتى الآن، ودعم تلك المنهجية الرائعة سياسة المدير الرياضي الحكيمة في سوق الانتقالات هذا الصيف من خلال انتداب مجموعة من اللاعبين الرائعين في خط المقدمة هم نابي كيتا وتيمو فيرنر والدولي الأسكتلندي أويلفر بوركي. وشكل المزيج الرائع بين القوة الدفاعية والجودة الهجومية ملامح الطفرة الرائعة التي يمر بها لايبزيج والذي تمكن من التسجيل أولا في جميع المباريات السبع التي فاز بها حتى الآن، الأمر الذي مكنهم من إغلاق المساحات الجيدة والاعتماد على بوركي وفيرنر في الهجمات المرتدة. وحظيت صفقة انضمام بوركي البالغ من العمر 19 عاما بالعديد من الغنتقادات هذا الصيف، ولكنه سرعان ما أسكت جميع المشككين في قدراته ببدايته القوية في الدوري الألماني بتسجيله هدفا وصناعته لاثنين آخرين، وعن هذا الأمر قال بوركي إن الأجواء في الفريق رائعة للغاية وخاصة في غرف خلع الملابس، ويدرك اللاعبون جيدا أنهم أمامهم طريق طويل للغاية وينبغي عليهم التمتع بالتواضع ولكن لا يمنع ذلك الشعور ببعض السعادة في ظل النتائج الجيدة التي يحققها الفريق". وأوضح الجناح الصاعد أن سقف طموحات الفريق مرتفع للغاية وأن حلم التتويج بلقب الدوري هذا العام لا يبدو مستحيلا، ولكن على الجميع التركيز في المباراة القادمة فقط وعدم التحدث عن الفوز باللقب مبكرا ولكن مع ضرورة عدم إخراجه من أحلام الجميع". وإذا تمكن لايبزيج من الفوز بلقب البوندسليجا، فمن شأن هذا الإنجاز أن يحدث ضجة كبيرة لم يشهدها الدوري الألماني منذ عقد من الزمان مماثلة لتلك التي أحدثها ليستر سيتي الموسم الماضي.