آمنة نصير: الأمر لن يتحقق.. ويحتاج إلى التحرر من أفكار التعصب أحمد كريمة: صعب.. ومصر البلد الوحيد الذى يطبق خانة الديانة فى التعاملات عبد الرؤوف: الدراسة ب«الأزهر» تقتصر على المسلمين.. لأنها جامعة ذات قدسية أصدر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، قرارًا بإلغاء خانة الديانة من جميع المستندات والأوراق التى تتعامل بها الجامعة فى جميع الكليات والمعاهد والمراكز التابعة لها، على أن يطبق القرار على الطلاب والعاملين بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس. قرار جامعة القاهرة بإلغاء خانة الديانة يطرح تساؤلا يختص بجامعة الأزهر: هل تجرؤ جامعة الأزهر على السماح للطلاب الأقباط بالالتحاق بالكليات العملية؟ من جهتها قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، إن مسألة تطرق جامعة الأزهر إلى مبدأ السماح للطلاب غير المسلمين بالالتحاق بها وحتى ولو على سبيل الكليات العملية لن يتحقق فى ذلك التوقيت. وأشارت نصير إلى أن تلك المسألة تحاط بعديد من العراقيل، منها أن الجامعة تشترط على الطلاب حفظ القرآن الكريم، وبالتالى فحفظ القرآن بالنسبة لغير المسلم مشكلة كبرى، الأمر الذى يبرهن على أنه يتعين على الجامعة أن تفكر فى العدول عن بعض الشروط والسماح للطلاب من خارج المعاهد الأزهرية الالتحاق بالدراسة بكليات جامعة الأزهر حتى العملية، مؤكدة أنها كثيرا ما تعرضت لتساؤلات من قبل الصحف الأجنبية حيال مشاركتها فى ندوات بالخارج تختص بذلك الأمر، والأمر يحتاج إلى مزيد من الثقافة والتعلم والتحرر من أفكار التعصب. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن مصر البلد الوحيد، الذى ينفرد بتطبيق خانة الديانة فى تعاملات الجامعات والدراسة، والأمر إجرائى تنظيمى لا علاقة له بحقيقة الدين، فالذى يدل على الإسلام انتماؤه للإسلام لا الأوراق. وأوضح كريمة، أنه من الصعب السماح للطلاب الأقباط بالالتحاق بجامعة الأزهر، حتى فيما يتعلق بالكليات العملية كالطب والهندسة، وأن فكرة تعديل الشروط حول حفظ القرآن باعتباره صعبًا على الطالب القبطى يجعل من جامعة الأزهر لا تختلف عن باقى جامعات مصر، وطالبت مرارًا وتكرارًا بإلغاء الكليات العملية من أروقة جامعة الأزهر من الأساس، وذلك لأنها أبعدت المؤسسة الدينية عن رسالتها الأساسية وهى الدعوة. من جانبه كشف الدكتور أسامة عبد الرؤوف، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، أنه منذ بضع سنوات ناقش المجلس الأعلى للأزهر مقترحًا حول السماح للطلاب غير المسلمين بالالتحاق بالدراسة بجامعة الأزهر، وأن المقترح نال الموافقة، غير أن المشكلة تكمن فى أنه من الصعب على الطلاب غير المسلمين حفظ القرآن الكريم، الأمر الذى يبرهن بأن القانون ونظام الدراسة بالجامعة يجعل من الدراسة بجامعة الأزهر تقتصر على الطلاب المسلمين، لأنها جامعة ذات قدسية خاصة. وأشار نائب رئيس الجامعة للوجه القبلى، إلى أن القانون رقم 103 لعام 1961 نصّ صراحة على شروط الالتحاق بالدراسة بكليات جامعة الأزهر سواء أكانت عملية أو نظرية بأن يكون مسلمًا وحافظًا للقرآن الكريم، منوها بأن طلاب الثانوية الأزهرية يلتحقون بالدراسة بكليات جامعة الأزهر بعد اجتياز مادة الامتحان فى القرآن خلال دراستهم بالمعاهد والثانوية الأزهرية، وكذلك بالنسبة للطلاب المسلمين الوافدين للجامعة يتم تحرير اختبارات لهم فى حفظ القرآن الكريم، فضلا عن أن الدراسة بالكليات العملية كالطب والهندسة داخل جامعة الأزهر تختلف عن باقى الجامعات الأخرى، فالطالب يدرس علومًا شرعية إلى جانب دراسته الطب أو الهندسة على سبيل المثال وليس الحصر.