أثارت التصريحات، التى أطلقها الكاتب الصحفى مكرم محمد، نقيب الصحفيين الأسبق، خلال حواره التليفزيونى الذى أجراه مع قناة «صدى البلد» أمس الاثنين، حول إصرار السعوديين على إتمام اتفاقية تسليم "تيران وصنافير" قبل هبوط طائرة الملك سلمان فى مصر، وموافقة الحكومة المصرية إرضاءً للسعودية، ردود أفعال واسعة فى الشارع السياسى، وهو ما جعل العديد من الانتقادات والاتهامات تساق إلى نقيب الصحفيين الأسبق، مؤكدين أن تصريحاته التى تعلن لأول مرة ورطت مصر فى تلك القضية، وأكدت تنازل الحكومة عن تبعيتها للجزيرتين من أجل إرضاء المملكة. مكرم: «اللى بيتهمونى إنى ورطت مصر شوية عيال مش فاهمين حاجة» علق الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، قائلا «اللى بيتهمونى إن ورطت مصر فى قضية تيران وصنافير شوية عيال صغيرة وأطفال مش فاهمين أى حاجة»، متسائلا: هل الدولة المصرية تملك أيه وثائق تثبت ملكية تيران وصنافير لها حتى أورط مصر فى تلك القضية؟ مستطردا «إحنا متعودين نخبى نصف الحقيقة وألا نصارح بعضنا البعض وهذا عكس كل أنظمة الديمقراطية التى تعلمناها». وتابع مكرم، «الجمعية الجغرافية المصرية وهى قديمة منذ حكم محمد على، أصدرت كتابا عن الوضع البحرى للجزيرتين، وإن الجزيرتين يكاد يكونا جزءا من الساحل السعودى، بينما على الناحية المصرية يصل عمق المياه إلى مسافة 800 متر، هذا يؤكد أن الجزيرتين يكاد يكونا جزءا من الجرف القارى للسعودية لكنهما ليسوا جزءا منه"، متسائلا: هل أحد ينكر وقائع عبدالعزيز سعود؟ مشيرا إلى أن منطق بعض المصريين أننا دفعنا دم عن الجزيرتين لأكثر من 50 عاما، وبالتالى نحن من حمينا الجزيرتين ومن حقنا أن لا نسلمهم، وهذا منطق يجب أن يناقش، ولكن لا ينفى ملكية الجزيرتين للسعودية، لأن السعودية من الممكن أن ترد بنفس المنطق وتقول إنها وقفت بجانبى -حسب تعبيره- وأشار نقيب الصحفيين الأسبق، إلى أن مصر تقول إنها ليست متأخرة فى تسليم الجزيرتين، لأن هناك إجراءات دستورية وقانونية، تتمثل فى موافقة مجلس الشعب، وكذلك بحكم اتفاقية كامب ديفيد مصر كانت مسئولة عن تأمين الجزيرتين، وبانتقال مسئولية الجزيرتين ستنتقل تبعية الأمن إلى السعودية، وبالتالى يتطلب موافقة إسرائيل الطرف الثالث، ونحن ليس لدينا أية مشاكل إجرائية أو دستورية، وكنا نتمنى أن يتفهم الجانب السعودى القضية. وردا على تساؤل «التحرير» حول أسباب إصرار السعودية على موافقة مصر على الاتفاقية قبل زيارة الملك سلمان، حسب تصريحاته التليفزيونية، قال مكرم «السعوديون حريصون على ترسيم الحدود زى ما عملوا مع قابوس والامارات وعايزين يرسموا الحدود أيضا مع مصر لمعرفة مصالحهم، خاصة فى ظل استكشاف الغازات المتلاحقة»، منوها أن مصر أرادت أن يكون توقيع الاتفاقية تتويجا لزيارة الملك سلمان لمصر وليس نتيجة ضغط أو مقابل استثمارات مثلما يردد البعض -حسب قوله- خالد على: تصريحات مكرم تؤكد نقل السيطرة العسكرية على الجزر لإسرائيل كان المحامى الحقوقى خالد على، قد علق على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» قائلا «الأستاذ مكرم محمد أحمد بيتكلم بكل وضوح عن طريقة توقيع اتفاقية تيران وصنافير، بيأكد احنا مش متأخرين فى تسليمهم، وفى طرف ثالث (إسرائيل) ستتولى المهام الأمنية، بما يفيد بحقيقة هذه الاتفاقية هو نقل السيطرة الاستراتيجية والعسكرية للجزر وخليج العقبة من مصر إلى إسرائيل». يذكر أن مكرم محمد أحمد قال: «وقعنا الاتفاقية إكرامًا لسلمان ولزيارته لمصر، وقعنا الاتفاقية وإحنا مش متأخرين فى تسليم الجزيرتين وفيه إجراءات قانونية، وفيه طرف ثالث إسرائيل التى ستتسلم المهام الأمنية، وهذا التسلم والتسليم يتم بموافقة مصر والسعودية وإسرائيل». وأضاف نقيب الصحفيين الأسبق: «عندما يصل الأمر للكرامة وجب علينا وضع العلاقات فى إطارها الصحيح، دون الإساءة للأشقاء فى المملكة العربية السعودية، فعلاقتنا ثمينة لا تخص مصر فقط أو السعودية فقط، ولكنها تهم العرب بأسرهم»، وتابع: «أنت صديقى وشقيقي.. خليك حنين عليا مش هتبقى ضغوطك وضغوط الأمريكان كمان».