تصوير:- محمد أبو زيد مقرر لجنة الحريات: جريمة غير إنسانية لا تغتفر محمد أبو العلا: القاضي تعاطف مع المحامي.. والطبيب رفض علاجه نقيب حلوان: كان يمكن إسعافه أشعلت واقعة وفاة محامي داخل دار القضاء العالي، قبل أيام قليلة، نتيجة تقاعس الطبيب المناوب بالمحكمة عن أداء مهام وظيفته، والذي أطلق عليه المحامون "طبيب القضاة فقط"، حربًا بين نقابتي المحامين والأطباء. وانطلقت دعوات لمقاطعة الدفاع عن الأطباء أمام النيابات والمحاكم، بعد حالة الغضب التي استنفرت أصحاب "الروب الأسود"، وأثارت غضبهم واحتجاجهم، في أعقاب وفاة زميلهم المحامي عطية مبروك. "التحرير" التقت عددًا من أصدقاء المحامي المجني عليه، وعبروا عن غضبهم واستيائهم من تهاون الطبيب المناوب بالمحكمة في القيام بواجبات وظيفته، التي أقسم اليمين على أدائها بكل شرف وأمانة ونزاهة. محمد خيري أبو العلا، المحامي بالنقض مقرر لجنة الحريات بنقابة محامين حلوان الفرعية، قال ل"التحرير" إن ما فعله الطبيب ورفضه علاج زميله عطية مبروك المحامى، جريمة غير إنسانية لا تغتفر، مضيفًا أن الطبيب حين أخبره زملاء المحامي بمرضه وتعرضه لوعكة صحية، امتنع عن عمل الإسعافات الأولية له، معللًا ذلك بقوله: "أنا طبيب القضاة فقط". أضاف خيري أن رئيس الدائرة، الذي كان من المفترض أن يترافع أمامه "مبروك"، أصدر قراره بتأخير موعد مرافعته لآخر الجلسة، لحين تماثله للشفاء، وهو أمر طيب ومشكور من قبل القاضي، إلا أن الطبيب تهاون وقصر في واجبات وظيفته، فكان من الممكن إسعافه. "نسعى جاهدين لشطب الطبيب من نقابة الأطباء ".. هكذا عبر مقرر لجنة الحريات عن الإجراءات التي سيتخذها المحامون، موضحًا أن هناك تحقيقات تجرى في وزارة العدل ونقابة الأطباء حول الواقعة، وتم استصدار قرار، أمس الجمعة، بمعرفة مساعد وزير العدل لشئون المحاكم بوقف الطبيب مؤقتًا عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات. وذكر شعبان زكريا، نقيب محامين حلوان: "ده لو كان طبيب رئيس الجمهورية وشاف حالة مريضة قدامه لازم يعالجه ويقوم بدوره"، متابعًا أن المحامى المتوفي كان يعانى من ذبحة صدرية، وكان من الممكن اسعافه، مشيرًا إلى أن نقيب المحامين، سامح عاشور، تقدم ببلاغ ضد الطبيب، يتم التحقيق فيه. محمود الدشناوى، وكيل نقابة محامين حلوان الفرعية، قال إن هناك اتصالات مكثفة بين النقابة العامة للمحامين ونقابة حلوان لمتابعة آخر ما تتوصل إليه التحقيقات في واقعة وفاة زميلهم المحامى، مؤكدًا أنه إذا ثبت تقصير وتقاعس الطبيب عن عمله، فسيتم التقدم ببلاغ يتهمه بالقتل بالامتناع، وبلاغات تعويض أخرى، مختتمًا: "وربنا ما هسيبه". أنشأ المحامون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملت اسم "طبيب القضاة فقط"، عبروا فيها عن آرائهم تجاه واقعة وفاة زميلهم، الذي وصفوه ب"شهيد القهر والذل". وتسود في الأونة الأخيرة حالة من السخط بين أوساط قطاع عريض من المحامين خاصة الشباب، جعلتهم في موضع "المُستفزين"، بعد تيقنهم من رواية تقاعس الطبيب المناوب بدار القضاء العالي عن إسعاف زميلهم، بحجة أنه طبيب للمستشارين العاملين بالمحكمة. كريم السويفى، محامى المرج، قال: "إلى كل محامين مصر، أنا بدعو باسمكم واسم كل المحامين الشباب إلى وقفة صامتة أمام نقابة الأطباء يوم الخميس المقبل بعد صلاة العصر وتقبل واجب العزاء في الزميل عطية مبروك شهيد القهر والذل مواطن الدرجة الثانية"، مذيلًا منشوره بهاشتاج "طبيب القضاة فقط". وأرسل نقيب المحامين خطابًا إلى المستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل، لتعميم وجود أطباء مناوبين بداخل كل محكمة، لتجنب حدوث وقائع أخرى مشابهة لواقعة الزميل المتوفي. وطالب نقابة الأطباء باتخاذ اللازم تجاه الطبيب، الذي رفض أداء واجبه رغم عمله بالواقعة وتواجده داخل المحكمة.
