قد يبدو الأمر غريبًا، لكن النادي الذي يشارك في البوندسليجا لأول مرة منذ تأسيسه في عام 2009 سيواجه إعتراضات ومقاطعة من جماهير المنافسين بسبب راعي الفريق، شركة ريد بول. أخبار متعلقة * بايرن ميونخ يفوز على شالكه بهدفين نظيفين في البوندزليجا * روبن وبواتينج يعودان لتدريبات بايرن الأحد المقبل الجولة الثانية للبوندسليجا التي تشهد استئناف البطولة بعد توقف دام قرابة الأسبوعين بسبب المشاركات الدولية، ستشهد حدث بارز له دوي وأثر على الرغم انه لم يتم بشكل فعلي، إلا أن اعلان الاف من مشجعي وداعمي فريق بوروسيا دورتموند عدم مؤازرة فريقهم والإمتناع عن حضور مباراة ار بي لايبزيج التي ستقام في ملعب ريد بول أرينا بلايبزيج. الجمهور الوفي لفريقه الذي يعد اكثر الجماهير الألمانية متابعة لفريقها والذي اشتهر خلال العقود الماضية بمدى وفاءه ومناصرته لفريقه مهما كانت الظروف، قرر ان لا يتابع هذه المباراة من الملعب ومشاهدتها من التلفزيون او متابعتها من خلال الراديو. سر هذه المقاطعة التي ستكون الشرارة الأولى في مواجهة النادي الصاعد حديثًا، هو اعتباره النادي المنافس تجاري لا يبحث عن لعب كرة القدم، الشركة الممولة للنادي، شركة ريد بول النمساوية، قامت بشراء النادي الذي كان يسمى «اس اس في ماركرانشتيت» في عام 2009، قبل أن تحول اسمه الشركة وتحول كل شئ في النادي من شعار والوان القمصان في خطوة اقتصادية رأتها الشركة من استغلال الفريق الألماني الذي كان وقتها في الدرجة الخامسة، وضخ الكثير من الأموال من اجل جعله قوة ألمانيا كبيرة في عالم البوندسليجا واستغلال العامل التسويقي من بيع وشراء لاعبين ومشاركات في بطولات كبرى، وعلى الرغم من موانع استخدام اسم الشركة في اسم النادي (ريد بول)، ومع امتلاك الشركة لأكثر من نادي في مختلف انحاء العالم يحملون اسمها «ريد بول سالزبورج «النمسا» – ريد بول برازيل «البرازيل» – ريد بول غانا «غانا» – نيويورك ريد بولز «أمريكا»، إلا ان ذلك لم يمنع الإدارة من اختيار اسم يمنح الفريق حرفي ال R و ال B (اول حرفين في كلمتي ريد بول)، وسمي الفريق بأسم " RasenBallsport Leipzig" اي حديقة رياضة كرة القدم لايبزيج. ولأن القواعد في الكرةالألمانية تمنع أن يمتلك اي مستثمر اغلبية الأصوات لإدارة النادي، واعطاء هذه الميزة (الأغلبية) لأعضاء النادي. قررت الإدارة النمساوية أن تتحايل على هذه القاعدة عن طريق رفع سعر عضوية النادي إلى ما يقارب ال800 يورو سنويًا (العضوية الذهبية تساوي ألف يورو سنويًا)، رقم ضخم وغير منطقي، فنادي مثل بايرن ميونخ بحجم وجماهيريته وشهرته حول العالم يبلغ سعر عضويته 80 يورو سنويًا بينما تبلغ عضوية نادي بوروسيا دورتموند 62 يورو سنويًا. ومع هذه الخطوة اصبحت عضوية نادي ار بي لايبزيج ملكًا ل17 شخص فقط، أغلبهم أعضاء أو موظفين بشركة رد بول، بينما عضوية نادي مثل بوروسيا دورتموند مكونة من 139 ألف عضو لديهم حق التصويت والإعتراض على كل ما يخص النادي مثل اسعار التذاكر وسياسات الإدارة. تعامل جماهير بوروسيا دورتموند مع نادي ار بي لايبزيج لن تكون الأولى، فرحلة الفريق للصعود إلى البوندسليجا استغرقت 