بدأت العصارات البلدية في العديد من القرى والنجوع بمدن ومراكز محافظة قنا استقبال القصب من المزارعين استعدادا لإنتاج العسل الأسود الذي تشتهر به محافظة قنا، ويتم تصديره إلى محافظات وجه بحري. وشهدت صناعة العسل الأسود بمحافظة قنا العديد من التحديات خلال الموسم الماضي، منها انخفاض سعر القنطار، ونقص العمالة وندرتها، وتراكم العسل داخل العصارات، بسبب عدم إقبال التجار على الشراء، دون أي أسباب ذكرها التجار، بحسب صناع المنتج المفضل لكثير من محدودي الدخل. وقال محمد جابر، 46 عاما، صاحب عصارة عسل أسود بمركز نجع حمادي شمالي قنا، إن قنطار العسل ارتفع عن الموسم الماضي، إذ بلغ سعره 185 جنيها بعد أن وصل إلى 160 جنيها في السابق. ويضيف جابر أن صناعة العسل الأسود تبدأ في الأول من شهر أكتوبر وتنتهي في مايو، موضحا أنه يتم خلالها كسر القصب في حقول إنتاجه ثم رفعه إلى العصارات، بواسطة الجمال، ومن ثم يتم تشوين عيدان القصب في ساحة كبرى أمام العصارات التي تنتج العسل، بواسطة عصارة من الحديد مكونة من ثلاثة درافيل تدار بماكينات الديزل لاستخلاص العصير الخام. ويتم تسخين عصير القصب لإنتاج العسل الأسود ثم يوضع في حلل كبيرة وتعبئته ليدخل مرحلة تسويقه وبيعه للمحلات والمراكز التجارية ومحلات تجارة المواد الغذائية، وفقا لحديث جلال عبدالنبي، 29 عاما، أحد العاملين في الصناعة، والذي أكد ل"التحرير" أن العسل الأسود يتم تصديره خارجيا وكذا في باقي محافظات الجمهورية، قائلا: "معروف عن قنا إنها بلد العسل الأسود". والتقط سيد أبوالحمد، 32 عاما، أحد العاملين في صناعة العسل، الحديث قائلا إن العسل الأسود هو المنتج الوحيد الذي لم تدخله المواد الحافظة، مبينا أنه يتم حفظه ذاتيا بواسطة ما يحتوي عليه من سكر. ونوه إلى أن صناعة العسل الأسود لم يطرأ عليها أي تعديل أو تطوير منذ عام 1950، باستثناء العصارة، التي تحولت من عصارة خشب يدوية إلى عصارة حديدية تعمل بنظام كهربائي.