برلماني: استئناف جلسات الحوار الوطني خطوة مهمة في ظل التحديات الراهنة    الصحة: إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه خلال يونيو    أسقف جنوب سيناء ووفد كاتدرائية السمائيين يهنئ المحافظ الجديد بالعام الهجري    البابا تواضروس يتلقى تقريرا عن الكلية الإكليريكية بنيوجيرسي    ارتفاع اللحوم والدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    تقرير: الفضة تتفوق على الذهب بالنصف الأول من 2024 وتحقق ارتفاع 16.9%    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن قمح لصالح القطاع الخاص و«التموين»    «فاو»: استقرار في أسعار السلع العالمية خلال يونيو الماضي    حل الأزمة بشعار «السودان أولاً» واحترم سيادة البلد.. رسائل السيسي للقوى السياسية والمدنية السودانية    أوكرانيا تعلن إسقاط 13 مسيرة روسية على أراضيها    مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع في قطاع غزة    صعود نجم كامالا هاريس يهدد آمال بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل ينسحب؟    أول تحرك برلماني بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت -تفاصيل    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 45 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    «إكسترا نيوز» تعرض تقريرا عن الشهيد أحمد منسي: قائد من طراز فريد    تناولوا طعامًا من خارج الثلاجة.. تسمم 5 أفراد من أسرة واحدة بسوهاج    عمرو الفقي: عمق العلاقة بين مصر والسعودية فتح الباب أمام تعاون مشترك ضخم    خاص| أول تعليق من محامي شيرين عبدالوهاب على فيديو تحطيمها مقتنيات داخل استوديو    مهرجان العلمين.. خطوات حجز حفل محمد منير من على موقع «تذكرتي»    مقتل جندى وإصابة آخر.. والاحتلال الاسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة    حكم إجبار المرأة على الزواج.. «البحوث الإسلامية»: لا يصح العقد    بالصور.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى الرمد ويوجه بحسن معاملة المرضى    بسبب ماس كهربائي.. حريق هائل يلتهم معرضي ملابس بالمنصورة    «الداخلية»: ضبط 483 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1284 رخصة خلال 24 ساعة    أسعار اللحوم اليوم الأحد 7 يوليو 2024    شوبير يوجه رسالة للمسؤولين ويطالب بفتح تحقيق في أسباب وفاة أحمد رفعت    محافظ أسوان يتابع انطلاق المرحلة الأولى من الموجة ال 23 لإزالة التعديات    آلاف المسلمين التايلانديين من 45 محافظة تايلاندية يلتقون شيخ الأزهر في بانكوك    بدء أعمال مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة    وزير الخارجية البريطاني للجارديان"نريد وقفا لإطلاق النار في غزة ودخول المساعدات"    موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بكفر الشيخ (رابط)    هل متلازمة القلب المكسور السبب في وفاة اللاعب أحمد رفعت؟.. خبير نفسي يكشف السر    حالة الطقس اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    الأولمبياد الخاص الدولي يعلن حصة مصر بالألعاب العالمية الشتوية    موانئ البحر الأحمر: وصول 1235 سيارة بوزن 2470 طنًا لميناء بورتوفيق    مصدر حكومي مطلع لإكسترا نيوز: مدبولي سيلقي بيان الحكومة ويسلم رئيس مجلس النواب برنامج الحكومة الجديدة    ملخص وأهداف مباراة كولومبيا ضد بنما فى ربع نهائي كوبا أمريكا 2024    رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة يتفقد عددا من المشروعات الجاري تنفيذها بالمدينة    رأس السنة الهجرية.. ما حكم التهنئة بقدوم الأعوام والشهور والأيام؟    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    خلال يونيو.. إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره وكنا نستعد لعودته للملاعب    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من ذكريات عام الجمر جمال فهمي
نشر في التحرير يوم 07 - 10 - 2013

فى مثل هذه الأيام قبل 12 شهرا كنا فى قلب عام الجمر الإخوانى الأشد بشاعة والأفدح ثقلا فى كل مراحل تاريخنا المعاصر والحديث، وبينما لون السواد الغطيس يصبغ صورة نهارنا وليالينا وقد شاع الألم والإحباط والقنوط فى أوساط خلق الله آنذاك.. وبينما نحن على هذه الحال التى كانت تسر العدو وتبهجه وتثير الأسى والحزن فى صدور الأحبة، حلت ذكرى حرب أكتوبر المجيدة فإذا بالمأساة تتحول إلى مسخرة فاقعة تستعصى على الوصف، إذ أتحفتنا عصابة «إخوان الشياطين» وقتها بحفنة مشاهد مفرطة فى الهزل وبدت مختلسة من عرض كوميدى هابط وردىء جدا، ومع ذلك لا بد أن نعترف أنها خففت قليلا من وطأة الهم والغم الراقد على صدورنا آنذاك وانتزعت من ثغورنا بسمات وبعض قهقهات عالية ربما كانت بطعم المر أو أمرّ من النواح والبكاء، لكنها أنعشت الأمل فى نفوس بعضنا أن فرصة الموت من الضحك (بدل الموت من القرف) ما زالت قائمة ولم تضع ولا تبددت تماما!!