7 سنوات، خلال هذه الرحلة تعرض فيها الفريق للعديد من إعتراضات وهجوم جماهير الخصوم، آخرها عندما قام جمهور نادي دينامو دريسدين في الموسم الحالي بإلقاء رأس ثور مذبوح «الثور هو شعار شركة رد بول» في ارضية الملعب خلال مباراة الفريقين ضمن كأس ألمانيا. بينما في افتتاح البوندسليجا هذا الموسم، قام جمهور هوفنهايم الذي كان خصم ار بي لايبزيج في إفتتاح البطولة برفع شعار كبير في مساحة كبيرة من المدرجات يطالب فيه بإستعادة عرشه «فريق كرة القدم المتصنع –Plastic»، سخرية كبيرة من جماهير هوفنهايم لأن ناديهم تم معاملته في السنوات السابقة بفكر مماثل لنادي ار بي لايبزيج، وان كان الفريق الصاعد حديثًا يتم التعامل معه بشكل اكثر حدة من جماهير المنافسين. نادي دورتموند أيضًا رفض طلب نادي ار بي لايبزيج بصناعة ما يسمى ب،«وشاح الصداقة» والذي من خلاله يتم طباعة شعار الفريقين وتاريخ ومناسبة المباراة على وشاح وبيعه للجماهير. جماهير نادي ار بي لايبزيجلم تقف مكتوفة الأيدي وقررت أن تدافع عن فريقها، واصدرت بيانًا تتهم فيه جماهير الأندية المنافسة ب«النفاق»، لأن في البوندسليجا هناك اندية اخرى مثل فولفسبورج وباير ليفركوزن وإنجولشتادت، تعتمد على فكر اداري مشابه ل ار بي لايبزيج. سبب آخر قام جمهور النادي بإستخدامه للدفاع عن فريقه، وهو طريقة لعب الفريق التي وصفها الكثير من المتابعين بالجذابة بالإضافة لإنفاق الكثير من الأموال لإنتداب الصفقات الشابة بهدف بناء النادي مثل مهاجم منتخب الشباب دافي سيلكي وموهبة نادي شتوتجارت الشاب، المهاجم تيمو فيرنر، ثم كان التحول الأخير في نهاية موسم الإنتقالات الصيفية المنصرم بضم الجناح المميز اوليفر بوركي، الشاب الإسكتلندي صاحب ال19 عامًا من نوتنجهام فورست الإنجليزي، كل ذلك ايضًا جاء بهندسة المدير الرياضي الحالي للفريق والمدرب السابق رالف رانجنيك، الرجل الذي بسببه لاعب مثل نبي كيتا لاعب وسط يفضل الإنضمام لنادي ار بي لايبزيج على حساب نادي كبير بحجم أرسنال بسبب محادثة تليفونية من رانجنيك. ار بي لايبزيج يمثل الجانب الشرقي من ألمانيا، الجانب الذي لا يتواجد في البوندسليجا منذ عام 2009 والذي كان يمثله وقتها فريق إنيرجي كوتبوس الذي لم يستمر طويلًا في البطولة قبل ان يهبط، ولعل الطريف في ذلك ان هذا التواجد الأخيرة لهذا الجانب تزامن مع تأسيس ار بي لايبزيج. الرهان الحالي هو الأن، هل ينجح ار بي لايبزيج ان يكون قوة ألمانية صاعدة مبنية على إمكانيات الشباب، وليس الفريق الإستثماري فقط الذي يجول بمخيلة جميع المشجعين وانصار الفريق المنافسة؟، هل يكون وجه لأندية كرة القدم التي تمثل الجانب الشرقي لألمانيا في مواجهة أندية الجانب الغربي التي يتزعمها بالطبع بايرن ميونخ ومعه بوروسيا دورتموند؟، وهل سينجح في التعامل مع التوجه العنيف والغير ودي على الإطلاق من جماهير الفرق المنافسة في البوندسليجا؟. كل هذه أسئلة ستجيب عليها فقط الأيام القادمة من الموسم الحالي ولم سيصل إليه الفريق الصاعد في موسم صعب مليء بالمخاطر وكراهية واضحة من جماهير الفرق المنافسة. شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن