جمرة تخبو كل صباح يفتح عينيه ويقول لا شىء تغير فالشمس تشرق ما زالت وشعاعها يتسلل عبر الشيش يفتح عينيه كل صباح يتسمع صوت العصافير ويقنع نفسه - يحاول يقنع نفسه أنها تغنى ما زالت (لسه الطيور بتفن مع إن مش كل البشر فرحانين) وطفله - يااه أصبح له الآن طفل يشاغبه بابتسامة قالت أمه إنها تشبه ابتسامته ... كنت هادئا وطفلك مشاغب لكن له نفس بريق عينيك ونفس ابتسامتك ....... كل صباح أمام المرآة يطارد شبح ابتسامة يفر وبريق عينين يخبو ........ كأنه طليق العنان وكأنه قابض على آخر جمرة تبقت فى كفه وكأنه ما زال قادرا على الاندهاش وكأن قلبه ما زال فيه متسع للجميع ما زال فيه متسع وليس فيه سوى مخاوفه من فرط الوحدة والغياب ............... يا من سربت إلى قلبه المحبة هل له ببعض الكراهية يا من فطرت روحه على التسامح هل له ببعض الغضب ........... يا أيها الجميع أين أنتم؟ ............... وكأنه راغب فى الحياة ما زال يبحث فى عينى طفله عن إجابة للسؤال السؤال الذى يؤرقه من زمان من زمان كلما قبض على جمرة تخبو وكلما دنا يداهمه السراب قبل أن يجف عرقه قبل أن يلتقط أنفاسه قبل أن يطأ التراب ............. يبدأ من جديد كأن ما زال هناك جديد وكأنه لم يتغير يشد جسده - وقد أصبح له طفل ويتنهد ويضع كفيه أمام عينيه كأنه يحميهما من الشمس والغبار ويبتسم مقلدا طفله كأنه قادر على الابتسام ما زال.... علامة بيضاء فى القلب علامة بيضاء سأسميها باسمك وأعود مراهقًا يقفز فى الهواء يخطف النجوم ويحادث القمر فى القلب مكان فارغ ظَلّ لسنوات فارغًا كنت أظنه قد استوحش ولم أنتبه له إلا وقد فاحت منه رائحة الياسمين عندما مسه حضورك علامة بيضاء كافية لتحجب كل سواد مضى كافية لتجعل الشمس تشرق كافية وأكثر لتسامح الروح كل من مسها بسوء وأعود نقيًّا متسامحًا أصاحب الطرقات والليل وأردد الشعر وأهمس بكلام العشق وأمد كفى للعصافير تلقط من حب الحب وأبذره على العالمين وتبذره فى قلوب العاشقين...