بعد 46 عاما من أداء سناء جميل للشخصية فى فيلم «الزوجة الثانية» اختارت لنفسها وسيلة جديدة للتعبير عن حفيظة وضعت نفسها فى مجال المقارنة والتحدى عندما قبلت أن تؤدّى شخصية حفيظة زوجة العمدة الشهيرة فى فيلم «الزوجة الثانية» الذى تم إنتاجه عام 1967 ويعد واحدًا من أيقونات السينما المصرية، علا غانم قررت أن تركب الصعب بجراءة كما هى عادتها عند اختيار الشخصيات التى تؤديها فى الأعمال الفنية التى يقع عليها اختيارها، لعل من أبرزها شخصية شيرين المثلية الجنسية فى فيلم «بدون رقابة» أو حتى فى اختيارها الملابس التى ترتديها مهما كانت كاشفة لتضفى لمسة على الشخصية وإضافة فى التعبير عنها، ومعبرة عن حالها، أيضًا خاضت السباق هذا العام من خلال شخصيتى شوق فى «مزاج الخير» وإنجى فى «قشطة وعسل». حفيظة زوجة العمدة الأولى والمقارنة التى وضعت علا غانم نفسها مع الراحلة سناء جميل عند إعلانها قبول الدور، وعلى الرغم من كم الانتقادات الكبير الذى لاحق مسلسل «الزوجة الثانية» بمجرد الإعلان عنه، لأنه يعتمد على الخطوط العريضة من الفيلم الذى يحمل نفس الاسم وأُنتج عام 1967 وضم سعاد حسنى وصلاح منصور وشكرى سرحان كأبطال، ويعتبره المشاهد المصرى الفيلم أحد أيقونات السينما، فكيف الحال مع إعادة تدويره كمسلسل بأبطال جدد، وسناء جميل التى اختارت علا مبارزتها بعد وفاتها ومرور 46 عامًا على ظهور الفيلم وإلى جانب الصعوبة فى تنفيذ ذلك بسبب أثيرية الفيلم عند المشاهد المصرى، وأيضًا السؤال عما ستضيفه أى ممثلة مهما بلغ قدرها وموهبتها على ما قدمته الراحلة سناء جميل، علا نجحت تمامًا فى الهرب من تكرار شخصية حفيظة «سناء جميل» إلى حد كبير، والتطورات فى الشخصية المكتوبة للمسلسل ساعدتها على ذلك، فأصبحت لها لازمتها وطريقتها الخاصة من حفيظة، هربت بها من سيطرة سناء جميل على الشخصية، واختارت لنفسها وسيلة جديدة للتعبير عن حفيظة، وطول ساعات عرض المسلسل مقارنة بالفيلم سمح مع تغيير بعض الأحداث فى أن تظهر جوانب وانفعالات أخرى للشخصية ترجمتها علا باقتدار، صراعها مع فاطمة وانكسارها ومشاهد الإذلال والانتقام، استطاعت علا غانم أن تتميّز بها خلافًا لباقى أبطال المسلسل. يختلف البشر فى تعريفهم لمقاييس الجمال، كل يرى الجمال بطريقته، لكن لا خلاف أن لعلا غانم طلّة تميّزها دائمًا، لها جمالها وطريقتها فى أن تستحوذ على العين والسمع بطريقتها التى لا تخلو فى كثير من الأحيان من خفة وجمل جالبة للابتسام حتى مع المشاهد التى تحمل قدرًا من الغضب أو العنف، وهذا لا ينقص من قدرتها على أن تكون وجهًا باكيًا حزينًا مسببًا قدرًا لا بأس به من الوجوم على مَن يشاهدها، مشهد ذهابها إلى قبر والدتها ليلًا لتفضى لها ما بصدرها وتعلن عن غضبها من إهانات العمدة «عمرو عبد الجليل» لها، وعودتها متأخرة لتتحمل بعيون باكية تحكّم فاطمة «آيتن عامر» وضعف العمدة فى المشهد الذى ينتهى بضربه لها، وتحملت بما تحمله حفيظة من كرامة وأنف مرفوع ما حدث، ولم تنكسر أمام الجبروت، لتوجّه ضربة قاصمة للعمدة فى شرفه ورجولته مشككة فى نسب ابن العمدة من حفيظة، من ناحية أخرى الشكل المرسوم لشخصية حفيظة فى المسلسل. لعلا غانم طلّة مميزة وذوق مميز ومجموعة تفاصيل تجعلها محط عين وسمع المشاهد، مع التكرار تظهر هذه التفاصيل تلقائيًّا وظهورها فى المسلسل طغى تمامًا على شخصية فاطمة ومدى جاذبيتها وسحرها الذى جعل من العمدة أسيرها فى الفيلم، لكنه لم يكن منطقيًّا فى المسلسل، الأمر الذى صب تعاطفًا أكبر لشخصية حفيظة وكراهية أكبر لشخصية فاطمة التى جاءت انفعالاتها باهتة ومشوّهة لا تحمل ربع ما تحمله حفيظة من حيوية وجمال، ما بين شخصيتى «مزاج الخير» و«قشطة وعسل» تبقى حفيظة الأقوى، فالأول هو تعاون يسير بقوة الدفع مع مصطفى شعبان، والثانى هو سيت كوم ضاع وسط زحمة المسلسلات فى رمضان على الرغم من وجود قطب الكوميديا سمير غانم على رأس أبطاله.