وبعد.. فإن نسينا لن ننسى أبدا من وقائع هذه المسخرة التاريخية مشهدين بالذات أظنهما اختصرا ببلاغة معنى غربة جماعة الشر عن مصر وشعبها وتاريخهما، وأنها مجرد عصابة حاولت فى غفلة من الزمن «نشل» وطن لا تعرفه ولا تشعر بالانتماء إلى شعبه وعلاقتها به لا تتجاوز علاقة حرامى الغسيل بأهل البيت الذى تسلق مواسيره وهو يمنى نفسه بغنيمة بائسة تناسب ذكاءه المحدود ومواهبه المعدومة ومهاراته التى تبدأ وتنتهى بقص «حبل غسيل» من طرفيه ولملمة ملابس وأسمال السكان الغلابة المنشورة عليه، والهروب بها من على المواسير أيضا.. ثم لا شىء ولا حاجة تانية أبدا خالص البتة!!
وأعود لمشهدى الكوميديا السوداء، وأولهما منظر الأخ مرسى جماعة الشر و«ذراعها» الرئاسية التعبانة وهو يمتطى سيارة مكشوفة راح يصول بها ويتسكع فى جنبات أرض ملعب استاد ناصر الذى كانت مدرجاته تئن لحظتها وتكاد تنطق بالجزع والوجع من أهل وعشيرة الإجرام وقطعان القتلة والإرهابيين العواجيز الهاربين من وجه العدالة الذين جلبوا جميعا وجرى حشدهم وترصيصهم فى هذا المكان لكى يكذبوا على الناس والمولى تعالى ويتصنعوا الاحتفال بذكرى حرب خاضها المصريون وجيشهم، بينما كان أغلب هؤلاء المحتشدين مدفونين فى مغاراتهم المظلمة يناجون ويلاعبون الشياطين الزرق!!
يومها شاهد أهل مصر على شاشات التلفزة هذا الرجل «الذراع» وهو يبتسم ببلاهة ويلوح لقطعان عصابته ويضرب الهواء بكلتا يديه، وبدا وهو يهز منكبيه ويعوجهما ويلتفت بعصبية ذات اليمين وذات اليسار كأنه مجنون هرب للتو من سراية المجاذيب، حيث لم تفلح جلسات العلاج بالصدمات الكهربائية فى إبراء عقله «الفسافيسى» من أضاليل وهلوسات صورت له أنه جنرال تركه جنوده تائها يهيم على وجهه فى الفيافى، أيام الحروب النابليونية!!
فأما المشهد الثانى فلم يكن أقل بلاغة تعبيرية من الأول، بل لعله تفوق عليه وحلّق أبعد وأعلى فى سماوات المسخرة، فقد ظهر واحد من قادة العصابة على إحدى شاشات التلفزة وأخذ يحكى قصة خرافية ملخصها أنه كان نطعا فتيا يوم قيام حرب السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان، ومع ذلك ففى اللحظة التى بثت فيها وسائل الإعلام قبل عصر هذا اليوم خبر البيان الحربى الأول كان النطع وصديق له يتغديان ويطفحان السم الهارى معا، لكنه لما تأكد من صحة الخبر وأصبح على يقين من أن جنودنا عبروا فعلا قناة السويس فعل كما يفعل، المسلمون الملتزمون فقام وصلى ركعتين شكرًا لله وتجاهل أنه وصديقه مفطران فى واحد من أيام شهر الصيام عند أتباع دين الإسلام!!
كل عام أنتم بخير.. والحمد لله على النجاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.