عقب دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى منذ عامين، والأزهر وكل الهيئات والمؤسسات الدينية عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات التى حملت عناوين مختلفة لتجديد العمل الدعوى، كنوع من تلبية دعوة السيسى لأهمية تجديد الخطاب الدينى كسبيل فعال فى دحر الفكر المتطرف عن طريق مواجهة الفكر بالفكر. الغريب والمثير للتساؤلات ما أسفرت عنه الساعات الماضية من قيام جامعة الأزهر بالتحقيق مع الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر، بسبب إلقائه محاضرة عن التجديد والتنوير منذ عامين، حيث أسفرت التحقيقات عن وقفه عن العمل لمدة ثلاثة شهور. يسرى جعفر: حرمة العلماء تنتهك من قبل الأزهر أكد الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والموقوف عن العمل، أنه فوجى باستدعائه للتحقيق من قبل الدكتور حامد أبو طالب أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بناء على تعليمات من قبل رئاسة الجامعة حول محاضرة ألقاها منذ عامين فى مدرج شيخ الأزهر رحمة الله عليه الدكتور عبد الحليم محمود بكلية أصول الدعوة عن التجديد والتنوير قراءة للنصوص والواقع. وأردف جعفر فى تصريحات خاصة للتحرير، أنه خضع للتحقيق، غير أنه الدكتور حامد أبو طالب مارس عليه الكثير من الانتهاكات للقانون ولعلماء الأزهر ورجال الدين، حيث منعه من حضور محام له، مؤكدا أنه طلب منه أن يحضر له محاميا نتيجة لكون كفيفا إلا أن أبو حامد رفض رفضا شديدا، وتهكم عليه بقوله العديد من العبارات غير اللائقة منها "إنك كفيف بس جن"، وأنه بتلك التحقيقات فالأزهر متهم بأنه يعاقب كل من يدعو للتنوير الأمر الذى يعد انتهاكا لحرمة العلماء. مشيرًا إلى أنه لا يليق على الإطلاق أن يتم التحقيق معه عن محاضرة منذ عامين، نافيا أن يكون دعا إلى الإلحاد، وأن السبب الرئيسى فى التحقيق هى محاضرة التنوير، معربا عن قلقه الشديد لوجود شكوى تؤكد أنه ورم خبيث يجب بتره، الأمر الذى وصفه بأنها بمثابة فتوى رسمية من الأزهر لإهدار دمه، خاصة وأنه كفيف لا يرى من حوله. وأعرب جعفر عن تفاؤله الكبير حيال إعلان الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بأن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر سيتدخل بالتحقيق بنفسه فى الواقعة، منوها أنه يكن كل الاحترام والتقدير للدكتور أحمد الطيب، وأنه يثق فيه ويعلمه جيدا أنه لا يضيع الحقوق. حامد أبو طالب: لم أمنع يسرى جعفر من حضور محام من جهته نفى الدكتور حامد أبو طالب، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر والمشرف على التحقيق، واقعة منع الدكتور يسرى جعفر أستاذ العقيدة والفلسفة منع اصطحاب أو حضور محام معه أثناء سير التحقيقات، مؤكدا أنه أعطى الفرصة كاملة للدكتور يسرى جعفر فى الدفاع عن نفسه وتقديم كل المستندات. وأضاف حامد أبو طالب فى تصريحات خاصة للتحرير ، أن الدكتور يسرى لم يطلب منه حضور محام وأن عدم حضور محام ليس شرطًا لصحة التحقيق خاصة أنه إجراء إدارى. لافتا إلى أن التحقيق ليس راجعا إلى المحاضرة التى ألقاها الدكتور يسرى جعفر عن التنوير منذ عامين، بل نتيجة لدعوته إلى الإلحاد وأنه ما زالت عبارة لسنا جميعا كلنا ملحدون على صفحته الشخصية. نافيا أن يكون هناك شكوى مقدمة تشير بأن يسرى جعفر ورم خبيث يجب بتره. شومان للدكتور يسرى جعفر: شيخ الأزهر سيتدخل بالتحقيق فى الواقعة علق الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، على تصريحات الدكتور يسرى جعفر، الأستاذ بجامعة الأزهر المحال للتحقيق، التى يتضرر فيها من قرار وقفه عن العمل، قائلًا: "حق التعبير عن الرأى والاختلاف فى الرؤى أمر بديهى تكفله الشريعة والدستور". وأوضح وكيل الأزهر، فى تغريدات له على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" أن حرية الرأى مكفولة ما لم ينل من الآخرين أو يهدم ثابتا من ثوابت الدين، وفى حالات التجاوز تكون الإحالة للتحقيق التى لا تعنى الإدانة بالضرورة إجراء طبيعيا ليس فى الأزهر وحده ولكن فى كل المؤسسات والهيئات. وأضاف شومان، إلى أنه لا تجاوز للقواعد المتعارف عليها، أو هضم حق من حقوق المحال للتحقيق، ومنها تمكين محاميه من الحضور معه والدفاع عنه. مشيرا إلى أنه لا يشك ولو للحظة واحدة أن أول من سيتصدى لهذا إن ثبتت صحة ذلك من قبل شيخ الأزهر نفسه، مؤكدا أن من حق الدكتور جعفر الاستعانة بمحاميه وبمن يعينه وإلا يكون الإجراء وما ترتب عليه من قرار باطلا، ويملك شيخ الأزهر باعتباره المسؤول الأول عن الأزهر بجميع هيئاته ويرعى جميع منتسبيه بمن فيهم الدكتور جعفر الحق فى إلغائه واتخاذ الإجراء الصحيح دون التدخل فى التحقيق بطبيعة الحال.