■ ■ الطفل فارس، هذا الشقيان الغلبان الذى فقد إحدى ساقيه جراء تفجير إجرامى متفوق فى الخسة والوحشية، استهدف أول من أمس موكب وزير الداخلية، وكانت حصيلته شلال دماء طاهرة نزفت وتفجرت من أبدان بضع عشرات الأبرياء، هذا الطفل البرىء الفقير ستبقى جروحه وأوجاعه البدنية والنفسية شهادة بليغة ودليلا حيا يستعصى على الضياع والنسيان، يؤكد حقيقة أن «عصابة الشر» الإخوانية وقطعان حلفائها الإرهابيين القتلة، خطر وجودى سيبقى متربصا بالوطن حتى يتجفف نبعه الآثن وتجتث جذوره العفنة من أرضنا الطيبة. أما ساق فتانا المسكين الغضة المقطوعة فظنى أنها قادرة على وخز ضمائر «لو ما زالت حية أو بقى منها شىء» هؤلاء المعطوبين عقليا وروحيا الذين لا يخجلون وهم يثرثرون ليلا ونهارا داعين المجتمع والدولة إلى مصالحة العصابة والركوع فوق تلال جرائمها المشينة، إما بداعى الشياكة والتأنق بدماء المصريين أمام عيون أنطاع الغرب طمعا فى نظرة رضا، وإما بدافع من جهالة مزمنة وراسخة وخفة لا تحتمل. ■ ■ مساء أول من أمس كان العبد لله ضيفا على شاشة إحدى الفضائيات الأوروبية للتعليق على جريمة استهداف موكب وزير الداخلية بعبوة ناسفة هائلة، لولا ستر ربنا لقتلت عشرات الناس فى غمضة عين، أما الضيف الآخر القاعد فى استوديو المقر الرئيسى فقد كان واحدا من غربان الإرهاب المهاجرة، وقد توقعت أن يمارس الرجل عادة الكذب الفاحش المدرب عليها أمثاله، وينكر أى علاقة لعصابته بهذه الجريمة المشينة، لكنه فاجأنى والمشاهدين بالسباحة بعيدا جدا فى أوحال الخيبة والعار، حتى استقر عند شاطئ الجنان الرسمى شخصيا، فبعد أن تلوى لسانه المشقوق كالأفعى ولهج بجبل من أوسخ الأكاذيب وأشدها غباوة وبلاهة توج عاره وشناره، ليس فقط بامتناعه عن التلفظ بكلمة واحدة تحمل معنى الإدانة لتلك الجريمة النكراء، وإنما غرف من مَعِين السفالة والانحطاط والخبل لدرجة أن شعرة فى جفنه لم تهتز، وهو يدعى بأن التفجير الذى كاد يقتل الوزير وأصاب سيارته إصابة مباشرة، هو من تخطيط وصنع وتنفيذ الوزير نفسه والأجهزة الأمنية التابعة له!! لم أجد ما أرد به على هذا الإرهابى القاتل سوى أننى عبرت عن تضامنى وتعاطفى الشديد مع المشاهدين، واضطررت إلى لفت نظرهم إلى أن ذاك «الكائن» الذى لوث آذانهم بهذا الكلام الفارغ ليس ممثلا كوميديا فاشلا يلعب دورا فى مسرحية عبث ساقطة، ولكنه مجرد نموذج و«عينة» من مسوخ مشوهة ربما يجب أن تثير الشفقة أكثر من الاشمئزاز، لأنها خضعت فى كهوف الإجرام المظلمة لعمليات سحق وتخريب قاسية وممنهجة نالت من عقولها ودمرت أرواحها وأبادت ضمائرها، وجعلت فطرتها الإنسانية السوية التى فطرها المولى تعالى عليها، ركاما وحطاما، وأثرا من بعد عين! والحق أننى آثرت أن أختم ردى على هذا الإرهابى المخبول، بشىء طريف يخفف على المشاهدين المساكين ثقل الروح والظل، فذكرتهم بتلك النكتة الشهيرة التى تحكى عن رجل متفوق فى الحمق والغباوة قطع أنفه لكى يغيظ جاره، ثم لما غضب من زوجته ذات يوم وأراد عقابها والانتقام منها، أخصى نفسه بنفسه!! وفى نهاية مداخلتى هتفت مبتسما: بأن من آيات رحمة المولى تعالى الواسعة ورأفته بنا وباقى الإنسانية، أن متع هؤلاء الأشرار المجرمين بهيافة وتفاهة وغباء ينافس انحطاطهم ووحشيتهم وانعدام ضمائرهم.